يسعى الاتحاد الأوروبي لتفادي هيمنة شركة الفضاء الأمريكية سبيس إكس (SpaceX) عن طريق تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، حيث كشفت المفوضية الأوروبية – الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي – عن مشروع جديد مدته ثلاث سنوات لتطوير التقنيات اللازمة للصواريخ المقترحة القابلة لإعادة الاستخدام، مما يقلل من اعتماد الاتحاد على سبيس إكس.
ومن المعروف أنه لا يمكن لدولة واحدة أن تدعي احتكارها أو سيادتها على الفضاء الخارجي، لكن يمكنها الادعاء بالتفوق في التقنيات التي ستنقل المعدات والبشر إلى هناك، وكانت أخبار تكنولوجيا الفضاء تدور خلال السنوات الماضية حول الشركتين الأمريكيتين سبيس إكس (SpaceX)، وبدرجة أقل (Blue Origin).
ويُعد هذا المشروع تحولًا كاملًا في الآراء الأوروبية بعد الآراء السابقة في شركة سبيس إكس، حيث كانت صناعة الصواريخ بأكملها تعتقد أن (إيلون ماسك) مجنون وأن الصواريخ الهابطة عاموديًا لن تكون قابلة للحياة أبدًا، لكن سبيس إكس أثبتت أنه يمكن تطوير هذه النوعية من الصواريخ.
وتسعى الشركات والدول الأخرى الآن لإعادة استنساخ هذا النجاح، حيث قدمت المفوضية الأوروبية 3 ملايين يورو (3.4 مليون دولار) إلى وكالة الفضاء الألمانية (DLR) وخمس شركات، وذلك في سبيل معالجة قصور المعرفة في الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام في أوروبا.
وتتضمن أهداف مشروع الارتداد، بمساعدة تقنيات الهبوط (RETALT)، نسخ تقنية الهبوط بمساعدة محرك الدفع الخلفي المستخدمة من قِبل سبيس إكس لهبوط صاروخ (Falcon 9)، في المراحل الأولى على الأرض، وعلى متن الطائرات التي بدون طيار الذاتية التحكم.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويوضح المشروع الأوروبي أن قدرة صاروخ (Falcon 9) على الهبوط والطيران مرة أخرى تهيمن حاليًا على السوق العالمية، ويبدو أن الاتحاد مقتنع بأنه من الضروري للغاية دراسة تقنيات الهبوط بمساعدة محرك الدفع الخلفي؛ لجعل إعادة الاستخدام الحديثة التطور ممكنة في أوروبا
لكن لدى الاتحاد الأوروبي مشكلة مختلفة قليلًا فيما يتعلق بفكرة إعادة استخدام الصواريخ، إذ بالمقارنة مع الولايات المتحدة والصين، فإن الاتحاد يُعد صغير نسبيًا، ويُطلق عددًا قليلًا جدًا من الصواريخ سنويًا، وفكرة إعادة استخدام هذه الصواريخ تعني توقف شركات تصنيع الصواريخ عن العمل.
وفي حين اعترفت شركات الفضاء الأوروبية بنجاح سبيس إكس، لكنها أشارت في السابق إلى أن إعادة الاستخدام ليست خيارًا قابلاً للتطبيق لقارة تطلق بين 5 إلى 10 صواريخ سنويًا، وبدلاً من ذلك، كانت الإستراتيجية الأوروبية تتمثل في محاولة خفض تكاليف مركبات الإطلاق (Ariane) و (Vega).
ويمثل مشروع (RETALT) قبولًا أوروبيًا بحتمية الاستفادة من مركبات الإطلاق القابلة لإعادة الاستخدام، حيث سيعمل المهندسون على مفهومين مختلفين.
ويتعلق المفهوم الأول بصاروخ يشبه صاروخ (Falcon 9) يستخدم سبع محركات صاروخية معدلة من نوع (Vulcain 2)، ولديه القدرة على رفع ما يصل إلى 30 طنًا إلى مدار أرضي منخفض.
في حين يتعلق المفهوم الثاني بمركبة أكثر ثورية تشبه صاروخ روتون (Roton) الذي طورته شركة (روتاري روكيت Rotary Rocket) منذ حوالي عقدين.