كتب : الوطن منذ 20 دقيقة
الملامح التفصيلية للشرق الأوسط الجديد ظلت حبيسة أدراج مراكز اتخاذ القرار فى العواصم الكبرى، وفى منتصف 2006 تسرّبت أول خريطة تفصيلية يتم تداولها فى أروقة المؤسسات الأمريكية ومنظمة حلف شمال الأطلسى، والدوائر العسكرية. أعد هذه الخريطة العقيد الأمريكى المتقاعد «رالف بيترز» ونُشرت فى مجلة القوات المسلحة الأمريكية فى يونيو 2006، ورغم أن الخريطة لا تعكس رسمياً عقيدة «البنتاجون»، فإنه تم استخدامه فى برنامج تدريبى فى كلية الدفاع لحلف الناتو لكبار ضباط الجيش، وعلى الأرجح استُخدمت مع خرائط أخرى مماثلة فى أكاديمية الحرب الوطنية، وكذلك فى دوائر التخطيط العسكرى. هذه الخريطة مبنية على خرائط أخرى، بما فى ذلك خرائط قديمة تعود إلى عهد الرئيس الأمريكى «وودرو ويلسون» بين عامى 1913 و1921، أى أثناء الحرب العالمية الأولى، وقدّمها «بيترز» الذى يعد أحد منظرى العسكرية الأمريكية باعتبارها حلاً جذرياً لمشكلات الشرق الأوسط المعاصر. وكانت الخريطة عنصراً رئيسياً فى كتابين لـ«رالف» صدر أولهما بعنوان «لا تترك ميدان المعركة أبداً» فى 10 يوليو 2006. ووفقاً لـ«بيترز»، فإن «الحدود الدولية لا تكون أبداً عادلة تماماً، وأكثر الحدود عشوائية واعتباطية فى العالم هى حدود دول أفريقيا والشرق الأوسط المشوّهة التى رسمها الأوروبيون، وما زالت حدود أفريقيا تحصد حياة الملايين فى الحروب عليها. أما الحدود غير العادلة فى الشرق الأوسط -كما قال «تشرشل»- فتخلق من المشكلات ما يتجاوز السكان المحليين ليورط العالم الخارجى فى حروب دامية». وتابع: «الشرق الأوسط لديه مشكلات كثيرة منها الركود الثقافى وعدم المساواة الفاضحة والتطرف الدينى المميت، لكن المشكلة الأكبر فى فهم أسباب فشل المنطقة ليس الدين، وإنما الحدود الدولية البشعة». واستدرك قائلاً: «بالطبع، لا يمكن لأى تعديل فى الحدود مهما كان ضخماً وكاسحاً أن ينصف كل الأقليات المهضوم حقها فى الشرق الأوسط. لكن الخريطة التى اقترحها سترفع الظلم عن أكثرهم معاناة مثل الأكراد والبلوش والعرب الشيعة، وعجزت عن إيجاد حلول للمسيحيين والبهائيين والإسماعيليين والنقشبنديين والكثير من الأقليات الأقل عدداً. لكن المؤكد أن هذه الخريطة قادرة على أن تجعل الشرق الأوسط أكثر سلاماً». أهم ملامح هذه الخريطة التى تنسف الشرق الأوسط الحالى وتعيد بناءه على أساس عرقى ودينى فى الأساس هو قيام 7 دول جديدة على أنقاض الدول الحالية. أولاها «كردستان الكبرى». وثانيتها «الدولة الشيعية العربية»، وتشمل:
■ الجزء الجنوبى الغربى من إيران والمعروف بمنطقة الأهواز أو عربستان، التى تضم معظم الشيعة العرب فى إيران.
■ الجزء الشرقى من السعودية، الذى يضم العدد الأكبر من الأقلية الشيعية فى المملكة.
وثالثتها ورابعتها دولتا «سوريا الكبرى» و«لبنان الكبير»، بعد تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام: كردى فى الشمال وشيعى فى الجنوب وسنى فى الوسط، وسيضطر الجزء السنى إلى الالتحاق بسوريا، لأنه سيصبح دولة لا مقومات لها، ومقابل ذلك سيتم اقتطاع جزء من سوريا الحالية لضمه إلى لبنان لتأسيس (لبنان الكبير) على البحر المتوسط لإعادة إحياء دولة فينيقيا التاريخية.
