تنتشر فكرة بيع أو وهب روح الإنسان إلى الشيطان في دول الغرب، فهي متجذرة في التاريخ الأوروبي، وخاصة في العصور القديمة و الوسطي، حيث انتشر فيها الجهل و الخرافات، ولم يكن المجتمع الغربي وقتها علي قدر من العلم و المعرفه التي يقود بهما العالم حاليًا.
وهب النفس إلى الشيطان
وتتفق كافة الأديان السماوية، أن الشيطان رمز للنكران و التكبر وأنه يري نفسه أعظم من البشر، ويذكر تاريخ الأديان حادثة تحدي إبليس اللعين لربه سبحانه و تعالى، بعدما رفض السجود لآدم عليه السلام، وأعلن سعيه لإغواء البشر حتى يوم القيامة، ومن أجل أن يكتسب الشيطان أتباع من الآدميين، تظهر فكرة العهد الذي يعقد بين الإنسان والشيطان أو المعاهدة “الفاوستية” نسبه إلى الأسطورة الألمانية الخاصة بـ”يوهان جورج فاوست”.
وتقوم فكرة هذه المعاهدة، -وفقًا للتصورات الأوروبية- علي أن يقوم الإنسان بوهب نفسه إلى الشيطان مقابل تحقيق رغبات الإنسان، و ملذاته في الحياة الدنيا عن طريق قدرات الكائن الشيطاني، السحرية فبمجرد إقامة المعاهدة تصبح الروح ملكًا للشيطان بعد وفاة الإنسان، ولكن يكون للإنسان طوال حياته خادمًا من الشياطين يقومون بتنفيذ رغباته المادية.
و من الطرق التي أذيعت عن عقد الصفقة، قيام الساحر بالخروج إلى إحدي البيوت أو المناطق المهجورة بعيدًا عن العمران، في ليله بدر، ويقوم بخلع ملابسه و رسم دائرة، و يكتب داخلها و خارجها الطلاسم و الرموز و أسماء الأبالسة و الشياطين، ويضع وسطها طبق من فضة، و يشعل شمعتين ويبدأ في ترديد الطلاسم، حتى يظهر له الشيطان و يعقد المعاهدة.
أشهر الشخصيات التي زعم إبرامها المعاهدة الشيطانية
يوهان فاوست (1480-1540 م)
هو الدكتور يوهان جورج فاوست، كان خيميائي شهير و ساحرًا و منجمًا فلكيًا، و لا توجد معلومات دقيقة عن حياته الشخصية، نظرًا لإرتباطها بالعديد من الأساطير التي انتشرت حوله.
و انتشرت حوله رواية تقول أنه على الرغم من كثرة علومه و اتساع معارفه، إلا أنه كان يائسًا، و لذلك قرر دعوة الشيطان ليمنحه المزيد من القوة و المعرفة، و لبى الشيطان دعواته و أرسل أحد أعوانه ويسمى “ميفيستوفيليبس”، أحد السبع شياطين الكبار، ليقوم بعقد المعاهدة مع “فاوست” ونصت المعاهده على أن يقوم “ميفيستوفيليس” بخدمة فاوست لفترة معينة “24عاما”، ثم يحصل الشيطان علي روح فاوست بعد نهاية العقد.
البابا سلفستر الثاني(946-1003 م)
هو جربير أورياك، ولد في مدينه بيلياك في مقاطعه أورياك في فرنسا، تعلم علي يد العلماء العرب في قرطبة و اشبيلية، وتعلم اللغة العربية وعلم الحساب والرياضيات والفلك والهندسة.
وقام بنقلها إلى المجتمع الأوروبي عن العرب، و كان معلمًا ثم أصبح بابا روما في عام 999، وحتى وفاته عام 1003، و لُقب بـ”سلفستر الثاني”.
و انتشرت حوله أسطورتين :-
* الكتاب:-
> تقول الأسطورة أنه عندما كان جربير في الأندلس، قام بخطف كتاب سحر من أحد السحرة العرب وهرب، فتبعه الساحر مستعينًا بالنجوم، فقام جربير بالتعلق بجسر خشبي فأصبح بين السماء و الأرض، مختبئًا عن عين الساحر النجوم، فلم يستطع الساحر ملاحقته و هرب جربير منه، واستطاع بواسطة الكتاب السحري الحصول على أرفع المناصب وتلبية رغباته الدنيوية.
* الرأس النحاسي:-
أطلق الكردينال نينو، أسطورة على البابا سلفستر، تقول أن جربير استطاع الحصول على رأس نحاسي قادر علي إجابه أي سؤال بـ”نعم أو لا”، وقامت صاحبة الرأس النحاسي وهي الشيطانة “ميريديانا” بعقد معاهده مع جربير تنص علي مساعدته علي الوصول إلى الكرسي الباباوي، علي الرغم من أن الكتب التاريخية تشير إلى أن قدرته الدينية العالية و علاقاته السياسية الواسعة، هما من ولياه هذا المنصب الهام.
روبرت جونسون (1911-1938)
هو روبرت لي روي جونسون، ولد في 8 مايو 1911، في هازلهورست في المسيسبي التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وهو مغني و موسيقي يتبع طريقة “blues “، و كان نابغةً في الموسيقي، و بارعًا في العزف علي الغيتار، و ألف الكثير من الأغاني الرائعة.
وانتشرت حوله أسطوره مفادها أنه كان يعيش في مزرعة في منطقة ريفية، ولازمته منذ الصغر رغبة في أن يصبح مغني مشهور، و في أحد الأيام جاءه أمر أن يذهب إلي أحد الشوارع، وأن يصطحب غيتاره معه، وهناك قابل “الشيطان” متمثلًا في هيئة رجل أسود اللون و ضخم الجسم، أخذ منه غيتاره وعزف بضع أغاني، ثم أعطاه لروبرت مرة أُخري فأصبح روبرت من أعظم الموسيقيين، فيما أُطلق عليه عهد مع الشيطان.
و يذكر أنه انتشرت شائعات علي العديد من المشاهير، مثل عازف الكمان الإيطالي تيكولو باغينني، و الليدي غاغا، أنهم باعوا روحهم للشيطان، لكن لا يوجد شي مؤكد أو دلائل علي صحة هذه الإتهامات.