كتب : سلوى الزغبي منذ 56 دقيقة
اعتاد ألّا يبحث عن "زبون"، ويتوجه بهدوء إلى داخل محطة مصر برمسيس في انتظار مكالمة هاتفية، يقوم على إثرها بركوب "التاكسي" متجهًا للأمام خطوات قليلة، يقابل "العميل" أمام البوابة يحمل حقائبه إلى داخل العربة، ولا يسأله عن أي مكان يذهب فهو يعرف طريقه جيدًا، هذا المشهد كان اعتياديًا داخل محطة مصر من قِبل سائقي التاكسي الذين استخرجوا تصريح "دخول لمحطة مصر" قبل توقف حركة القطارات قبل نحو شهر تقريبًا مع فرض حالة الطوارئ في البلاد على خلفية أحداث العنف التي اندلعت عقب فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة".
"وقف القطر خلاني أستنى زبون (الشارع) وأنا مش متعوّد على كدة" يصف محمد عويس، سائق تاكسي يملك تصريح دخول لمحطة مصر، حاله لـ"الوطن"، بعد توقف حركة القطارات، مضيفًا أنه كان "يتفق مع زبائنه بـ"التليفون" ويعرف موعد وصولهم، ويظل في انتظارهم متجهًا بهم إلى الأماكن التي اعتاد أن ينقلهم إليها"، مشيرًا إلى توقف هذا "الرزق" بعد توقف حركة القطارات.
وتابع: "إنه كان يحصل من الفرد الذي يقوم بتوصيله 50 جنيها.. أما الآن فلا أحصل على نصف هذا المبلغ في اليوم كله، رغم ما أبذله من جهد"، متسائلًا: "ما فائدة استمرار وقف القطارات؟"، وأضاف "لو عشان التأمين بعد كدة هتمشي حراس لحد أسوان 1000 كيلو؟"، وتابع "على الجهات الأمنية بمصر ضبط المتسببين في حوادث الانفجارات، حتى تهدأ الأوضاع ويمارس المصريون أشغالهم بدون تعب أكثر من ذلك، مشيرًا إلى استغلال سائقي الميكروباص لهذه الأزمة ورفع الأُجرة التي يعاني منها البسطاء، مؤكدًا أنه ينتظر الآن الأتوبيسات القادمة من الصعيد حتى يحصل على "زبون".
حسن علي، سائق آخر، يقول "إنه اعتاد أن يحصل في اليوم الواحد على 130 جنيهًا.. لا يجدهم الآن في ثلاثة أيام"، مشيرًا إلى أنه يخشى العمل بالشارع، خوفًا من أن تسرق سيارته، مشيرًا إلى أن عددًا من زملائه تعرضوا لمثل هذه الحوادث، عند توقفهم لشخص حتى يركب فيكتشف أنه يملك سلاحًا ويهدده فيترك له السائق السيارة حتى لا يصاب بأذى.
وأكد أن السبب في ذلك، هي "نكسة 25 يناير"، في إشارة إلى ثورة يناير، التي أفقدت، من وجهة نظره، الجميع الشعور بالأمان منذ اندلاعها، بالإضافة إلى عدم وجود ضباط للاستنجاد بهم في الشوارع في حالة محاولة سرقة سيارتهم في وضح النهار.
أخبار متعلقة :