«هل سيمهد الصلح بين الدول الخليجية الطريق أمام مصالحة مماثلة بين القاهرة والدوحة؟»، سؤال طرحته على عدد من الدبلوماسيين المصريين فى محاولة لاستطلاع رأيهم حول نتائج اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى الذى عُقد مؤخراً فى جدة، وقرر إمهال قطر أسبوعاً لتنفيذ «اتفاق الرياض» الذى نص على ضرورة التزام الدوحة بمطالب كل من السعودية والإمارات والبحرين، المتمثلة فى عدم التدخل فى شئون تلك الدول، بهدف إزالة التوتر بين الدول الأربع والتمهيد لعودة السفراء المسحوبين إلى الدوحة. السفير الدكتور السيد أمين شلبى، المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية«إن إمهال قطر أسبوعاً لتغيير سلوكها وتنفيذ اتفاق الرياض يعنى أن دول الخليج لم تجد استجابة فيما يتعلق بتعديل أُطر الدبلوماسية القطرية فى الخليج، ووقف التحريض الإعلامى ضد دوله عبر قناة «الجزيرة» والصحف القطرية، فضلاً عن موقف الدوحة السلبى من ثورة 30 يونيو فى مصر.
واعتبر «شلبى» أنه إذا التزمت قطر بنصوص «اتفاق الرياض» وتمت المصالحة الخليجية معها، وتعهدت بعدم التدخل أو الهجوم الإعلامى على مصر، سوف يمهد ذلك الطريق أمام مصالحة مع القاهرة؛ خاصة أن مصر لا تمانع فى ذلك شريطة تنفيذ مطالبها، لافتاً إلى أن الحكومة المصرية أوضحت منذ بداية الأزمة أن «تطوير العلاقات مع الدوحة يتوقف على تغيير سلوكها السلبى المتمثل فى دعم الإخوان المسلمين وأنشطتهم فى مصر وخارجها، ومراجعة قطر لموقفها من ثورة 30 يونيو». وأكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق،ن نجاح الصلح الخليجى مع قطر سيكون مقدمة للمصالحة بين القاهرة والدوحة، كما أن التطور الإيجابى فى الخليج سوف ينعكس إيجابياً على العمل العربى المشترك، فى ظل التحديات التى تواجهها المنطقة. وتابع: «أرحب باتفاق الأشقاء الخليجيين على وضع نهاية للخلافات بينهم، وحتى قبل الإعلان عن هذه الخطوة الإيجابية بدأت الأمور تأخذ مسارها الصحيح بين القاهرة والدوحة؛ حيث تجسد ذلك فى التجاوب القطرى مع المبادرة المصرية لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وموافقة (حماس) على تشكيل وفد فلسطينى موحد للمشاركة فى مفاوضات القاهرة غير المباشرة مع إسرائيل، ما يؤكد أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية التى تجمع العرب». وشدد «هريدى» على أنه فى إطار الحديث عن العلاقات المصرية - القطرية «لا يجب أن نسمح للإخوان أن يهددوا مسار علاقاتنا مع قطر ولا مع أى دولة فى العالم؛ لأن مصر أكبر بكثير من جماعة الإخوان، ولديها مصالح مشتركة مع جميع الدول العربية وعلينا تعزيز هذه المصالح، وعدم السعى لمزيد من التوتر مع الدول التى تخالفنا الرأى، بل على العكس يجب دعم كل أشكال التواصل معهم».
أخبار متعلقة :