وخامستها دولة «الأردن الكبرى» التى تتكون من حدودها الحالية مضافاً إليها جزء من ناحية الجنوب من أراضى السعودية لتكون دولة كل الفلسطينيين فى الشتات على أن تبقى إسرائيل -كما ينصح «بيترز»- داخل حدود ما قبل 1967.
سادستها: فيما يتعلق بإيران سيتم اقتطاع أجزاء منها لصالح تشكيل دولة «كردية» ودولة «شيعية عربية» ودولة «بلوشستان الحرة» على أراضى أفغانستان وباكستان على حدودها، لكن فى المقابل سيتم منحها جزءاً من أفغانستان لتأسيس دولة قومية فارسية تحل محل الجمهورية الإيرانية الحالية.
هذه التغيّرات -طبقاً لتصورات «بيترز»- لا يمكن أن تتم دون تفتيت السعودية إلى 5 أقسام. القسم الشرقى الساحلى، حيث توجد الأقلية الشيعية فى المملكة، وسيتم إلحاق هذا القسم بالدولة العربية الشيعية التى سيكون مركزها جنوب العراق. القسم الثانى هو جزء يقع شمال غرب وشرق المملكة، وسيتم إلحاقه بالأردن. القسم الثالث من المملكة سيضمّ بصفة رئيسية مكة المكرمة والمدينة المنورة لتشكيل دولة دينية يحكمها مجمع دينى من مختلف الطوائف والمذاهب ويشبه إلى حدّ كبير الفاتيكان. القسم الجنوبى من خلال إلحاق قسم من جنوب المملكة بالجمهورية اليمنية التى سيزيد حجمها. أما ما تبقى فتقام فيه دولة سياسية لا دينية تحت حكم السعوديين.
الأخبار المتعلقة:
د. عمار على حسن يتساءل: «الفوضى الخلاقة».. هل هى قابلة للتطبيق فى مصر؟
مصطفى كامل السيد: «الشرق الأوسط الكبير».. أكذوبة
الفنان صلاح السعدنى: تكاتف لصد العدوان
عبدالله السناوى: ارتباك ضياع الحلم
الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان : خلق نظم استبدادية
جمال طه يكتب: «ديفيد ساترفيلد» واستكمال الدور التخريبى للسفارة الأمريكية فى القاهرة
برنارد لويس.. محو الحدود الحالية بـ«أستيكة» وتقسيم المنطقة إلى 52 دولة
جهاد الخازن: أمريكا وإسرائيل كانتا تخططان بدعم الإخوان لتحويل مصر إلى أفغانستان جديدة
الدكتور حسن نافعة: مشروع متناقض
مظهر شاهين : الهدف: دويلات متحاربة
محمد العدل: المصريون أسقطوا المخطط
سياسة «أوباما» فى سوريا كما صاغها «دانيال بايبس»: لا تحسم المعركة وادعم الخاسر لإطالة أمد الصراع
سعيد السريحى: ثورة 30 يونيو أربكت مشروع «الشرق الأوسط الجديد»
«جيورا إيلاند».. حل أزمة «حق العودة» على حساب الأرض المصرية
أحمد أبوالغيط: مصر تخوض معركة كبرى ضد الغرب.. وستنتصر
«سايكس - بيكو»: «حدود» على عجل.. وبالقلم الرصاص
معتز بالله عبدالفتاح يجيب عن السؤال: الغرب والإخوان: لماذا التقيا ولماذا سيفترقان؟
مكرم محمد أحمد: 30 يونيو مفاجأة مزدوجة
عبدالرحمن الأبنودى: المؤامرات لن تنتهى
د. حسن أبوطالب يرصد القصة الكاملة: الفشل الأمريكى من «الكبير» إلى «الموسع الإسلامى»
المؤامرة.. هكذا يريدون «الشرق الأوسط الجديد»
التعليقاتسياسة التعليقات
لا يوجد تعليقات
اضف تعليق
تم إضافة تعليقك بنجاح وسيتم مراجعتة بواسطة إدارة الموقع
أخبار متعلقة :