على بُعد 20 كيلو من محافظة مادبا الأردنية، وضعت حنان كمال التلفيتي مولودها الأول فيما مازال عمرها ستة عشر عاما. فرحت الشابة بطفلتها، لكن السعادة كانت أكبر في منزل عائلتها، إذ أصبح لوالدها حفيدا بينما عُمره 33 عاما فقط.
مطلع شهر أكتوبر الجاري نشر التلفيتي صورة له على موقع فيسبوك، حاملا حفيدته جوري، ومُعلقا "أصغر جد في الوطن العربي". حالة من السعادة اعترت الشاب الثلاثيني "حسيت إنه ملكت الدنيا"، ورغم الانتشار السريع لصورته، غير أن الفكرة قوبلت بالاستهجان من بعض متابعي مواقع التواصل الاجتماعي.
في شارع ابن خلدون بمحافظة مادبا الأردنية تربّى التلفيتي داخل بيت العائلة "أسرتنا بسيطة لكن عايشين بالقليل". كان الشاب في الصف الثاني الثانوي حين ابتغى الزواج من ابنة عمه "أقنعت والدي ووالدها وما حدا اعترض". لم يكن لديه عمل بعد، غير أن التيسير عليه في المسكن والشروط أتمم الزواج سريعا.
لا تعرف عائلة التلفيتي الزواج المبكر "أنا نفسي لم أنوِ الزواج بهاي السن"، لكن حُبه لابنة عمه دفعه لتغيير دفة تفكيره.
في منزل عائلة أبيه عاش الشاب الذي يعمل سائقا، أنجب من زوجته سبعة أبناء؛ ولدان وخمس فتيات؛ أكبرهم حنان التي أنجبت حديثا، وأصغرهم روز ذات الأربع سنوات.
لم يبخل والد التلفيتي بتعليمه قدر المستطاع "إحنا عموما مش بنكمل بسبب الظروف المادية"، خرج من المدرسة عقب إتمام التعليم الثانوي، لكنه فطن أن إدخال أبنائه المدارس أمرا مفروغا منه، حتى وإن منعهم الفقر عن استكماله.
حينما تقدم ابن خالة حنان لها "وافقت على الفور". لم يفرض الشاب الثلاثيني على زوج ابنته شروطا مُرهقة "أهم إشي عندي إنه بينهم اتفاق وفي مسكن ولو بسيط".
في منزل الجد الصغير تفاوتت ردود الفعل؛ بين أبنائه الذين يوزعون الحلوى والمكسرات وتعلو أصواتهم الفرحة "مش عم يصدقوا إنهم صاروا أخوال وخالات"، فيما تخرج عبارات المباركة من والد التلفيتي وجدّه الذي يعيش معهم بنفس المنزل ويبلغ 80 عاما "بيقولي من وقتها يا جدو".. يقول الشاب ضاحكا.
يستاء التلفيتي من حالة الاستهجان المعترضة على صغر سن ابنته "أولا هاي حرية شخصية ثانيا ما في قانون بالأردن بيمنع إنه البنت تتزوج صغيرة"، يدافع الشاب عن نفسه قائلا "أنا ما أجبرت ابنتي على إشي وما راح أجبر ولادي يتزوجوا باكرا"، لكنه يرى أن بناء البيت في "ريعان الشباب" يجعل الأب والأم أكثر تحملا للمسئولية، على حد تعبيره.
يرضى التلفيتي بالقليل، لكن مازالت له أحلام؛ أهمها بيت يقطن فيه بمفرده مع زوجته والأبناء بدلا من منزل والده "وكمان أتمنى الحصول على سيارة ملكي" أو عمل يضمن له دخلا جيدا، رغم ذلك فلا يُخفي الشاب فخره بـ"العزوة" الموجودة في منزله، ويكتب رسالة على صفحته للشباب مُشجعا إياهم على الزاوج الباكر.
المصدر : مصراوى