كتب : خالد جمال منذ 50 دقيقة
استضاف الإعلامي سعود الدوسري، في برنامجه "أهم عشرة" على قناة روتانا خليجية، الفنانة نبيلة عبيد التي تحدثت عن مسيرتها.
وقالت نبيلة عبيد إنها نشأت منذ الصغر على حب التمثيل، وكان مكتشفها الحقيقي الذي قدمها إلى السينما المخرج عاطف سالم في منتصف سبعينات القرن العشرين حتى نهاية التسعينات، وأنها قدمت أفلاماً اعتبرت علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، لقّبها الجمهور والصحافة بنجمة مصر الأولى، وأن حب السينما يجري في عروقها وأنها حلمت بالوقوف أمام الكاميرا حتى جاءتها الفرصة في فيلم "ما في تفاهم"، ومن هنا كانت البداية التي اختارت أن تبدأ نبيلة عبيد بها حلقتها، وعن تلك اللحظات قالت: "أهم شيء كان بالنسبة لي العمل في الفن الذي بدأته أيام المدرسة، والتقيت بالمخرج عاطف سالم وعندما اختارني لتمثيل أول دور لي فيلم (مافيش تفاهم) وكان من بطولة سعاد حسني وحسن يوسف، فرحتي لا توصف، هذا اليوم كان أول يوم سأقف فيه أمام الكاميرات وأحقق حلمي، ولكني لم أتكلم كلمة واحدة لأن دوري كان فتاة تسكن في منزل مقابل لابن الجيران، وكان يحاول معاكستها لكنها لا تنتبه إليه، وكان يقول لي المخرج أن هذا الدور سيلفت النظر وسيتساءل الناس عن جنسيتك أو يسأل لماذا لا تتكلم".
وعن الوسط الفني قالت: "لم أعرف أي شيء عن الأجواء الفنية، كنت أذهب إلى المكتب دون علم والدتي وهم يأخذوني إلى التصوير، ولم أعرف كيف كانت الأجواء في ذلك الوقت، وقبل عرض الفيلم وقعوا معي فيلم (رابعة العدوية)، وسلسلة أفلام قريبة".
يومان مهمان في حياة نبيلة عبيد أولهما كان يوم اختيرت لفيلم "رابعة العدوية" الذي ضمّ نجوم السينما في أوج عصرها، وضمّ صوت أم كلثوم التي فتحت لها بابا عريضا في الفن، وعن هذا الاختيار قالت: "قبل عرض الفيلم طلبوا مني مقابلة المنتج حلمي رفلة في مكتبه فلم أصدق، وأخذت أحد أقاربي معي، وطلب مني اختبار لرابعة العدوية ولم أكن أعرفها، قرأت السيناريو وجئت للتجربة بحضور المخرج نيازي مصطفى ووحيد فريد، وأحببت كلام رابعة الدوية الذي يدخل القلب وفيه مناجاة لله سبحانه وتعالى، وعندما توجهت إلى المسرح أخبرني نيازي مصطفى أنه إذا نجحت في الاختبار سيأخذوني وإذا لم أنجح سيبحثون لي عن دور آخر، وكانوا يبحثون عن ممثلة كبيرة مثل فاتن حمامة أو مريم فخر الدين، ولكنهم قرروا أن تكون أنا من ستؤدي الدور لأني وجه جديد يجذب الناس أكثر، وأثناء أدائي للنص جرت الدموع في عيوني وصوتي تغير لما في الكلام من تأثير، وفجأت سمعت صوتاً من خلفي يقول (يا رب تاخد الدور) وبعد الأداء لم يقل لي أحد شيئاً ولكني وجدت على وجوههم الرضا والاستحسان، وبعدها اتصلوا وبدأوا يدربونني على أداء رابعة العدوية ويحضرونني للدخول إلى عالم النجومية".
واليوم التالي الذي ذكرته مرتبط بالفيلم أيضاً، حيث إن الأمر كان متوقفاً على موافقة أم كلثوم عليها، وتابعت نبيلة عبيد تقول: "بعد موافقتها قالت (خلاص ادوا الدور للبنت دي) وهي كان لها دخل بتركيبة العمل وقالت إنها تريد وجها جديدا لكي يتمكن من إقناع المشاهد كونه جديدا".
