لم يكن "خالد" فني الكهرباء، يعلم أن رسالة نصية أرسلها للمهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، في لحظة انفعال ستكلفه هذا الثمن الباهظ، فبالإضافة إلى قرار النيابة بحبسه 15 يومًا، غرمته النيابة العامة 40 ألف جنيه.
ترجع بداية الواقعة كما يرويها "عادل حجاج" عم "خالد"، إلى مكالمة هاتفية أجراها الأخير مع المحافظ، على هاتفها الخاص، يشكو فيها من تأخر البدء في أعمال بناء مسجد حجاج يوسف، بعزبة سليمان، محل سكنه، رغم إجراء مناقصة من وزارة الأوقاف، ورسوها على أحد المقاولين، لكن البناء تأخر حتى الآن.
وأضاف عم الشاب: "تطرق خالد في حديثه مع المحافظ، إلى عدد من المشكلات التي تعاني منها القرية، مثل سوء حالة الطرق والخدمات، وهو ما قابلته المحافظ بالضيق، وردت عليه بطريقة اعتبرها "خالد" مهينة، وتسببت في انفعاله، فرد عليها برسالة قصيرة تضمنت سبابًا".
وقال "عاطف حجاج" أحد أقارب الشاب: "خالد دفع ثمن سعيه في الصالح والعمل العام، وحاولنا حل المشكلة بطريقة ودية عن طريق تدخل أعضاء مجلس النواب، والعديد من الوسطاء لكن المحافظ رفضت كل المحاولات".
وحظى الشاب بحالة من التعاطف، من مواطني المحافظة، الذين طالبوا المحافظ بالصفح عن "خالد" رغم إقرار المتعاطفين بأن ما فعله يخرج عن القانون والصواب، والسلوك المقبول.
وقال المهندس أحمد الرفاعي: "أطالب محافظ البحيرة بالعفو عن الشاب لأنها في موقع المقدرة، وكلي ثقة أنها لن تقبل بحبس شاب لمجرد خروجه عن شعوره في لحظة غضب".
وأضاف الرفاعي مخاطبًا المحافظ: "استعيني بالمخلصين أصحاب النصيحة الصادقة، واستبعدي الذين يوقعونك دائمًا في أزمات بنصائحهم الزائفة التي ستؤدي إلى بناء سدًا لن تتمكني من هدمه بينك وبين الأهالي، فالتسامح صفة العظماء".
وقالت منى عبدالعزيز: "نحن لا نشجع أحد على الإساءة لمسؤول أو إهانته بلفظ خارج ولكنك سيادة المحافظ مقصرة في حق البحيرة وتتحملين جانبًا من المسؤولية بسبب تردي الكثير من الخدمات، وقد سبق لك أن اتهمتي شعب البحيرة بالبخل وصفحنا عنك والآن جاء الدور عليكي لتصفحي عن هذا الشاب، فالعفو عند المقدرة، وظروفه المادية لا تسمح له بسداد هذا المبلغ".
وقررت نيابة قسم دمنهور، حبس فني كهرباء 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وكفالة 40 ألف جنيه، لاتهامه بسب وقذف المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، من خلال رسالة نصية، أرسلها لها على هاتفها الخاص، تتضمن سبًا وقذفًا لها عقب الانتهاء من محادثة هاتفية بينهما، تحدث فيها عن مشكلة في القرية.
المصدر : مصراوى