كتب : مروى ياسين ومحمد الخولي الخميس 12-09-2013 09:14
بزى أسود ووجوه أكلت ملامحها خوذ كبيرة، يقفون خلف دروع ثقيلة بينما أياديهم تقبض على العصى البلاستيكية السوداء، تتشابه ملامحهم إلى الدرجة التى تجعل من الصعوبة التمييز بين شخصياتهم، لكنهم بالفعل مختلفون، وراء كل واحد منهم حكاية وهم وأحلام لم تكتمل، إنهم الأبرياء، أو فى عبارة أخرى: جنود الأمن المركزى. دائما ما تراهم فى المقدمة.. يصطفون فى الصفوف الأمامية.. يعرفون أن وقوفهم فى المواجهة قد يعنى بالنسبة لهم الموت، لكنهم ملتزمون بتنفيذ الأوامر.. هم دروع بشرية فى كل مهمة لوزارة الداخلية، تجدهم فى أعمار صغيرة متفاوتة، يقفون وعيونهم تملأها الحيرة والقلق، يتوقعون إصابتهم بطلقة طائشة أو طوبة ضخمة تأتيهم من حيث لا يعلمون، لا ينتمون لأى تيار سياسى ولم تكن طموحاتهم أن يكونوا يوما فى دائرة اشتباك مع أحد، جميعهم أميون لا يعرفون القراءة والكتابة. جاءوا من كل مكان فى مصر ليصبحوا فى النهاية مجرد أرقام يحويها دفتر مدون فيه أسماء شهداء سقطوا برصاص الإرهاب أو برصاص طائش أو دهسا تحت الأقدام أو فى أحسن الظروف على أسرّة بيضاء داخل المستشفيات مصابين فى أعقاب مسيرة أو مظاهرة. «الوطن» زارت معسكرات الأمن المركزى لتتعرف على الوجه الآخر للجنود بعيدا عن الاشتباكات والمظاهرات.
أخبار متعلقة :