وتضيف: "مثلت الفيلم وبكل أسف لم ألتقِ بها وأصبح لقاؤها أمنية عندي لأنه لم تتوفر لي أي فرصة لرؤيتها وكانت موافقتها بالنسبة لي حياة أو موت، وقبل التصوير ظللت أتمرن ثلاثة أشهر على الأداء والتمثيل وأثناء تصوير وضعت كل مجهودي وتركيزي".
التقيت بعمر الشريف وكنت خائفة وكان لبقا معي
وعن علاقة الممثلين النجوم معها قالت: "كانوا يعملون حسابا لعاطف سالم خصوصاً أننا تزوجنا أثناء تصوير الفيلم، وكانوا يحاولون مساعدتي خصوصاً أنني البطلة ولست صاحبة دور صغير، وأساساً كانوا هم أناس جيدين، وأنا كنت مصرة على أن أقدم الدور الثقيل بجدارة خصوصاً أن الشركة وقعت معي عقد احتكار لخمسة أفلام".
وذكرت نبيلة عبيد يوم لقائها بالممثل العالمي عمر الشريف: "بعد تصويره (لورانس العرب) كان لديه اتفاق على فيلم (المماليك)، وكان سيصور فيلما مع وجه جديد في ثاني فيلم لها، أنا كنت خائفة لأنني سأقف أمام ممثل عالمي بدور زوجته، وأنا كنت خائفة وهو كان لبقاً جداً معي وفي منتهى الأخلاق فهو بطبعه هكذا، وكنت من النوع الخجول ولا أتكلم معه إلا أثناء تمثيلي دوري".
وذكرت انطلاقتها الثانية في تعاونها مع إحسان عبدالقدوس حين قرأت رواية "وسقطت في بحر العسل" وعن هذا اليوم قالت عبيد: "كان السبب في أول لقاء لي بإحسان عبدالقدوس، كنت أفكر برواية بعد توجيه رمسيس نجيب لي نحوه، فكان أول لقاء كنت أفكر برواية روز اليوسف، فقال لي إحسان إقرأي (وسقطت في بحر العسل)، وأذكر أنه قال لي إن على هذه الرواية حرب باردة، وأن أكثر من ممثلة أرادت الدور، وحين قرأتها كنت أمر بحالة قريبة قليلاً من الرواية التي تختصر قصة امرأة ترتبط بشخص تحبه وهو على علاقة بامرأة أخرى، فأحببت الرواية، واستمر التعاون بيني وبين إحسان عبدالقدوس من رواية (وسقطت في بحر العسل) إلى (لا يزال التحقيق مستمراً) وكان يتصل بي ويقول لي هناك رواية ستنشر في الأهرام، أقرأها وأخذها منه، وأحياناً يطلب مني القراءة قبل النشر فأجلس في صالون منزله وأقرأ القصة، وكانت زوجته صديقتي وهي سببت لي نقلة في حياتي وجعلت نبيلة صديقة وزادت من فخري بإحسان عبدالقدوس، أما الأدباء الآخرون فصورت رواية لنجيب محفوظ وغيرهم".
اختارت يوم تعرضت للخيانة وقالت: "تعرضت للخيانة وأنا صغيرة جداً ولم أجد لها مناسبة تحصل ولم أستطع السكوت عنها وخصوصاً أن كل الناس عرفوا بها وأنا آخر من يعلم، لا أعرف سبب خيانة الزوج لزوجة صغيرة وجميلة، لم أتحمل الخيانة، وصرت بعدها حذرة وخائفة لأنني أريد الحياة جميلة ووردية وأتمنى ألا تحدث مرة أخرى، الخيانة صدمتني في حياتي وعقدتني، وأخذت فترة لأتخلص من هذا الشعور وركزت على العمل وصرت أرفض الزواج، وكل نجاحاتي بدأت من تركيزي في العمل واختياراتي لروايات إحسان ولم أكن أريد الارتباط، واختفى الرجل من حياتي لفترة طويلة لغاية (ما جرى اللي جرى)".
