كشفت شركة "تيك توك" أمس النقاب عن عدد كبير من التغييرات على إرشادات المجتمع التي تقول إنها تهدف إلى تعزيز "السلامة والأمن والرفاهية" على تطبيق الفيديو الاجتماعي الشهير.
ومن بين التغييرات، ستتبع "تيك توك" نهجًا أكثر صرامة تجاه الأعمال والتحديات الخطيرة مثل خدع الانتحار. وسيتم الآن إبراز سياستها حول مثل هذه القضايا، التي تم تحديدها لأول مرة في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، في فئة منفصلة من إرشادات المجتمع لتسهيل عثور المستخدمين عليها. وكانت تعرض سابقًا ضمن سياسات "تيك توك" للانتحار وإيذاء النفس، بحسب موقع "سي نت".
وتطلق "تيك توك" أيضًا مقاطع فيديو تشجع الأشخاص على "التوقف والتفكير واتخاذ القرار والتصرف" عندما يرون تحديات محفوفة بالمخاطر عبر الإنترنت.
حظر التمييز والتضليل
كما تحظر "تيك توك" صراحة التمييز ضد المتحولين جنسيًا والتضليل وكره النساء في التحديث لإرشادات مجتمعها.
وكتب رئيس قسم الثقة والأمان في "تيك توك"، كورماك كينان في منشور: "على الرغم من أن هذه الأيديولوجيات محظورة منذ فترة طويلة على تيك توك، فقد سمعنا من المبدعين ومنظمات المجتمع المدني أنه من المهم أن نكون صريحين في إرشادات المجتمع الخاصة بنا".
وتعمل إرشادات المجتمع المحدثة أيضًا على توسيع حظر المنصة للمحتوى الذي يروج لاضطرابات الأكل، كما أنها توسع السياسات التي تركز على أمان التطبيق وسلامته.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت "تيك توك": "إنها تجري تغييرات على كيفية اقتراح مقاطع الفيديو على التطبيق، في محاولة للتأكد من أنها لا تعزز التجارب السلبية عن غير قصد". وأفادت المنصة بأنه سيتم تنفيذ التغييرات التوجيهية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
مخاوف على المراهقين والأطفال
وقد واجهت "تيك توك" وغيرها من منصات الوسائط الاجتماعية لسنوات انتقادات لإيوائها محتوى ضارًا وتغذية القلق والاكتئاب، لا سيما بين المراهقين والجمهور الأصغر سنًا.
وفتح انتشار منصة "تيك توك" القياسيّ ووصوله للفئات الهشة بابَ أكبر المخاوف، وهو التأثير والتحكم في ظلّ هواجس وتساؤلات لا تنتهي، ودعاوى قضائية لا تزال أمام القضاء، كانت إحداها تلك التي رفعتها فتاة إنكليزية بعمر 12 سنة، مدّعية أن الشركة تستخدم بيانات الأطفال بشكل غير قانوني.
وخلف مظهره البريء، حاول "تيك توك" الصمود أمام الانتقادات المتصاعدة، فصُنّف في عدد من الدول "خطرًا عامًّا"، لتبقى سياسات المقاطعة والتوعية أهمّ الأسلحة المتوفرة لمواجهة خطر مماثل.
تداعيات خطيرة
واعتبر المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عامر طبش أن تيك توك يتحول للمنصة الوحيدة التي تستقطب فئة محددة من المستخدمين بعمر معيّن أي المراهقين.
وقال : من بيروت: "الخوارزمية المستخدمة تساعد التطبيق ليعرف عن المستخدمين أكثر مما يعرفون عن أنفسهم". وأشار إلى أن التطبيق يعرف أكثر ما يعرفه المراهقون عن أنفسهم كلونهم المفضل ورياضتهم المفضلة وغيرها من التفاصيل.
وتكمن خطورة هذه الخوارمية في تحويل المستخدمين لمدمنين، حيث تطول المدة التي يقضونها على المنصة.
ولفت إلى أن تيك توك يحاول السيطرة على مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الفئة العمرية التي يستهدفها والتي ستكبر مع تطور التطبيق الذي أصبح يقدم الأخبار، ما يطرح تساؤلات عن صدقية المحتوى.
أخبار متعلقة :