مظهر المرأة الأنيق يمثل هدف غالبية النساء بالبلدان العربية والمغرب على وجه الخصوص، ولا يتحقق ذلك من وجهة نظر المغربيات إلا باستخدام إكسسوارات تكتمل بها زينتهن ويتجمل بها مظهرهن.
وتتزين الفتيات العربيات بالعديد من الإكسسوارات اليدوية التي تناسب جميع الأعمار، ومختلف مواسم السنة، كالخواتم والقلائد والسلاسل والأحزمة والأسورة الخرزية والصنادل المرصعة بأنواع الأحجار الكريمة الملونة، وأخرى لتزيين الشعر والجباه وقلائد للأقدام.
وتجتذب الإكسسوارات زبائن من مختلف المدن العربية، وتجارتها نشطة في كل الفصول، خصوصا منها المطلّية بالفضة أو الذهب، فالأسعار الزهيدة لهذه الأنواع، والتي لا تستطيع العين المجردة تفريقها عن إكسسوارات مصنوعة من معادن نفيسة كالذهب والفضة تشجع على اقتنائها.
ويعتبر جلال فاسكي (38 سنة)، بائع إكسسوارات نسائية في السويقة بالرباط، أن بعض النساء يعتقدن أن الإكسسوارات وسيلة للوقاية من الحسد، كما أنها ترد السحر، إضافة إلى ما تضيفه لمظهر المرأة.
ويؤكد فاسكي الأفكار الرائجة بين النساء والتي تربط بين الإكسسوارات بمعادن ونقوش معينة وجلب الحظ خاصة في الزواج، ويقول “إكسسوارات النقرة الفضية تزيل النحس عن الفتاة التي تتعثر مشاريع زواجها، وتعدّل بختها المائل. كما أن لها تأثيرا في فك السحر، وطرد العين، كما أن العجائز تتزين بها لما يعتقدنه من قدرة للفضة على علاج الروماتيزم”.
ويضيف فاسكي، “أختار لزبوناتي نوع الإكسسوار المناسب، فالنحيفات والقصيرات لا يلائمهن الإكسسوار كبير الحجم، ومظهرهن يكون أفضل بإكسسوارات صغيرة، والسلاسل الرقيقة حول الرقبة مناسبة لهن، فهي تظهر الرقبة أكثر طولا. أما الخواتم صغيرة الحجم فهي ستوحي للناظر بطول الأصابع. كما أن الأساور المطلية بالفضة أو الذهب من النوع الرقيق ستظهر الكفين بشكل أجمل”.
من جانبها تؤكد الطبيبة ومصممة الأكسسوارات الجزائرية نسيمة جمعي “أهمية إعادة بعث الإكسسوارات التراثية من جديد كالأمشاط الخشبية، وما يسمى في الجزائر بقلائد ‘السخاب’ التي تصنع من بذور القرنفل، والعطر الجامد، وهي إضافة إلى ما تمنحه للمرأة من مظهر ساحر، فهي تمنحها رائحة زكية، والأهم من ذلك فإن أسعارها مناسبة وهي صحية مئة بالمئة”.
وتوضح جمعي “أن الإكسسوارات التراثية التي تستخدم مع الملابس التقليدية للعرائس الجزائريات تضفي على المظهر أسحرا خاصا في عيون الحضور، لارتباطها بما ورثه الجزائريون من تراث غني”.
وابتكرت مصممة الديكور الداخلي اللبنانية ياسمينة صوما تصاميم خاصة لإكسسوارات بعلامة تجارية خاصة أطلقت عليها تسمية “تشنشل” وتتميز بما تحمله من صور لفنانين وفنانات من لبنان والوطن العربي، من بينهم فيروز وماجدة الرومي وأم كلثوم، وغيرهن.
وكانت صوما هاوية منذ صباها المبكر للإكسسوارات، وقالت إنها تقبل على شرائها بالرغم من غلاء أثمانها، لكنها قررت في ما بعد أن تصنع بنفسها ما تحتاجه منها، وما إن بدأت بارتداء ما تصنعه من حليها الخاص حتى نالت الإعجاب، ما دفعها إلى صنع وبيع الإكسسوارات.
وتقدم ياسمينة ماركتها تشنشل قائلة “تميزت إكسسواراتي بطابع لبناني خاص، اغترفت فيها من الطبيعة، ومن الحياة اللبنانية، من الشجر والحجر، ومن البشر ومن الغناء اللبناني والأعياد، ومن المطربين والفنانين والمشهورين، كذلك أقدم حسب الطلب نوع الرسم على القلادة والأقراط، وغيرها. وتشنشل تعمل على تنفيذ الطلبيات، فتكون كل قطعة خاصة بمن ترتديها وفقا لرغبة المقتنية، ولن تراها لدى أخرى أبدا”.
من جانبها تقول هناء عفيف (40 سنة) وهي تعمل في صالون تجميل بالرباط، وزبونة دائمة لدى بائعي الإكسسوارات، لعلاقة عملها الوطيدة بهذه البضاعة، “مثلما أختار لزبوناتي نوع قصّة الشعر التي تلائمهن أختار لهن الأشكال المناسبة من الإكسسوارات، التي تناسب قصّة الشعر، فالشعر القصير تلائمه الأقراط الدائرية والقلائد التي تنتهي بأشكال هلالية”.
وتضيف عفيف “الأنواع التي أشتريها تغني الزبونات عن شراء إكسسوارات من المعادن النفيسة، والتي تكون غالية الثمن، ولا تتحملها ميزانية الكثيرات من مرتادات صالون التجميل الذي أعمل فيه، إنها زينة النساء الفقيرات، وهي ضرورية لكل سيدة وفتاة خاصة في المناسبات، كالأعراس أو حفلات الخطوبة والأعياد. وهي لا تختلف كثيرا عن الإكسسوارات الذهبية والفضية المرصعة بالأحجار الكريمة الحقيقية في مظهرها الأنيق الجذاب”.
وترافق وسيلة الجبيري (12 سنة) طالبة ثانوية، أمها قبل حفلات الخطوبة والأعراس إلى السويقة بالرباط لشراء إكسسوارات مناسبة لها. وتقول “أختار ما يناسبني من قلائد أو أقراط وأساور بسيطة الأشكال، بينما تلح أمي على شراء القلائد التي فيها أحجار زرقاء، فهي ترى أنها تجلب الحظ وتطرد العيون الشريرة”.
الإكسسوارات زينة المغربيات التي تعدّل البخت المائل
فيصل عبدالحسن - " وكالة أخبار المرأة "