كتب : محمد كامل ومحمد طارق وسعيد حجازى منذ 19 دقيقة
اشتعل الخلاف بين تنظيم الإخوان، وحزب النور مجدداً، فبينما استغل عدد من قيادات الجماعة، الهجوم على مقر الحزب السلفى بالغربية، وقالوا إن قياداته مخدوعون بأنهم البديل فى الحكم، ولذلك فهم «خسروا الدنيا والآخرة بتحالفهم مع حركة تمرد»، الأمر الذى ردت عليه الدعوة السلفية بأنها ترفض الخطابات التكفيرية تجاه متظاهرى 30 يونيو، مشيرة إلى أن الرئيس محمد مرسى وقع فى مخالفة شرعية لتخطيه صلاحياته الدستورية.
وقال الدكتور هشام الدسوقى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن جبهة الإنقاذ تريد استغلال حزب النور لتقديمه بديلاً لتنظيم الإخوان فى الشارع فى حالة سقوط الدكتور مرسى، ورحيل الإخوان عن السلطة، لذلك يجب عليه الانتباه جيداً حتى لا يقع فى هذا الفخ، وأن يعود لدوره مرة أخرى فى تقريب وجهات النظر والحفاظ على الشريعة. وقال أحمد المغير، أحد الكوادر الشبابية داخل تنظيم الإخوان والمعروف إعلامياً بـ«رجل خيرت الشاطر» نائب المرشد، إن بعض أنصار حزب النور يرفضون المشاركة فى الفعاليات الشعبية لتأييد الرئيس مرسى بدعوى أن النظام لا يطبق الشريعة، مضيفاً: «من يدعو الحاكم لتطبيق الشريعة على سائر شئون الدولة، لا يطبقها على نفسه وأتباعه، فنجده ينتفض لتأخر كبيرهم فى المطار ساعة ولا يرى فى الدم والاعتداء على الأنفس والأعراض وحتى المساجد من بأس، لهو النفاق فى أعتى صوره».
ووجه «المغير»، رسالة إلى حزب النور، على صفحته على الفيس بوك، قائلا: «يا أعضاء النور هى موتة واحدة فلتجعلوها فى سبيل الله واتركوا فتاوى علماء السلطان فتخسرونا الدنيا ولا تكسبونا الآخرة»، وعقّب على واقعة حرق مقر «النور» بالغربية قائلا: «آدى حليفهم حزب النور.. هل شفع له موقف قادتهم المخزى المتحالف مع تمرد؟». فى المقابل، قال الدكتور محمد عباس، عضو الهيئة العليا لحزب النور: «لا نسعى لأن نكون بديلاً لأحد، ونعلى مصلحة الوطن فوق أى شىء»، فيما قال عباس محمد، أمين حزب النور بالسويس، لـ«الوطن»: «تلك التصريحات غير مسئولة ولم تخرج من قيادة سياسية وموقفنا أنه لا بد من وقف أعمال العنف والبلطجة وعدم جر مصر إلى الهاوية». من جانبه، أكد المهندس عبدالمنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، رفض الدعوة لما سمّاه «سلوك بعض الدعاة تجاه متظاهرى 30 يونيو الذين تبنوا خطاباً يفهم منه التكفير مع ما فى التكفير من تنفير للعامة والخاصة، والتلويح بالعنف، وتشجيع جماعات تخلت عن العنف -أو بعض أفرادها على الأقل- على تبنى خطاب العنف ثانية ومحاولة وصف جميع المعارضين لحكم الإسلاميين وإن ذكروا مظالم حياتية بأنهم شيوعيون أو ملحدون أو ما شابه ذلك، وهو ما يخالف القاعدة الشرعية فى محاولة استخراج ما عند الناس من خير (إِنِّى أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ)». وقال فى بيان أمس: إن استخدام بعض الإسلاميين لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة للحفاظ على الحكم أمر مرفوض ومخالف للشرع، وأضاف: البعض يلجأ إلى خطاب التكفير كتكتيك تحقيق مصلحة معينة أو التلويح باستعمال العنف مع مجتمع مسلم، وتابع: «جماعة الإخوان بايعوا مبارك فى أول حكمه، ثم اتجهت إلى معارضته بعد انتشار الفساد، وعندما طُرح التوريث أعلنتْ قبوله بشروط إصلاحية دون تكفير لأحد». واستطرد: «الدعوة تنظر إلى وظيفة رئاسة الدولة من خلال مهامها فى الدساتير المعاصرة حتى التى فيها مرجعية الشريعة وهى تختلف اختلافاً كلياً عن وظيفة الإمامة، ونتيجة لوضوح التنظير لدينا لم تأخذنا عاطفة الرئيس الإسلامى الحافظ للقرآن، فيما وقع فى مخالفة شرعية بتخطيه صلاحياته الدستورية؛ كما أن هناك تناقضات تموج بها الساحة الآن مثل دفاع بعضهم عن الرئيس بأنه رئيس منتخب، وهذا يعنى استنادهم إلى الدستور، ثم تحريم المظاهرات عليه، مع أن الدستور ذاته يبيحها».
أخبار متعلقة :