وذكرت نبيلة عبيد، عيد ميلادها الذي حولته من مناسبة شخصية إلى احتفاء بنجاحها فصار حدثاً ينتظره الوسط الفني، وأوضحت أسبابه بقولها: "بدأت أحتفل بعيد ميلادي بنجاح فيلم (ولا يزال التحقيق مستمراً) واعتبرت أن هذا الفيلم هو ميلادي الفني الحقيقي بعد النجاح الذي حققه وبعد كلام النقاد عنه، وكان لديّ فرحة داخلية، وأنا أول من اخترع قالب الحلوى الذي عليه اسم الفيلم، وبعدها صرت أضع في كل عيد ميلاد لي أسماء الأفلام التي ستصور وروايات إحسان، وصار تقليدا يجمع الفنانين لأنه كان احتفالا بنجاح أعمالي، وتوقفت أثناء مرض والدتي وبعد وفاة والدتي أوقفت هذا الاحتفال واستبدلته بسحور في رمضان أجمع فيه كل الفنانين".
الفن الذي نقدمه "محترم".. والسينما "ضمير أمة"
وذكرت نبيلة عبيد حلم الأمومة وتحدثت عنه بغصة الأم: "كان قلبي يدلني على ما قد يسعد غيري ويسعدني وهو حلم يشغل بالي منذ فترة، توجهت إلى دار الأيتام لأتبنى طفلة وكانت سمراء وصغيرة جداً فخفت أن آخذها وهي بهذا العمر فأجلت الموضوع لأجد فتاة أكبر بقليل، ولا يزال الأمر يخطر على بالي، وعندما أجد هذه الفتاة سأهتم بها، ربما لهذا أتأخر باختيار الفتاة، ربما الفترة المقبلة أكون فيها أكثر تحضيراً لها".
وعن مرحلة النجاحات التي أوصلتها لتكون الرقم الأصعب في السينما المصرية قالت نبيلة عبيد: "كل الأعمال الناجحة كانت وراء بعضها في فترة متقاربة وشكلت سعادة داخلية عندي، وأختار أفلامي وفق الموضوع الذي يُعرض عليّ، واعتذرت عن أعمال بشكل مباشر وأحياناً اقرأ وأوافق مباشرة، وكان لديّ مبدأ ألا أعمل في الصيف لأنني أعاني من الحرّ، ولكن عُرض عليّ فيلم (كشف المستور) وبدأت التصوير في منتصف أغسطس وإلا سيكون لغيري، وعن سكوت السلطة عن هذا الفيلم يسأل فيه وحيد حامد لأنه أصر على هذا النوع من الأعمال الجريئة، وليس لزواجي بذاك الوقت من أسامة الباز علاقة بتقديمي للعمل فهو لا يتدخل بأي عمل".
وفي الختام ذكرت يوم المواجهة مع الممثلة إلهام شاهين: "هي عبّرت عن رأيها وردت على من شتمها وهو غير مقبول لأنه قد يحدث مع غيرها، حاولنا أن نهدئها لكنها أصرت لأنها شعرت أنها على حق لأنها تعرضت للإهانة، وخفت بصراحة عليها، وتقاربت منها كثيراً لأني شعرت بحاجتي لأن أكون قريبة منها ولو بالكلام أو اللقاء بها لأنها كانت تدافع عن نفسها.
أما بالنسبة لجماعة الإخوان وموقفهم من الفن، قالت: "الفن الذي نقدمه محترم ونقدم شخصيات مختلفة وليس بالضرورة أن نكون الشخصيات التي نقدمها، مثلاً الشخصية التي قدمتها في فيلم (ولا يزال التحقيق مستمراً) كانت شخصية خائنة أديته أنا وفي النهاية تلك المرأة أخذت جزاءها وقتلت، نحن نقدم العمل ليكون عظة، فالسينما هي ضمير أمة لها علاقة وتقاليد".