كتب : الوطن منذ 19 دقيقة
قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر أين وإلى أين؟"، إن زعماء بعض القبائل الليبية قالوا له ليس هناك حل إلا أن يقوم الجيش المصري بمساعدتنا على استقرار الأمور، وهو رد بأن الجيش المصري مع الأسف الشديد مشغول، وأنه هاتف بالفعل بعض العسكريين الذين يعرفهم وليسوا من القيادات، وقالوا إن هذا ليس واردا، وكميات الأسلحة في ليبيا مهولة.
*بالنسبة للوضع الليبي، ما توقعاتك في هذا الشأن، هل ننتظر "فوضى العراق"؟
ـ رأيت هذا الأسبوع وفدا من أشراف البرقة وزعماء القبائل، والصورة التي قصوها لي عما يجري هناك مروعة، ليبيا اليوم كلها ميلشيات تتولى هي تصدير البترول، لدرجة أنهم قالوا إنهم أغلقوا موانئ التصدير لكي لا تسرق، هناك عملية نهب شديدة جدا في ليبيا طبقا للمعلومات التي قيلت لي، إن الاحتياطات التي كانت عند ليبيا في عهد القذافي 400 مليار دولار وأن الأموال في الخارج منعا للمصادرة كانت بأسماء وهمية، وبالتالي الوضع في منتهى الانفلات لدرجة أن زعماء القبائل قالوا ليس هناك حل إلا أن يقوم الجيش المصري بمساعدتنا في ليبيا على استقرار الأمور، وأنا قلت لهم إن الجيش المصري مع الأسف الشديد مشغول، وهاتفت بعض العسكريين الذين أعرفهم وليسوا من القيادات، قالوا لي إن هذا ليس واردا، وكميات الأسلحة في ليبيا مهولة، ويبدو أن القذافي كان يشتري أسلحة كثيرة، مخازن أسلحة لا أحد يتخيل تدفقها من وإلى ليبيا على مصر، لأن سعر السلاح في الأرض، وكنت أعرف بعض الناس اشترت "أر بي جي" وأسلحة ثقيلة ورشاشات.
* ماذا تتوقع؟
ـ باستمرار هذا الوضع قد يكون دولة لها حدودها معكِ قابلة للانفكاك وأنتِ أمام امتداد قبلي، وبالتالي أنتِ أمام وضع في الشرق متعب وفي الغرب مؤلم وفي الجنوب، لديكِ ما يحدث في الكتلة الملتهبة "السودان" في الأصل، ونحن لم نفهمها طوال عمرنا تحدثنا عنها في الحركة الوطنية وكثير من المتحمسين للسودان يتحدثون عنها دون معرفتها، ومنهم الدكتور فرج فودة، ومن أكثر المتحمسين الحدود السودانية الموجودة أو تضاريسها هي تخوم صنعتها الحركة الجغرافية في القرن 19، بمعونة مصرية من الجمعية الجغرافية، وبدعم مباشر من الخديو، الذي حاول أن يبحث عن كنوز في إفريقيا، هذه ليست مجرد دولة هذه ليست قبائل هذه رقعة جغرافية ممتدة، ودائما كنت أقول إن هناك 4 سودان، شمال يتجه نحو مصر تجاه النوبة والجنوب الذي يتجه نحو كينيا، وشرق إفريقيا، والغرب يتجه صوب تشاد ووسط إفريقيا، وهناك الشرق في السودان الذي يتجه نحو إثيوبيا، وللأسف لم ندرس السودان نهائيا، والانفصال كنت متوقعه لدرجة أنه في صحف الوفد 1959 كتبت عني "هيكل الانفصالي"، لأني بعد زيارة لها قلت إن أي حديث عن وحدة مصر مع وادي النيل هو خلط في الأوراق، وأن الجنوب سوف ينفصل لغة ودينا، لكن مع ذلك فإن الجنوب مهدد أيضا بالانفصال مرة أخرى، هناك قبيلتان رئيسيتان هما نويل والدنكا، وفي واقع الأمر الانقلاب الفاشل الذي حدث القبيلتان لهما علاقة به.
* إذن كل هذه الانفصالات سواء من الجنوب أو الغرب كيف ترى تأثيرها علينا؟
* هل تتصوري أن تعيشي في واحة بمنأى عن هذا، فضلا أن هذا يحدث بالقرب من منابع النيل ومنطقة لها مستقبل كبير بالنسبة لمصر، على الأقل من ناحية الأرض الزراعية، أنا أعرف على سبيل المثال أن الصين التي لم يكن لها وجود في إفريقيا منذ عقد من الزمان، لها الآن استثمارات تقدر بنحو 350 بليون دولار، و2 مليون صيني يعيشون في القارة. هذا الجنوب يسمح بالتوسع الزراعي وقريبا منا ومنطقة آمنة.
أخبار متعلقة :