لا تزال أصداء استخدام مزعوم لبرامج تجسس ضد معارضين وناشطين حول العالم مستمرة بعدما قال خبراء تقنيون وضحايا إن عشرات النساء في مناطق بالهند والشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللائي استُهدفن معرضات الآن لخطر الابتزاز أو المضايقة، حسبما قالت تومسون رويترز.
وكشف تحقيق نشره، ابتداء من 18 يوليو الماضي، مجموعة تضم 17 وسيلة إعلام دولية، أن برنامج بيغاسوس الذي صنعته شركة إن إس أو الإسرائيلية، أتاح التجسس على أرقام هواتف ما لا يقل عن 180 صحافيا و600 سياسي وسياسية و85 ناشطا حقوقيا، إضافة إلى 65 رئيس شركة من دول مختلفة.
وحذر نشطاء حقوقيون من أن نشر البرنامج في البلدان التي لا تتمتع بتدابير حماية الخصوصية، وحرية التعبير، والمجتمعات المحافظة على نطاق واسع، يمكن أن يشكل خطرا خاصا على النساء.
وقد تضمنت قاعدة البيانات المسربة أرقام هواتف عشرات النساء، 60 منهن من الهند.
وقالت فريندا بهانداري، المحامية التي تعمل في مجال الحقوق الرقمية وقضايا الخصوصية في الهند، إن الهواتف المحمولة تحتوي على معلومات "شخصية وحميمة للغاية"، لذا فإن الاختراق قد يحمل تأثيرات أكبر على النساء.
تقول تومسون رويترز إن من بين الضحايا كانت موظفة سابقة في المحكمة العليا اتهمت رئيس المحكمة العليا آنذاك رانجان غوغوي بالتحرش الجنسي، لكن القضاة رفضوا الشكوى لاحقا. وكان العديد من أفراد عائلتها على قائمة التجسس.
وتحدثت تومسون رويترز مع أنوشكا جين من مؤسسة حرية الإنترنت في دلهي التي تقدم المساعدة القانونية لهذه المرأة.
وقالت جين عن المرأة التي لم يتم الكشف عن هويتها علانية: "لم تكن شخصية عامة لكنها كانت تخضع للمراقبة ليس لأي سبب آخر غير تلك (الشكوى)"، مضيفة: "إنه انتهاك هائل لخصوصيتها".
ورفضت السلطات الهندية الكشف عما إذا كانت الحكومة قد اشترت برنامج التجسس بيغاسوس.
وفي بيان أرسل بالبريد الإلكتروني، قال متحدث باسم إن.إس.أو إن الشركة تجري "فحوصات صارمة لحقوق الإنسان قبل بيع برامجها (...) لتقليل احتمالية إساءة الاستخدام".
كما قالت عليا إبراهيم، المؤسس المشارك لموقع درج، المنفذ الإعلامي الإقليمي الذي شارك في نشر تحقيق بيغاسوس، إن اتجاها مشابها ظهر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقدرت أن ثلث الأهداف المحتملة في المنطقة من النساء -بما في ذلك المدافعات عن حقوق الإنسان والصحفيين- ولكن أيضا النساء المرتبطات برجال أقوياء. وقالت إبراهيم: "هذا هو التبرير".
وتشير تومسون رويترز إلى أبرز المستهدفات، وهن الشيخة لطيفة ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والأميرة هيا بنت الحسين زوجته السابقة، وخديجة جنكيز خطيبة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، وكلود مانجان الزوجة الفرنسية للناشط الصحراوي نعمة أسفاري المسجون في المغرب منذ عام 2010.
أخبار متعلقة :