جي بي سي نيوز :- في إطار ترويج صورها، داخل مؤسسات النظام السوري، في الآونة الأخيرة، ظهرت صورة أسماء الأخرس، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى جانب سفير كوريا الشمالية، في سابقة على النظام السوري الذي لم يعتد من قبل على تعليق صور زوجة رئيس النظام، في لقاء دبلوماسي رفيع، بمستوى سفير دولة.
وفي التفاصيل، ظهر "جون مونغ نام" سفير كوريا الشمالية لدى دمشق، إلى جانب صورة معلقة لأسماء الأخرس، لدى اجتماعه، رسمياً، مع دارم الطباع، وزير التربية في حكومة النظام، بحسب وزارة تربية الأسد التي نشرت ثلاث صور للقاء الذي أشاد فيه، وزير تربية الأسد، بـ"التجربة الفريدة" لكوريا الشمالية، على ما ورد في خبر الوزارة، في الأول من أمس.
علامات استفهام
وأخذت صور الأخرس، بالانتشار، في الآونة الأخيرة، داخل أروقة مؤسسات النظام، والتي يبدو أنه افتتحها بوزارة التربية في حكومته، حيث سبق وشهدت لقاءات محلية وأممية، إلى جانب صورة زوجة رئيس النظام، بما شكّل أكثر من علامة استفهام، لدى المراقبين.
أطراف سورية عديدة، سبق والتقتها "العربية.نت" عبّرت عن قناعتها، بأن رئيس النظام السوري، في الأساس، يريد الترشح لرئاسة الدولة، مجدداً، بعد خمسة أشهر، إلا أنه، يضع احتمال وجود عقبات أكبر من طاقة حليفيه الروسي والإيراني، على تحمّلها، تجعل من وجوده على رأس السلطة، تأزيماً أشد للوضع السوري البالغ السوء، في الأساس.
وتضيف الشخصيات السياسية السورية، بأن احتمال تصدّر أسماء الأخرس، لواجهة السلطة في البلاد، قائمٌ، وقد يشكّل "الخطة البديلة" في حال وجد الأسد، أن الخناق سيضيق عليه أكثر فأكثر، وأنه من هذه النقطة، قد يكون يروج لأسماء، عبر نشر صورها في دوائر رسمية، وبما "تمتلكه هي من أوراق" على الرغم من خضوعها لعقوبات دولية هي وأسرتها، بحسب ما أفاد محدّثو "العربية.نت".
في المقابل، يرى آخرون، أن تماسك النظام ومعه ما تبقى من مؤسسة الجيش، سيكون معرضا لخطر التفكك المتوالي، كقطع الدومينو، إذ إن غياب الأسد، سيؤدي إلى غيابات متتالية تحدث تصدعاً لا طاقة لحليفي الأسد، على معالجته في هذه الآونة، أو توقع آثاره التي تنعكس على مصالحهما في البلاد.
وفي نقاشات عبر الهاتف، أجرتها "العربية.نت" مع بعض السوريين من داخل سوريا، خلصت النتيجة، برأيهم، إلى أن موسكو وطهران، قد لا تأبهان لقصة تصدّع النظام وانهياره كقطع الدومينو، في حال تنحى بشار وأبدل نفسه، بأسماء، على اعتبار أن الدولتين تتعاملان مع نظام الأسد، كحالة مزمنة، وأن مؤسسة الجيش، أصلا عاجزة، وفي حال انهيارها النهائي، إذا ما غاب الأسد، فإن تأثير ذلك على مصالحهما، إيران وروسيا، سيكون محدوداً، لطالما تنشر الدولتان قواتهما العسكرية في البلاد، فيما تنفرد طهران، بامتياز، بميليشيات وبالعشرات، ستقوم بتأمين اعتباراتها الأمنية، كما لو أن الأسد، باق في الحكم.
وجاءت حصيلة آراء المحللين، ممن التقتهم "العربية.نت" وممن عبروا عن قناعاتهم، على شاشات التلفزة أو مقالات الرأي، أو في تعليقات على حساباتهم على مواقع التواصل، بأن الأسد عازمٌ على الاستمرار في السلطة، إلا أن احتمال تعويم أسماء الأسد، كبديل، يبقى قائماً في حال أي طارئ سياسي أو دولي أو شخصي، خاصة وأن الأسد قد قام بشيء لفت الأنظار، عندما قطع خطابه الذي كان يلقيه في مجلس نوابه، أواخر العام الماضي، وقال للنواب إنه يعاني من هبوط في الضغط، واستأذنهم بفاصل لمدة دقائق، ليتناول شيئا، يعيد توازن ضغطه، ثم عاد وأكمل خطابه.
وكانت شخصية سياسية معارضة، وتنحدر من الطائفة العلوية، قد أفادت لـ"العربية.نت" في 27 من شهر أكتوبر الماضي، بأن "الروس قد طلبوا من أسماء الأسد الحضور للقاعدة" قاعدة حميميم العسكرية مقر القوات الجوية الروسية، في ريف اللاذقية الجنوبي، وأن الأسد، بقيت هناك، مدة 6 ساعات، بحسب الشخصية الحقوقية المعارضة التي أكدت أن ذهاب الأسد، للقاعدة الروسية، كان في شهر سبتمبر الماضي، وبرفقة اللواء في جيش النظام، غسان إسماعيل.
الأسد عازمٌ على البقاء وخطة الطوارئ
وذكر محدث "العربية.نت" أن التوقيت الذي طلبت فيه روسيا، لقاء أسماء الأخرس، في حميميم، هو في ذات الأوان الذي كانت فيه، "تمدّ خطوط اتصال مع أوروبيين" وأن الروس، تقصدوا من اللقاء بأسماء، على انفراد، هو توجيه رسائل لدول مختلفة: "نعم، التقيناها، ووحدها!" دون الأسد.
بالتوازي، فإن ما أفاد به محدث العربية.نت، يأتي بعدما كان الأسد قد فاجأ أنصاره، بقطع خطابه على الهواء، والقول لهم إنه يعاني من هبوط بالضغط. وبحسب إعلاميين قريبين من النظام، فإن الأسد رفض نصيحة الأطباء بتأجيل خطابه، وأصر على إلقائه، إلا أنه أحس بتعب مفاجئ، فتوقف عن الكلام وطلب فاصلا للراحة.
إلى ذلك، فإن كل المؤشرات، تدل على عزم الأسد الترشح للرئاسة، وفي الوقت نفسه، منح هامش هو الأوسع، لزوجته التي بدأت صورها تعلّق في غرف تشهد لقاءات دبلوماسية دولية، وللطوارئ، ليكون "البديل مقبولا" إلى حد معين، بين أطراف لعبة النظام، أنصاره، وطبقة رجال الأعمال المرتبطة به، مؤسسة الجيش، روسيا، وإيران، وأطراف أخرى هامشية، ككوادر "حزب البعث".
العربية
أخبار متعلقة :