شبكة عيون الإخبارية

التكنولوجيا وتطور صناعة الأفلام

 

 

منذ عام 1977 تطورت صناعة الأفلام بجميع أنواعها بشكل كبير وملحوظ عما سبق حيث بدأ الكمبيوتر والتقنيات التكنولوجية الحديثة المرافقة له في الدخول الى عالم صناعة الأفلام والمواد الترفيهية عامة من حيث التصميمات والمؤثرات السمعية والبصرية، وجاء ذلك ليعلن عن نفسه عند إنتاج سلسلة أفلام حرب النجوم (Star Wars) في عام 1980.

 

وبعد ذلك بدأ استخدام الكمبيوتر والتقنيات الحديثة يأخذ دوراً أساسياً في جميع الأفلام وأصبحت شركات السينما ومراكز تطوير صناعة الأفلام حول العالم تعتمد عليهما اعتماداً كلياً، فبعد أفلام السينما الصامتة وأفلام الأبيض والأسود أتت الأفلام الملونة بتقنية السينما سكوب والتي دخلت السينما مع سبعينيات القرن الماضي ثم في مراحل تالية متقدمة بدأ استخدام تقنيات الجرافيك الجديدة والتحكم في نقاء الصورة وإضافة المؤثرات المعقدة.

 

واستكمالاً لتلك المسيرة من التطور في عالم صناعة الترفيه وعلى التوازي من إضفاء التقنيات الحديثة على الأفلام وغيرها من مواد الترفيه، انتشرت أيضا أجهزة الفيديو بشكل كبير لتمنح للمشاهد حرية اختيار مشاهدة ما يرغبه وقتما يريد دون الإرتباط بمواعيد العرض السينمائي والتلفزيوني مع إمكانية التسجيل والاحتفاظ بالمواد المرغوبة على شرائط أعدت خصيصاً لذلك مما اعتبر نقلة نوعية في مجال الترفيه المنزلي وقتئذ.

وبعد ذلك بقليل ومع انتشار أجهزة الكمبيوتر في المنازل، بدأ الجميع يعتمد على الاسطوانات المدمجة لمشاهدة وسماع المواد الترفيهية كالأغاني والمسلسلات والأفلام وغيرها وكان ذلك يعتبر تطوراً كبيراً نحو المزيد من عدم الارتباط بجهاز التلفاز أو الحاجة إلى الذهاب لدور العرض في كل وقت لينتقل الحال في قفزة هائلة مع استخدام الإنترنت بشكل شبه أساسي إلى تطبيقات البث التلفزيوني المباشر باستخدام الإنترنت مثل WAVO.

 

ثم نأتي إلى عام 1997 حيث تم إنتاج واحدٍ من أكبر الأفلام السينمائية والتي حققت إيرادات حول العالم وهو فيلم (Titanic) والذي برزت فيه قوة تصميمات الجرافيك وفنون المؤثرات السمعية والبصرية الحديثة دوراً كبيراً في هذا الفيلم. وقد كان لهذا الفيلم تأثيراً واضحاً في عالم صناعة السينما وتطويرها حيث بدأت جميع شركات الإنتاج محاولة إنتاج أفلام مشابهة بتقنيات وتكنولوجيا أعلى و نذكر هنا إنتاج سلسلة مملكة الخواتم عام 2001 والذي استخدمت فيه تقنيات الجرافيك بشكل رائع لتأخذ صناعة الأفلام والسينما مع بدايات الألفية الثانية شكل جديد ونقلة نوعية هائلة للإمام.

ومع مرور الوقت وتطور التكنولوجيا ورغبة الشركات الكبرى في تقديم مزيد من الرفاهية للمتابعين قامت الشركات الكبرى بتقديم تقنيات حديثة أعلى في التصوير مثل تقنية SD ثم انتشرت تقنية الـ HD واتبعها تقنية الـ Full HD والتي هي اختصار لـ Full high definition وبالعربية تعني تقنية الصورة عالية الجودة بالكامل والتي قدمت طفرة كبيرة في عالم التصوير والعرض السينمائي والتلفزيوني حيث صار الأمر مع تلك التقنية أكثر رفاهية للمشاهد حيث يتم التصوير بدقة كبيرة لتلائم الشاشات العملاقة في المنازل أو في قاعات العرض (السينما) حيث بات المشاهد يستمتع بمشاهدة صورة أفضل.
 

ومؤخراً قامت شركات الإنتاج ومراكز تطوير صناعة الأفلام بإنتاج الأفلام السينمائية الحديثة بالتقنية ثلاثية الأبعاد 3D وهو اختصار لكلمة Three Dimensional، وذلك لإنشاء بعد جديد لمتعة المشاهدة لدى المشاهدين والانتقال بنطاق المشاهدة التقليدية داخل السينما إلى مستوٍ آخر.

 

حيث تم في عام 2009 إنتاج فيلم أفاتار Avatar بتلك التقنية والذي أثار ضجة كبيرة حيث قام بتحقيق إيرادات غير مسبوقة تخطت إيرادات فيلم تايتانيك مع اعتبار كونه أكثر الأفلام تكلفة من حيث الإنتاج، حيث بلغت تكلفة إنتاجه ما يقارب 230 مليون دولار وهو رقم مهول في عالم إنتاج الأفلام في وقتها وترشح الفيلم إلى 9 جوائز أوسكار فاز بثلاثة منها.

 

الخلاصة، تلك كانت رحلة مختصرة عن تطور صناعة السينما خلال ما يزيد على الربع قرن، فبعد أن كانت تقتصر على الرسوم المتحركة والسينما الصامتة أصبحنا نشاهد الأفلام وقت الطلب وبتقنيات عالية للغاية مثل الـ 3D وذلك عبر الشاشات المنزلية أو من خلال استخدام أجهزة التابلت أو الموبايل وبنظارات خاصة تجعلك تعيش أحداث الأفلام وكأنها واقع يشعر المشاهد معه أنه جزء من الفيلم ولا يزال البحث قائما على تطوير ذلك الفن الفريد لتقديم المزيد من الرفاهية للمشاهدين.