كتب : منى مدكور تصوير : هشام محمد منذ 8 دقائق
فى أحد الأزقة الضيقة بمدينة العريش يقع منزل مكون من طابق واحد تفترش الرمال أرضه، تجلس فيه الحاجة «فاطمة الغول»، التى جاوزت السبعين من عمرها على «حصيرة» مهلهلة، تشكو حظها العاثر بعد أن فجعت فى نجليها أحمد علام وكمال علام، المتهمين الرئيسيين فى قضيتى الهجوم على قسم ثانى العريش وخطف الجنود السبعة.
الأمن ألقى القبض على شقيق كمال فى نفس القضية وتعرض لهتك عرضه وتعليقه بالكلبشات على باب محبسه وقالوا لنا: «هاتوا كمال نسيب أحمد»
«الوطن» كسرت الحصار الذى تفرضه الأسرة على نفسها فى التعامل مع الإعلام بعد أن أصبح كمال، المعروف بأنه قائد تنظيم التوحيد والجهاد، هو المطلوب الأول فى قضية خطف الجنود السبعة، وبعد مفاوضات استمرت لعدة ساعات وافقت أسرة علام على الحديث، لتكشف لنا حقيقة اتهام كمال وتاريخ حياته، كما كشف شقيقه الأكبر «ضياء» أسماء من تورطوا فى أحداث قسم ثانى العريش، وقال إن الجهات الأمنية قدمت شقيقه كبش فداء لكى تغلق أوراق القضية برمتها وتهدئ الرأى العام، فيما تدخلت الحاجة فاطمة فى بعض أجزاء الحوار ووجهت حديثها إلى الرئيس محمد مرسى قائلة: «أولادى كمال وأحمد فى رقبتك إلى يوم الدين، وإن شاء الله اللى شافوه أولادى يشوفوه أولادك».
وإلى نص الحوار:
* من «كمال علام»؟
- كمال الشقيق الخامس بين 6 أشقاء أولاد و5 بنات، يبلغ من العمر 35 عاماً، وحاصل على دبلوم صنايع، وكان معتقلاً منذ عام 2003، واستطاع الهرب فى عملية اقتحام السجون أثناء ثورة يناير، وعاد إلى العريش وقام بالعمل فى صناعة الفخار، إلى أن فوجئنا بحكم الإعدام الذى صدر ضده مؤخراً فى قضية اقتحام قسم ثانى العريش، ومن وقتها هرب ولا نعرف عنه شيئاً.
* إن كان بريئاً كما تقول فلماذا صدر ضده حكم بالإعدام، ومن المعروف أنه قائد تنظيم التوحيد والجهاد؟
- تعود أوراق القضية الأساسية إلى بداية الثورة والهجوم على الأقسام، وقتها كمال هرب كالباقين، لكننا فوجئنا بأنه صدر ضده حكم بالإعدام، والعجيب أنها القضية الوحيدة التى على مستوى الجمهورية كلها التى حكم فيها على 14 متهماً بالإعدام، و4 مؤبد و6 براءة، لماذا؟! فعلى الرغم من أن كل التحريات فيها غير صحيحة لكن تم اتهام شقيقى، وهى قضية مسيسة تماما ضد أبناء سيناء.
* إن كان ما تدعيه صحيحاً بشأن أن القضية مسيسة، فلصالح من ذلك؟
- هذه القضية كانت تتبع المحاكمات العسكرية ثم تحولت إلى أمن الدولة طوارئ، وهى قضية استثنائية، القاضى استثنائى، وهذا القاضى اسمه حسن محمود فريد وهو معروف عندنا فى سيناء إنه يكره أى شخص بدقن ويكره كل الإسلاميين، وهو تابع للنظام القديم، وبعد مقتل الجنود الستة عشر فى رفح تولى هذا القاضى القضية وأصدر حكمه بإعدام الأربعة عشر سيناوياً، وهذه القضية فيها أسرار من خلال 700 ورقة لم يتكلم عليها أحد، وأنا أعرف الكثير عن هذه الأسرار، من ضمنها أن الحاكم العسكرى متزوج من واحدة عرفياً ورد اسم أخيها فى القضية، ثم اختفى اسمه من القضية تماما ولم يرد فى النطق بالحكم، فماذا يعنى هذا؟ كما أن أحد المتهمين أيضاً حكم عليه غيابيا وفى النهاية حصل على براءة، هل هذا يعقل؟ ولماذا لم يحصل كمال علام وأحمد شيتة أيضاً على البراءة؟
* ماذا عن أحمد علام المتهم أيضاً فى قضية قسم ثانى العريش، الذى صدر ضده حكم بالمؤبد؟
- من يوم 8 نوفمبر الماضى تم القبض على أحمد علام شقيقنا أيضاً، وقيل لنا من الأمن: «هاتوا كمال نسيب أحمد»! وذهبت له فى زيارة إلى محبسه، ولا أستطيع أن أصف لكم المظهر الذى رأيته عليه؛ هتك عرض، وثلاثة أيام كلبش خلفى من وراء الظهر، وتم تعليقه فى الباب طوال فترة حبسه، مع العلم أنه لو سألتم عن أحمد علام هذا فى «البنزينة» التى بجانب المنزل ستجد إجابة الناس أنه ظل يعمل فيها حتى بعد النطق بالحكم ولم يهرب إلى أن تم اعتقاله صدفة فى كمين وهو عائد إلى منزله، وتم اتهامه بأنه مع كمال رئيس تنظيم التوحيد والجهاد المتطرف.
