تعتمد معظم الأسر في كوريا الشمالية في معيشتها على النساء العاملات، حيث لا يغطي راتب الزوج شيئاً يذكر من نفقات الأسرة بسبب ضعف الراتب. ولهذا السبب اضطرت الدولة الى السماح للنساء بالعمل. وفي الوقت ذاته يواصل النظام إجبار معظم الرجال على العمل لصالح الدولة، لكنه يدفع لغالبيتهم القليل جداً أو لا يدفع لهم شيئاً على الإطلاق. وأصبحت النساء يتمتعن بحرية أكبر من الرجال في قضاء الوقت في العمل في الأسواق من أجل إطعام أسرهن، واكتسبن بالتالي بعض القوة الاقتصادية.
ومع ذلك، لم تغير مكاسب المرأة الإضافية التوقعات بشأن عملها التقليدي في المنزل. ولاتزال الآراء التقليدية في الحياة الأسرية شائعة، حيث يعتبر كل من الرجال والنساء أن رعاية الأطفال والعمل المنزلي من صميم عمل النساء. وتقول جيونغ جين، وهي امرأة في الثلاثين من عمرها من مدينة هايسان الكورية الشمالية، هربت إلى العاصمة الكورية الجنوبية، سيؤول في عام 2015: «بالطبع يجب على النساء الاعتناء بالأطفال، فهن أفضل من الرجال بكثير في ذلك». وتقر بأن هناك شكوى من النساء نتيجة العبء المزدوج، لكنها تقول إن الخطأ يكمن في النظام الذي يجبر الرجال على العمل دون أجر كبير.
وفي الوقت الذي يلوم فيه الناس الدولة، يسود الخلاف معظم الأسر. بعض الزوجات المثقلات بالأعباء يطلبن من أزواجهن المساعدة في الأعمال المنزلية أو أن يكون لهن رأي في قرارات الأسرة. ويصر العديد من الأزواج على أن تبدي زوجاتهم لهم الاحترام والطاعة، بغض النظر عن مقدار مساهمتهن في معيشة الأسرة. ويتعرض مثل هؤلاء الأزواج للإهانات مثل «عديمي الفائدة»، بالنسبة للرجال الذين ينتظرون زوجاتهم للعودة للمنزل، أو ما يطلق عليهم «المصابيح النهارية»، فهم مثل المصباح في ضوء الشمس، ليس له فائدة على الإطلاق.
ويبدو أن أنجح الزيجات هي تلك التي تجمع بين نشاط الزوجة الاقتصادي وتأثير الزوج السياسي. تقول جيونغ إن زواجها من ضابط شرطة رفيع المستوى ظل زواجاً سعيداً على الرغم من أنهما يعيشان في الغالب على ما تكسبه هي ووالدتها من المهربين. وتشرح قائلة: «لدى زوجي القليل من المال، لكن الكثير من القوة».
أخبار متعلقة :