متابعة : وليد سلام
أعرب الكاتب السياسى محمد أبوالفضل عن تفاؤله بأن مصر المعاصرة مؤهلٌة تماماً لخوض التجربة الديمقراطية التي ستؤتي ثماراً ناضجة بأسرع مما نتوقع، فالأصل في المعادلة يكمن في تنوع الفكر السياسى ، وتقبل الرأى والرأى الأخرى ، وثقافة العمل التاريخية الموروثة، وفقه الضرورات الذي كان ومازال يحكم طريقة المصريين في التعامل مع تحديات الأيام وتقلباتها، وكذا الحضور الأفقي الكبير في المهاجر العربية الأفريقية والعالمية، مما يوفِّر غطاءً كبيراً لاحتياطات مادية وبشرية وعلمية واسعة.
ينتشر المصريون في أربع أرجاء المعمورة، بوصفهم أحد أكثر شعوب العالم قدرة على التكيُّف والترحُّل والتفاعل، حتى أن البيئة الثقافية والعلمية والمالية الدولية تجد لها تواشجاً، مؤكداً مع المهاجرين المنتشرين في أربع أرجاء المعمورة، فمن إندونيسيا شرقاً، مروراً بالصين والهند وفيتنام، حتى أوروبا والولايات المتحدة وكندا غرباً.. مروراً بكامل بلدان الخليج والجزيرة العربية، وحتى شرق أفريقيا وعمقها العربي والأفريكاني.
تلك الخارطة البشرية المهجريَّة المصرية كانت ومازالت تمثل رافداً كبيراً من روافد الفكر والثقافة الى جانب كونها روافد اقتصادها المالي المتوازن، رغماً عن العواصف والتراجعات الداخلية غير المنكورة.
وفي معرض حديثي مع بعض المصرفيين المصريين ، وتساؤلاتي المحتارة حول قدرة العملة المصرية على الصمود وسط القلاقل السياسية والمجتمعية.. قال لي أحد أكثر الرائين العارفين للمالية المصرفية، وبشكل قاطع مانع.. قال: إن السر يكمن في تحويلات المهاجرين المصريين، وليس في أي شيء آخر.
أسوق هذه الحقيقة للتدليل على الآفاق الكبيرة المحتملة لمشاركة المهاجرين في التنمية، من خلال الذهاب مباشرة إلى صيغة الدولة الجديدة التي ستسمح بتوسيع ملعب المشاركة، والتنافس الشريف، والتنمية الدائرية
أخبار متعلقة :