* هل معنى ذلك أنه تم القبض على أحمد علام ثم صدر ضده حكم بالمؤبد دون أدلة إدانة ضده؟
- كل التحريات التى أعدت ضد أحمد وكمال قام بها ضابط مباحث فاسد اسمه طارق عبدالمنعم، وهذا كان رئيس المباحث فرع رفح، ولا توجد قضية أصلاً، وكتب تلك التحريات بهدف الحصول على الترقية، والدليل على ذلك أنكم لو اطلعتم على أوراق القضية ستجدون أنه فى توقيت ضرب قسم ثانى العريش كان الضابط يقوم بكتابة التحريات فى الواقعة نفسها! وجميع القيادات فى شمال سيناء كانت تعلم أن المظاهرات التى كانت فى ميدان الرفاعى يقودها مجموعة من الملثمين غير معروفين لنا كأهالى سيناء ويرفعون الأعلام السوداء، و«كانوا حوالى 300 ملثم»، وأن هذه المجموعة ستذهب بعد ذلك إلى القسم، وبالفعل بعد نصف ساعة توجهوا إلى القسم بعد أن حطموا تمثال أنور السادات فى الميدان، بينما فى هذا التوقيت كانت هناك قيادتان فاسدتان آخرين من مديرية الأمن، وأذكر اسميهما وهما رضا سويلم وعلى مخيمر، وكانا يتناولان العشاء فى أحد مطاعم العريش، والناس «جريوا عليهم» وقالوا لهما المجموعة الملثمة هذه تتوجه إلى قسم ثانٍ لضربه، فقالا لهم: «يعملوا اللى عايزين يعملوه»، ومرت هذه المجموعة على كمين «الريسة»، ولم يعترضهم أحد! أين الأمن؟ ولماذا لم يتم القبض عليهم؟
* ماذا حدث بعد ذلك؟
- ظل إطلاق النار على قسم ثانى العريش مستمراً من الرابعة عصراً حتى الرابعة فجراً، أين أمن شمال سيناء؟ وأين المخابرات؟ تم تدمير القسم وقتل ضباط، ثم أُخذ شقيقاى ككبش فداء! إن ما حدث يعنى أن إسرائيل يمكنها أن تدخل سيناء فى دقيقة!
* إن كان ما تقوله صحيحاً، فلماذا اختير شقيقك كمال تحديداً ليكون كبش فداء؟
- لأن كمال هارب من سجن أبوزعبل وقت اقتحام السجون فى الثورة، وبالتالى فهو مطلوب لديهم، وتم تلفيق القضيتين له، اقتحام قسم ثانى العريش وخطف الجنود السبعة.
لو كان «كمال» هو من خطف الجنود كان أولى أن يتفاوض للإفراج عن أخيه «أحمد» وليس صديقه «أبوشيتة»
* لماذا تم سجنه؟
- دون أى سبب، هو معتقل من قبل نظام مبارك القمعى منذ عام 2003 دون أى تهمة، وهرب مع المسجونين وقت اقتحام السجون، وحينما هرب جاء إلى المنزل واستقبله الأهالى، وهذا يعنى أنه غير خائف من شىء، ومنذ ذلك الوقت قام بعض الأهالى بتقديم مساعدات مالية بسيطة له لكى يبدأ أى مشروع «ياكل منه عيش»، وفعلا بدأ فى العمل فى صناعة الفخار حتى صدر حكم الإعدام ضده.
* لكن كمال كان له توجه دينى متطرف، وهذا سبب اعتقاله فى عهد مبارك؟
- لا، لم ينضم إلى أى تنظيم جهادى، ويشهد بذلك كل شيوخ القبائل وسكان سيناء، كان ملتزماً دينياً فقط، كل تهمته أنه كان يصلى الفجر وأطلق لحيته، لكن ضباط أمن الدولة لم يتركوه فى حاله، فسيناء هنا أيام مبارك «اتغربلت بالنسوان اللى فيها»! يعنى لم يتركوا امرأة سواء كانت أماً أم زوجة أم أختاً إلا وأخذوها للقبض على من يريدون، وفى هذا الوقت حدثت تفجيرات طابا، وبالفعل تم القبض على كمال فى 2003 كمعتقل سياسى، وتعرض لكل أنواع التعذيب التى لا يتحملها بشر، منها أسبوع كامل فى شهر رمضان، وعرفنا مكانه بعد سنة كاملة من البحث عنه دون أن نعرف أين هو، وكان وقتها فى سجن طرة.
