كتب : سهيلة حامد منذ 44 دقيقة
"الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد".. جملة قالها الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، ربما لم ينتبه إليها البعض حينها لكن رددها الثوار بقوة، ليشد من أزرهم، وكأنه الغائب الحاضر.
في ذكرى وفاته الـ15، رحل الشعراوي بجسده في 17 يونيو 1998، ولكنه لم يرحل بعلمه ونصائحه، فكانت لكل كلمة نطق بها معانٍ سامية وكأن روحه تطوف بالمكان وحاضرة معنا.
تداول النشطاء نصائح الشعراوي ليستحضروا وجوده ويستمتعوا بنصائحه، ولاسيما رسائله لجماعة الإخوان المسلمين والمعارضة، وكأن ذكرى وفاته جاءت قبل يوم 30 يونيو ليقتبسوا منه روحانيات تعاليم الدين الإسلامي الأصيل.
وجّه الشعراوي رسالة لجماعة الإخوان المسلمين في تسجيل قديم، مع الإعلامي الراحل طارق حبيب، وقال مخاطبًا الجماعة: "كنتم شجرة ما أروع ظلالها وأورع نظاليها رضي الله عن شهيد استنبتها وغفر الله لمن تعجل ثمرتها".
كما وجّه رسالة إلى الحزب الوطني، وقال فيها: "رجّح ولا تجرّح ولا تضبط نفسك على (نعم) بدون استحقاق، فداوم الوفاق نفاق فدوام الخلاف من الاعتساف"، ومن أشهر الرسائل المتداولة للشيخ الجليل، الموجهة للثوار كانت: "الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد".
كما نصح أحزاب المعارضة بعدم التشبث بـ"لا"، قائلًا: "المعارضة عرض رأى أمام رأي فلا هي فرض ولا هي رفض فلاتضبطوا أنفسكم على (لا) بدون إنصاف".
وفي رسالة للرئيس السابق محمد حسني مبارك، قال الشعراوي: "ما لم ترضَ به في حكمك فامحُ آثاره من سلفك وأفرغ إلى حملك ونحن لنعينك بأن نصلي من أجلك".
لم تكن هذه الرسالة الوحيدة التي وجهها الشعراوي للرئيس السابق، فكان من أشهر مقاطع الفيديو، عندما قال الشعراوي مخاطبا مبارك وهو متكئًا عليه: "وإني ياسيادة الرئيس أقف على عتبة دنياي لأستقبل أجل الله فلن أختم حياتي بنفاق، ولكنى أقول كلمة للأمة كلها، حكومة وحزبا ومعارضة ورجالا وشعبا، آسف أن يكون سلبي، أريد أن يعلموا أن الملك كله بيد الله يؤتيه من يشاء فلا تآمر لأخذه ولا كيد للوصول إليه".
وتابع قائلًا: "إننا والحمد لله قد تأكد لنا صدق الله في كلامه، ويمكرون ويمكر الله، أنا أنصح كل من يجول برأسه أن يكون حاكما أنصحه بألا تطلبه بل يجب أن تُطلب له، فالرسول قال من طلب إلى شيء أُعين عليه"، وأضاف: "يا سيادة الرئيس، آخر شيء أحب أن أقوله لك ولعل هذا يكون آخر لقائنا بك إذا كنت قدرنا فليوفقك الله وإذا كنا قدرك فليعنك الله أن تتحمل".
ومن جانبهم، سارع نشطاء "تويتر"، بكتابة أشهر عباراته وأقواله المأثورة، فكتب أحمد تاج: "زي النهاردة توفي الشعراوي.. رحمة الله عليك يا شيخنا كم نفتقدك اليوم وسط تجار الدين"، فيما قال محمود عرفة: "النهاردة هو ذكرى وفاة الشيخ الشعراوي رحمه الله كان نفسي يكون عايش ويشوف الناس اللي بتتكلم عن الإسلام هو مات سنة 1998 ادعولوا بالرحمة"، كما علّقت أخرى: "رحم الله شيخنا الجليل الذي دخل بالدين إلى بيوت المصريين بدون مجهود أو صوت عالي".