تطمح الفتيات الهاويات بمختلف الرياضات أن يكنَّ تحت مظلة تقدم لهن ما يؤهلهن، كي يصبحن محترفات للرياضة التي يمارسنها، وأن يتفادين الإصابات التي قد تعوق تطورهن تحت قيادة أخصائي علاج طبيعي، و«الميدان الرياضي» بدوره ينقل أهمية ضم اللاعبات تحت مظلة الأندية القادرة على إيصالهن للعالمية، في السطور الآتية..
خطوة أولى
قالت حكمة الدراجات الهوائية فاطمة البلوشي: «يتردد كثيرًا على مسامعنا مؤخرًا أن المرأة نصف المجتمع، تحديدًا بات تمكينها جزءًا أساسيًا ضمن رؤية المملكة 2030م في جميع المجالات التي تناسب وجودها، والمجالات الرياضية لا تقل أهمية، حاليًا هناك فرق شاسع بين الفرص المطروحة والتمويلات اللازمة بين اللاعبات واللاعبين، ونحن في الطريق لتحقيق هذه المساواة».
وأضافت: «تبنِّي لاعبات في الأندية الرياضية السعودية يعتبر خطوة أولى لتمكين بطلات المستقبل، وبناء قاعدة جماهيرية، وجماهير الرياضة هم المغذي الرئيسي للجانب الإعلامي بالرياضة، والتبنِّي لا يكون بالانضمام فقط؛ بل بالدعم المستمر، والتدريب والمراقبة والتصحيح، وجعلهن في مناصب إدارية متساوية، وبالتالي نحن نصنع قرارات لمستقبل أجمل لفتياتنا عندما نتشارك كيدٍ واحدة لنسمو بوطننا ونستطيع إنجاز الكثير، ونرى حاليًا تجسيد ذلك من قبل أبطالنا وبطلاتنا في الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، فأنا متفائلة بالمستقبل وفخورة بكل محاولة وخطوة نخطوها للأمام، فهذه هي الوجهة الوحيدة ونحن على المسار الصحيح».
آفاق جديدة وعبرَّ المحرر الصحفي المهتم بالرياضة النسائية ريان الجدعاني، عن إقدام نادي الهلال على إنشاء أكاديمية: من وجهة نظري هذه الخطوة ستحقق هدفين؛ الهدف الأول هو فتح آفاق جديدة للاعبات السعوديات نحو عالم الاحتراف عبر اللعب مع الأندية بعقود رسمية، والانتقال من الهواة إلى الاحتراف، حيث لا تزال الرياضة النسائية في بلادنا تعاني من عدم الاستمرارية وغياب الاستدامة بسبب عدم تطبيق الاحتراف، ووجود الأندية الرسمية المحترفة في ساحة الرياضة سيشجع الاتحادات الرياضية، ومنها الاتحاد السعودي لكرة القدم، على تأسيس الدوريات المحترفة مثل الدوري السعودي للمحترفات لكرة القدم، الهدف الثاني هو تشجيع بقية الأندية على استقطاب لاعبات الرياضة النسائية كالنصر والاتحاد والأهلي والشباب وغيرها، لأن للأندية دورًا رئيسيًا في نهضة الرياضة النسائية بالوطن، فدخول الهلال عالم الرياضة النسائية سيشجع على سبيل المثال منافسه التقليدي نادي النصر على دخول هذا المجال، والذي بلا شك سيعود بالنفع على بنات الوطن، ولا ننسى تغريدة رئيس نادي النصر مسلي آل معمر عبر حسابه على تويتر بالأشهر القليلة الماضية، التي أكد فيها رغبة النادي في تأسيس كرة القدم النسائية، أي بمعنى أن الأندية الوطنية لديها النية لدخول ساحة الرياضة النسائية، ولكن تحتاج لمن يشجعها على هذه الخطوة كمنافسة شريفة بين الأندية.
الخبرة والثقة وقال مدرب المنتخب النسائي لألعاب القوى حمود الصوعان: من واقع تجربة مع السيدات وأسرهن مع بداية تمكين المرأة في الرياضة بالمملكة، شاهدنا إقبالاً وتحفيزًا من ذويهن على الرغبة في الانضمام بمختلف التخصصات الرياضية، وأتمنى فتح الأندية السعودية كالهلال والاتحاد والأندية الكبيرة للمرأة السعودية لتوفير الإمكانات والمنشآت الرياضية لهن لصقل موهبتهن بشكل أكبر، ولكي نحافظ على الخامات الممتازة ونساعد طموحهن بشكل مباشر لوجود مكان مناسب، وسيكون ذا عوائد ممتازة من الجانبين الفني والنفسي، فوجود المرأة في الأندية يفتح مجالاً واسعًا للمشاركة والتنافس، وهذا ما تحتاجه اللاعبة لأخذ الخبرة أكثر والثقة في النفس، ويعزز من تطويرها بشكل أسرع، والمصلحة العامة للوطن بوجود لاعبات في تخصصات كثيرة ويسهل عملية اختيار النخبة للوطن وتمثيل البلاد في المحافل الدولية.
وأضاف: باب الأندية يسهل لنا الطريق بشكل سريع لمستقبل مشرق للمرأة السعودية، ويعود ذلك لعدة عوامل تساعدهن على نشأة أجسامهن بشكل صحيح وسليم، وسوف نقلل من كميات الخمول التي يعانين منه، والحد من المضايقات التي يتعرضن لها أثناء سيرهن في الشوارع، وذلك لعدم وجود أندية خاصة بهن، وتخفيض نسبة الإصابة بالأمراض المتعلقة بالسمنة وزيادة الوزن.
خطوة إيجابية
أشادت سمر رهبيني قائدة فريق Brave Cyclist، بأهمية فتح باب انضمام السيدات في الأندية الرياضية، موضحة: خطوة إيجابية وتسهم في مداخيل الأندية وجذب واستقطاب رعاة أكثر، كذلك المشاركة في مختلف الرياضات سترفع وتعزز روح التنافس بينهن، وبالتالي سنكتشف مواهب وبطلات يحققن في المستقبل مراكز وبطولات خارجية.
وأضافت: هذه الخطوة ستنمي المشاركات الخارجية خاصة للرياضة النسائية، ولكن الأهم هو توفير بيئة مناسبة للاعبات ومدربين ذوي قدرة يأخذون اللاعبات بمحمل جد، ويتم التركيز عليهن بعد ذلك وصقل مهاراتهن التي تؤهلن للمشاركات الخارجية، كي يرفعن راية الوطن، فمعظم الرياضات تكون لها آلية للإناث وأخرى للرجال، مثل رياضة الدراجات الهوائية، هنالك سباقات خاصة للنساء وسباقات خاصة للرجال، حين يفتح النادي قسمًا للسيدات سيمكنهن المشاركة خارجيًا وبالتالي سيرفع ذلك من اسم الفريق وسيزيد حتى ولو لم يحققن المراكز، فمع التدريب والاستمرارية سنصل بإذن الله.
أخبار متعلقة :