* لماذا لم تتخذ أى إجراءات قانونية لإثبات براءته إن كانت حقيقية؟
- قدمت أكثر من 200 تظلم للقضاء العسكرى، وكان يتم الإفراج عنه صورياً فقط ثم يعاد اعتقاله مرة أخرى، وتنقل من سجن استقبال طرة إلى سجن دمنهور، ثم بعد ذلك إلى سجن الوادى الجديد الذى يطلق عليه سجن «التغريبة»، وهو أول معتقل تم بناؤه أيام الملك فاروق، وفيه كل أنواع العذاب، ثم بعد ذلك انتقل إلى سجن أبوزعبل..
وهنا تتدخل الحاجة فاطمة، والدة كمال، قائلة: «قدمت مناشدة للرئيس السابق مبارك ووزير داخليته وقتها حبيب العادلى والمجلس القومى لحقوق الإنسان للإفراج عن كمال المعتقل على خلفية تفجيرات طابا دون توجيه أى تهمة إليه، وبالرغم من صدور أكثر من 300 حكم قضائى بالإفراج عنه، دون جدوى.. كانت حالته تتدهور بشدة، وخيروه بين التوقيع على مبادرة أو الموت البطىء فى السجن.
* أين ذهب كمال علام بعد أن صدر ضده حكم بالإعدام؟
- أخذ حاله واختفى.
* متى آخر مرة شاهدتم فيها كمال؟
- من نحو 3 أشهر.
* ألم تصل إليكم منه أى رسائل من خلال وسطاء لكى يطمئنكم عليه؟
- لا.
* هل هو فى سيناء أو خارج مصر؟
- لا أعرف، مرة أسمع أنه فى سوريا ومرة فى غزة ومرة فى ليبيا ومرة فى سيناء، ولا نعرف الحقيقة.
* إذن ما علاقته بعملية خطف الجنود السبعة؟
- لا علاقة له، واحد كان معتقلاً 8 سنوات ثم هرب من السجن مع الثورة وكان يعمل فى منزله وفجأة وجدنا اسمه فى قائمة المتهمين فى أحداث قسم العريش، وبعدها هو أيضاً من قام بخطف الجنود، أى جنون هذا؟! هو والباقون مجموعة كبش الفداء التى يجب أن تظهر أسماؤهم للرأى العام حتى يهدأ، وإذا كان له علاقة كنا عرفنا على الأقل وقت تنفيذ العملية، كان ظهر ليرى والدته، وكل ما قيل عن أسماء الخاطفين وإن كمال هو الذى يقود التنظيم الذى خطفهم كلها تسريبات لا أساس لها، والمتحدث الرسمى العسكرى نفسه قال فى المؤتمر الصحفى عقب الإفراج عن الجنود إنهم لن يفصحوا عن أسماء الخاطفين للحفاظ على سرية التحقيقات.
* لماذا إذن تم القبض على أحمد شقيق كمال إن كان لم يفعل شيئاً؟
- أحمد لا علاقة له بأى شىء، ولم يتم القبض عليه أو اعتقاله فى السابق، لكن تم أخذه بعد أحداث قسم العريش أيضاً دون أى ذنب.
* من المعروف أن حمادة شيتة أحد قيادات التيار الجهادى بتنظيم التوحيد الجهادى صديق مقرب للغاية من كمال، وقام شيتة بنفسه عبر تسجيل مصور على موقع اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعى بالمطالبة بالإفراج عنه مقابل إطلاق سراح المجندين السبعة المختطفين، فهل ستنفى علاقة شقيقك كمال بشيتة أيضاً؟
- كمال يعلم تماما أن أخاه أحمد اعتقل منذ 7 أشهر وتعرض لكل أنواع التعذيب وهُتك عرضه، فهل الأولى أن يتفاوض إن كان من الخاطفين على الإفراج عن شقيقه أو عن صديقه، خاصة أن اسم أحمد علام لم يرد فى أى مفاوضات تم الحديث عنها للإفراج عن الجنود؟ ولماذا صمت كل هذه الفترة على شقيقه إن كان هو الخاطف أو يقود عملية الاختطاف؟
- أوراق قضية قسم ثانى العريش أثبتت أن شقيقك كمال متورط بشهادة الشهود؟
- لا، لم يحدث، فالقضية قبض فيها على 25 متهماً، اعترف منهم 8 أنهم كانوا وراء عملية تدمير القسم، وحينما تم سؤالهم عن كمال علام قالوا إنهم لا يعرفونه، وهذا مثبت فى أوراق القضية.
