كتب : صلاح البلك منذ 22 دقيقة
جاء على أكتاف الرئيس مرسى محملاً بمشروع النهضة، لتنفيذه من خلال منصبه كرئيس للوزراء، كان وزيراً للرى، عول عليه مهمة حل أزمة المياه، لتعلن إثيوبيا بالأمس عن بدء العمل بسد النهضة الإثيوبى، لتغيير مجرى النيل الأزرق. ضرب عصب الحياة لكل المصريين، بعد أن تحول الإخفاق المتكرر إلى المسوغ الأول الذى تولى بموجبه هشام قنديل رئاسة وزراء مصر، ليشهد عصره سقوط الهيبة المصرية وتنفيذ السد الذى قد يقود مصر إلى العطش والتصحر.
يدرك القاصى والدانى أن بقاء «قنديل» وحكومته على رأس السلطة فى مصر ما هو إلا إصرار على العناد من الرئيس وجماعته، خاصة أن الفشل الذريع الذى مُنيت به هذه الحكومة وعلى كل الأصعدة لم يُبقِ لها أدنى رصيد لدى المواطن المصرى وفى الشارع الذى بات يكتوى بلهيب الأسعار الملتهبة وسلسلة الأزمات التى لا تنتهى وإخفاق «قنديل» فيما يفترض أن يتفوق فيه.
شغل رئيس الوزراء، الذى يحرص على لعبة السنافر على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، العديد من المناصب قبل جلوسه على كرسى رئاسة الوزراء، آخرها كبير خبراء الموارد المائية بالبنك الأفريقى للتنمية، وشارك فى أعمال مبادرة حوض النيل، وكعضو مراقب للهيئة المصرية - السودانية المشتركة لمياه النيل. يغلب على شخصية «قنديل»، المولود فى سبتمبر من عام 1962، الافتقار للحد الأدنى من الكفاءة لإدارة الحقائب الوزارية والملفات التى أسندت إليه الدور الأكبر فى توتر الأوضاع السياسية المصرية وتردى الحالة الاقتصادية، الأمر الذى أفضى إلى حالة من الكفران بالثورة فى الشارع المصرى، جعلت البعض يتباكى على أيام «مبارك»، بعد أن حلم الشعب بثورة توفر العيش وتنشر الحرية وتوزّع بعدالة اجتماعية. لا يرى الرئيس أو جماعة الإخوان الفشل المحدق بمصر، تصميم على عناد دأبت الجماعة عليه منذ وصلوا لسدة الحكم؛ حيث صور الخيال العقيم للجماعة أن أى تنازل عن شخص أو قرار خاطئ بمثابة هزيمة أمام قوى المعارضة فانتصروا لأخطائهم وهزموا مصر بأيديهم أن اختاروا لها الفشل ولا يزال الانحدار يسير بسفينة الوطن على يد الخبير الدولى هشام قنديل نحو الظلام بعد أن أتمت إثيوبيا تحويل مجرى النهر وأتمت استعدادها للعمل. وكأن الرجل لم يعمل على الملف خبيرا أو مديرا لمكتب رؤساء الوزراء ولا حتى وزيرا للرى ثم رئيسا للوزراء.
غياب وغيبوبة أصابا مصر، انعكاسا لنوعية مسئوليها الذين لم يدركوا أو يتداركوا حجم مصر فتصاغروا إلى أن تجرأت عليها الدول وأسقطتها من حساباتها وأخرجتها من الشراكة المصيرية فى شأن خطير كمياه النيل. لن يغادر «قنديل» كرسيه بوسام منحه له «مبارك» ومنصب أهداه إياه «مرسى»، لكن لعنات المصريين ستلاحقه كما لاحقه الفشل المتكرر ذاته الذى جاء به رئيسا للوزراء فصارت النهضة سدا يمنع عنهم ماء النيل.
أخبار متعلقة :