أخبار عاجلة

«حماس» ليست فلسطين

«حماس» ليست فلسطين «حماس» ليست فلسطين

تتعرض حركة حماس لحالة من الغضب فى الشارع العربى، وفى القلب منه الشارع المصرى، بعد أن تورطت تلك الحركة فى الصراع على السلطة، فى كل من سوريا ومصر، وكذلك تونس وليبيا، الحقيقة لم تكن تورط حماس فى هذا الصراع، إلا من خلال بوابة الاتفاق الأمريكى الإخوانى، الذى كرس العديد من التفاهمات بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحركة الإخوان المسلمين، يأتى فى القلب منها عدم المساس باتفاقية كامب ديفيد وحماية المصالح الإسرائيلية، وقد قامت تركيا وقطر والسعودية بأدوار مهمة فى تلك التفاهمات، وهنا يجب أن نذكر بأن الاتفاق الذى وقع بين حماس وإسرائيل، وكانت برئاسة محمد مرسى وسيطاً فاعلاً ومراقباً على التنفيذ، كان من نصوصه نص يصف أعمال المقاومة بالأعمال العدائية (تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل، بما فى ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود).

ولعل ذلك ما يفسر حالة الفرح الأمريكى والإسرائيلى بذلك الاتفاق وكذلك بالدور «المصرى- الإخوانى» الذى تم لعبه فى هذا السياق، ومن هنا فإن حماس الذراع المسلحة لحركة الإخوان المسلمين فى فلسطين- كانت موقعا لتطبيق تلك التفاهمات، حيث يسود الصراع على السلطة من قبل حركة الإخوان المسلمين، ففى سوريا جاء خروج حماس من سوريا واصطفافها فى خندق المشروع الأمريكى التركى القطرى والسعودى، وقد كان وجود خالد مشعل فى قطر وتركه لسوريا، وكذلك وجود الرجل الثانى فى حماس موسى أبو مرزوق فى مصر، يؤكد اتجاه الخندق التى اصطفت فيه حركة حماس، ولعل ذلك ما يفسر تورطها فى الصراع على السلطة فى مصر، وهنا الإشارة واجبة لحكم المستشار خالد المحجوب بشأن تهريب د. محمد مرسى والهجوم على سجون طرة من أجل إخراج بعض قيادات وكوادر حركة الإخوان المسلمين، وكذلك بعض كوادر حماس.

وما يهمنا هنا أن نعرف أن فلسطين، ومنها غزة، هى بوابة أمن مصر، وسوف تظل قضية فلسطين فى قلب اهتمام المصريين، لذلك حماس ليست فلسطين، وإننا معها طالما كانت فى خندق المقاومة، ولا نهتم بها، بل نقاومها إذا اختلت بوصلتها، وزاغت عيونها عن فلسطين، كما حدث فى الآونة الأخيرة، حيث ظنت حركة حماس، وكذلك قيادتها بأن بؤرة الثورة المشتعلة، هى قطر القاعدة الأمريكية ومنظر الثورة القادمة هو الداعية القطرى يوسف القرضاوى، الذى يدعو للتدخل الدولى فى سوريا ويهاجم موقف الجيش المصرى، الذى لبى نداء شعبه وحفظ مصر من السقوط فى خندق الطائفية والتقسيم.

وأخيراً، علينا أن نعلم، ونعى جميعاً أن فلسطين بوابة أمن مصر، ولا يمكن التفريط فيها، ولا يمكن أن نسمح بأن تكون غزة إمارة للكراهية على حدودنا، وسوف تظل فلسطين أكبر من حماس وأكبر من أى فصيل فلسطينى يحيد عن طريق الجهاد والمقاومة، حتى لو يطل بعباءة الإسلام، وكان جزءا من حركة الإخوان المسلمين، فيكفينا حتى نحكم على السلوك ما يحدث فى سوريا ومصر وليبيا وتونس، وأخيراً غزة.

SputnikNews