كتب : محمد الأبنودى: منذ 7 دقائق
واصل عشرات المثقفين والفنانين، أمس، لليوم الثالث عشر على التوالى اعتصامهم داخل مكتب علاء عبدالعزيز وزير الثقافة بالزمالك، معلنين استمرارهم فى الاعتصام حتى إقالة وزير الثقافة، ومشاركتهم فى مظاهرات 30 يونيو للمطالبة بإسقاط النظام.
وأغلقت قوات الأمن المسئولة عن تأمين الوزارة شارع شجرة الدر بالحواجز الحديدية، بعد ازدياد أعداد المشاركين فى الاعتصام، فيما ردد المعتصمون من أعلى المنصة هتافات مناهضة للرئيس والحكومة وجماعة الإخوان، منها «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«يوم 30 آخر يوم»، و«يوم 30 العصر داخلين القصر».
وتجمع أفراد الأمن المركزى أمام المنصة لمشاهدة الفاعليات التى أقامها المعتصمون ومنها «المزمار البلدى»، وكانوا سعداء بالعرض وراحوا يشاركون بالتصفيق ويصورون الفرقة بالهواتف المحمولة، كما وزع ائتلاف «قرطسنى شكرا» بياناً بعنوان «جحا يحكم المدينة»، ووزعوا أدوار الرواية المشهورة على قيادات الجماعة ومنهم الرئيس محمد مرسى والدكتورة باكينام الشرقاوى وعصام العريان وعاصم عبدالماجد وخيرت الشاطر وحسن مالك، وأطلقوا على شركة التوزيع الداخلى اسم «شركة أهلى وعشيرتى»، وأما الإخراج فهو لمكتب الإرشاد.
وتحول الاعتصام إلى أمسية ثقافية وفنية شارك فيها بعض الفنانين والمبدعين، ومنهم أحمد عبدالعزيز وخالد الصاوى ومحمد العدل ومحمود قابيل وكثير من الكتاب والفنانين والمثقفين، فيما انتشر أفراد من حركة «تمرد» لتوزيع الاستمارات على المشاركين والتأكيد على المشاركة فى مظاهرات 30 يونيو رافعين لافتات مناهضة للجماعة، وشارك قائدو السيارات المارة بضرب «الكلاكسات» لدعم المعتصمين.
وشارك بعض المبدعين وشباب الغناء والشعر المعتصمين من أعلى المنصة، ومنهم فرقة من النوبة وفرقة العرائس المتحركة، كما شاركت فرقة «راب» من شباب طنطا لدعم المعتصمين، ألقى الشاعر أحمد فؤاد نجم قصائد من أعلى المنصة منها «البتاع»، و«ناح النواح والنواحة على بقرة حاحا النطاحة»، و«صرخة جيفارا».
أجواء الاعتصام داخل مقر الوزارة لم تختلف كثيراً عن الاعتصام خارجها، حيث كتب الفنانون أشعارهم المنددة بحكم «الإخوان»، ورسومات الجرافيتى والكاريكاتير على لافتات ووضعوها على حوائط الوزارة، وتناولوا العشاء فى «جنينة» الوزارة وراحوا يشربون الشاى على «نجيلها» مستمتعين بأغانى الثوار من أعلى المنصة بالخارج.
واستمرت البيانات المنددة بقرارات الوزير الأخيرة، حيث أعلن طلاب المعهد العالى للفنون الشعبية دعمهم الكامل للمعتصمين، معتبرين أن «الثقافة هى حياة المصريين وأن مصر هى منارة الأدب والثقافة».
وقال الطلاب، فى بيان لهم مساء أمس، إنهم «يقفون دعماً لأساتذتهم من أجل الوقوف صفاً واحداً أمام جماعة تريد أن تطفئ مصابيح الوطن». مطالبين جميع الفنانين بـ«حماية الاعتصام القائم أمام الوزارة لإنقاذ الثقافة المصرية من الاضطرابات وعدم تخليها عن حماية الساحة الثقافية فى هذا الوطن العريق الذى أضاء بفنونه هذا الكون قبل بداية التاريخ».
واعترف محمود قابيل من أعلى المنصة بأنه ترك المجلس الأعلى للثقافة أمس الأول ليدعو أعضاءه لتنظيم وقفة مع اتحاد «مقاتلين من أجل مصر» أمام دار الوثائق رافعين أعلام مصر واللافتات للمطالبة بتأمين الوثائق، مشيراً إلى أن ما نشر على «تويتر» و«فيس بوك» مغلوط، وأن الحقيقة هى أن هناك فيديو تم تصويره فى آخر اللقاء عندما تحدث عن «الشفافية».
وأضاف «قابيل» أنه شارك الضباط المتقاعدين من أبطال حرب 73 وقفتهم أمام دار الوثائق للمطالبة بحماية الوثائق، حتى خرج عليهم «شرذمة» من العاملين بالدار راحت توجه لهم الشتائم ونصحتهم قوات الأمن بالابتعاد حتى لا يتهموهم بإلقاء زجاجات مولوتوف أو إحراق أى شىء بالدار، ونزل مدير أمن الدار من المبنى وقال له «تعالَ أنت والضباط المتقاعدون لتروا بأنفسكم الجوابات المرسلة لوزير الدفاع وللمخابرات العامة وللأمن القومى ليحموا الوثائق».
وأشار قابيل إلى أنه دخل إلى دار الوثائق ليس كما ادعى البعض لمقابلة وزير الثقافة ولكن لمقابلة المسئول عن الوثائق، وعندما قرر النزول قال له بعض العاملين بدار الوثائق إن «الوزير علاء عبدالعزيز عاوز يشوفك»، فكانت إجابته «مش عاوز أشوف حد».
وتابع «قابيل» أن العاملين قالوا له «استرح ليوصلك الأمن إلى الخارج»، وعندما انتظر فوجئ بوزير الثقافة أمامه حسب قوله، «فعرفت أنه فخ ليفرقونا عن بعض، فجلست لأسمعه لكنه اتهم كل رموز الفن باتهامات بذيئة، وأخرج لى وثائق عليها 18 اسماً لصحفيين كبار شرفاء اتهمهم فى سمعتهم، ولكننى أن لم أقل أى شىء عن انتهاء الاعتصام، وكان كلامى عن الشفافية فقط».
وبعد انتهاء عروض المنصة أطفأ المعتصمون المصابيح المضيئة أعلى المنصة التى شيدوها فى وقت سابق؛ للاحتفال بطرد مؤيدى «عبدالعزيز»، فيما استمر توافد إعلاميين وفنانين على الاعتصام للمطالبة بإقالة الوزير.
أخبار متعلقة :