* إذن من قام بعملية تدمير قسم ثانى العريش؟
- تنظيم إرهابى يتزعمه أمير التنظيم أحمد زايد عبدالعال الكيلانى، ومحمود السيد الأعرج، نائب الأمير، وأحمد فايز شعراوى، مساعد نائب الأمير، وهؤلاء هاربون حتى الآن، ولا أحد يعرف عنهم شيئاً، وهذه أسماء تعلن لأول مرة للرأى العام والإعلام على مسئوليتى الشخصية.
* يتردد أن جماعة السلفية الجهادية هى المسئولة عن عملية خطف الجنود السبعة، وكمال هو المدبر الرئيسى لعملية الاختطاف؟
- هذا تشويش للرأى العام وأخى برىء.
الحاكم العسكرى متزوج عرفياً وورد اسم شقيق زوجته فى قضية قسم العريش ثم اختفى الاسم نهائياً من أوراق التحقيقات
* إذن أنت ترفض حكم الإعدام ضد شقيقك كمال فى قضية اقتحام قسم ثانى العريش؟
- الحكم كان انتقامياً وصدر بعد مقتل الجنود الستة عشر فى رفح بأسبوعين فقط لتهدئة الرأى العام، مفيش قضية بعد ثورة 25 يناير صدر فيها أحكام انتقامية مثل هذه القضية.
* لكن التحقيقات أثبتت أن هناك تنظيم «التوحيد والجهاد» وكمال علام هو «الأمير»، وهو المسئول عن العديد من العمليات الإرهابية الأخيرة فى سيناء؟
- هناك تنظيم إرهابى بالفعل اسمه «التوحيد والجهاد»، وأحمد سالم من ضمن أعضاء التنظيم، وهو واحد من 16 متهماً آخرين قال لى إنهم أدلوا باعترافاتهم كاملة، وكلهم كانت لصالح كمال وليست ضده، وقالوا إنهم لم يعرفوه شخصياً ولم يكن منضماً إلى هذا التنظيم.
* لماذا لم تلجأوا إلى وساطات من قيادات الإخوان للحصول على عفو رئاسى مثلما حدث مع البعض إن كان شقيقك مظلوماً؟
- هنا تتدخل والدة كمال «الحاجة فاطمة» قائلة بكل حزن: «ليس معنا 40 أو 50 ألفاً لكى نعطيها لواحد من هؤلاء الوسطاء لكى نحصل على عفو رئاسى! نحن على باب الله ولا نجد قوت يومنا، ولو كان ابنى إرهابياً لوجدنا من يعطينا هذه الأموال».
* هل هذا يعنى أن كل من حصل على العفو الرئاسى دفع مقابلاً؟
- الحاجة فاطمة: أيوه، فنحن فى دولة ظالمة، دولة كافرة لا تقدر فقط إلا على «الغلابة والمساكين والفقراء»، لكن الأغنياء يخافون منهم، حسبى الله ونعم الوكيل! وأقول للرئيس مرسى: أولادى كمال وأحمد فى رقبتك إلى يوم الدين، وإن شاء الله اللى شافوه أولادى يشوفوه أولاد مرسى.
* هل هذا الكلام على مسئوليتك الشخصية؟
- الحاجة فاطمة باكية: أنا مش خايفة، عايزين ياخدونى؟ ياخدونى.. لا يوجد شىء عندى أخسره، فنحن فقراء ولا نملك أى شىء أخاف عليه، أولادى فقدتهم الواحد تلو الآخر، وهذا بيتى على الأرض كما تشاهدون، لقد بعت أثاث منزلى لكى أستطيع أن أجد قوت يومى، الأمن قالوا لنا: «هاتوا كمال تاخدوا أحمد»، والاتنين مظلومين وحسبى الله ونعم الوكيل فيك يا مرسى وفى حكومتك وفى ضباطك!
* ما خطوتك المقبلة لإظهار الحقيقة إن كان ما تدعيه صحيحاً؟
- سأقاضى كل الجرائد التى نشرت معلومات مكذوبة عن شقيقى، وإذا كان المتحدث العسكرى بنفسه قال إنه لا يوجد أسماء للنشر فيما يتعلق بالمتورطين فى خطف الجنود السبعة، فمن أين جاءت الجرائد ووسائل الإعلام باسم شقيقى؟ كل ما قالوه نُسب إلى مصادر سيادية مجهولة ليتم وضع اسم شقيقى كمال على رأس قائمة إرهابية تولت هى عملية الخطف وإنه يقود جيشاً إرهابياً قوامه 4500 مجاهد والإخوان تحتفظ بجيش علام! هذا تشهير كبير ولن نصمت عليه، وليأخذ القانون مجراه فى إثبات الحقيقة.
أخبار متعلقة :