مرت أربعة أعوام منذ أن تم تشييد تمثال "البنت الشجاعة" Fearless Girl، وهو تمثال برونزي تم تشييده بتكليف من مجموعة ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز لإدارة الأصول في نيويورك، للترويج لقضية المرأة في الأعمال التجارية والمالية.
لكن البنت الشجاعة التي أنشأتها النحاتة كريستين فيسبال - التي تقف واثقة بنفسها أمام بورصة نيويورك - لا يزال أمامها طريق طويل لإنجاز مهمتها.
وفقا لبحث أكاديمي جديد بعنوان "المرأة الشجاعة: محو الأمية المالية والمشاركة في سوق الأوراق المالية"، تم نشره الإثنين، بالتزامن مع يوم المرأة العالمي، لا تزال النساء بعيدات كل البعد عن الشجاعة عندما يتعلق الأمر بالمالية.
نقص الثقة مسؤول عن انخفاض مستويات محو الأمية المالية لدى ثلث النساء مقارنة بالرجال، بحسب ما خلص إليه البحث الذي أعده فريق دولي ضم باحثين من ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة. الثغرات المعرفية الحقيقية مسؤولة عن الباقي.
قالت أناماريا لوساردي، مؤسسة مركز محو الأمية المالية العالمية في جامعة جورج واشنطن، وهي أحد المشاركين في إعداد البحث: "حان الوقت لتتحول البنت الشجاعة إلى امرأة شجاعة - في كل مكان".
البحث الذي أجري بالتعاون مع البنك المركزي الهولندي، شمل أكثر من 1500 رجل وامرأة، وتضمن اختبارا من ثلاثة أسئلة حول أساسيات أسعار الفائدة، والتضخم، وتنويع الاستثمار، على أن يتم اختيار الإجابة من بين خيارين أو ثلاثة خيارات.
أكدت الدراسة بحثا سابقا أفاد أن الرجال يميلون إلى أن يكونوا أكثر إلماما بالأمور المالية مقارنة بالنساء - أجاب 75 في المائة من الرجال عن الأسئلة الثلاثة بشكل صحيح مقابل 60 في المائة من النساء.
لكن الدراسة حددت لأول مرة أن جزءا كبيرا من الفجوة بين الجنسين في المعرفة المالية يرجع إلى التوتر: في نسخة سابقة من الاختبار أعطت خيارا إضافيا "لا أعرف"، أجاب أقل من نصف النساء أيضا، 29 في المائة، إجابات صحيحة، ويرجع ذلك أساسا إلى عدد كبير من إجابات "لا أعرف"، مقارنة بـ58 في المائة من الرجال.
قالت لوساردي: "يعتقد كثير من النساء أنهن لا يعرفن. ولكن عندما تجبرهن على تقديم إجابة، فإنهن في الغالب يعرفن بالفعل". أظهرت الدراسات في دول غنية وفقيرة في جميع أنحاء العالم مستويات متشابهة من انخفاض الثقة بين النساء في الأمور المالية.
يعتقد الباحثون أن تداعيات المساواة بين الجنسين عميقة. خلص البحث إلى أنه "لا سيما في سياق القرارات المالية طويلة الأجل مثل الاستثمار وخطط مدخرات التقاعد والمدخرات الخاصة وتراكم الثروة، من الممكن أن يكون انخفاض مستويات الثقة ضارا بالمرأة. وقد يتفاقم التأثير لأن متوسط العمر المتوقع للنساء أعلى بكثير من الرجال".
من المتوقع أن يتضخم التأثير بسبب أزمة فيروس كورونا. هناك أدلة متزايدة في جميع أنحاء العالم على أن الموارد المالية للنساء تأثرت بشكل غير متناسب بالآثار الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الجائحة خلال العام الماضي.
حذرت الأمم المتحدة من خطر "خسارة جيل أو كثير من الإنجازات المحققة" في المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة، ما يعيق التقدم في سد فجوة الأجور بين الجنسين.
في المملكة المتحدة، أظهرت دراسات أن النساء أكثر احتمالا للعمل في القطاعات "المغلقة" مع زيادة تعرضهن لخطر فقدان الوظائف، وربما تحملن العبء الأكبر من رعاية الأطفال والتعلم من المنزل خلال عمليات الإغلاق.
ذكرت جينا ميلر، وهي ناشطة مناهضة لبريكست ومديرة تنفيذية لشركة إدارة أصول، في بودكاست موني كلينيك Money Clinic التابع لـ"فاينانشيال تايمز" أنها تعتقد أن النساء العاملات من المنزل يخسرن من الناحية المالية نتيجة لذلك. قالت: "ماذا سيعني ذلك للطريقة التي ستحكم بها فيما يتعلق بالعلاوات؟ كيف ستحكم على المساهمة في إيرادات الرسوم؟ هناك أسئلة كثيرة تأتي من هذا الجانب أعتقد أنها مثيرة للقلق للغاية".
قالت امرأة من كل أربع نساء على مستوى العالم إن الجائحة كان لها تأثير سلبي في حياتهن المهنية، وفقا لدراسة أجرتها "فيديليتي إنترناشيونال" حول المرأة والمال بمناسبة يوم المرأة العالمي.
قال نصف النساء اللاتي شملهن الاستطلاع إنهن يشعرن بالقلق بشأن وضعهن المالي ككل، ثلاث من كل عشر نساء عانين انخفاضا في دخلهن الشخصي العام الماضي وقال ربعهن إن قدرتهن على الادخار والاستثمار كانت محدودة.
وفقا لبحث جديد أجرته شركة سكوتش ويدوز Scottish Widows، من المتوقع أن تحصل المرأة البريطانية العادية في العشرينات من عمرها على مدخرات تقاعد خاصة أقل من الرجل في العمر نفسه بمقدار 100 ألف جنيه استرليني (138 ألف دولار أو 116 ألف يورو).
يعود هذا التفاوت إلى أن النساء أكثر عرضة لأن يحصلن على متوسط دخل أقل، ويعملن بدوام جزئي، ويأخذن إجازات من العمل غير مدفوعة الأجر لرعاية الأسرة.
أخبار متعلقة :