ترتدي جلبابًا سيناويًا بتطريز يدوي فاخر على شكل مربعات ودوائر صغيرة بالأحمر والأصفر والأخضر والأزرق، وتتطاير خصلات شعرها الأسود وهي تخرج طبق البطاطا من الفرن لتزينه بالكريمة والمكسرات وصوص الشوكولاتة والكراميل، رائحة البطاطا الشهية تملأ الجو وهي تعطيه لنا بابتسامة مريحة وتقول لنا «بالهنا والشفا».
أن تتنفس حلمك وتتعب في تحقيقه أهون من أن تستيقظ كل يوم وأنت تتساءل ماذا لو نجحت في تحقيقه؟
فريدة ثاقب طالبة في عامها الدراسي الثالث بكلية الإدارة بالجامعة الألمانية، قررت أن تبدأ مشروعها الخاص، بعربة مختلفة تبيع من خلالها البطاطا و«الحلبسة» ـ حمص الشام ـ ومأكولات مختلفة على حسب الموسم، أطلقت عليها اسم «ثقوبة» لتخلد اسم عائلتها من خلال استخدامه في حلمها الجديد.
«في يوم في عز البرد كان نفسي آكل حاجة سخنة لذيذة، وريحة الذرة المشوي اللي البواب كان بيعملها، كانت مجرية ريقي، قمت أعمل حاجة أكلها، ونورت الفكرة في مخي فجأة! ليه ما أعملش مشروعي الخاص بأكل رخيص ونضيف يدفي الناس في الشتاء أو ينعشهم في الصيف»، هكذا بدأ حلم فريدة وفكرة مشروعها.
خوف والدتها عليها في البداية لأنها فتاة ستققوف طوال اليوم في الشارع، لم يمنعها من تنفيذ مشروعها خاصة بعدما طمأنت والدتها أنها ستكون في مكان ثابت بداخل مجمع مطاعم شهير بالمعادي، وأنها ستبدأ في إجازة نصف العام ثم ستتناوب بعد ذلك مع أحد تثق فيه للإشراف على العربة وقت دراستها.
«أول لما مامتي وافقت بدأت أعمل خطة للمشروع وبدأت أجهز فيه لمدة شهرين كاملين ما بين شراء العربية وتلوينها، وتظبيط خلطة البطاطا علشان تكون مميزة، وأحط اللمسات الأخيرة في الأسعار وطريقة نشر الفكرة، وكان مطلوب مني برضه أني أذاكر علشان الامتحانات كانت في نفس الوقت، فما بين المذاكرة والتجهزيات كنت بمر بضغط جامد ما هونوش عليا إلا تشجيع الناس واستمتاعهم بالأكلات المختلفة اللي عملتها، بحس بسعادة مش طبيعية لما حد بيعجبه خلطة البطاطا أو الحلبسة، ويعجبه الشكل المختلف للعربية مع الكراسي الملونة البسيطة هنا».
مع انتهاء الامتحانات بدأت فريدة في التركيز بشكل أكبر مع مشروعها الخاص في «كورت يارد» المعادي، بعد أن اختارت بيع البطاطا المشوية بخلطتها الخاصة، بجانب حمص الشام والشوربة بأنواعها في أيام الشتاء.
ورغم ضيق الوقت الآن بين متابعتها للمذاكرة وواجباتها الدراسية وسعيها في تطوير مشروعها، إلا أنها نجحت في تأسيس أول مشروع خاص بها بمساعدة ودعم عائلتها اللذين لم يثبطوا من عزيمتها.
تزيد قريدة بعض المنتجات وتقلل أخرى حسب الموسم، وأحيانا تعين شخصًا يساعدها ويقف مكانها أوقات المحاضرات لترسخ فكرة أن تحقيق الأحلام ممكن طالما أن الإنسان يسعي بجد وإرادة وصبر.
المصدر:المصري لايت