كتب : طارق صبرى ورضوى هاشم منذ 13 دقيقة
حلل خبراء علم النفس و«لغة الجسد» شخصية المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، عقب حواره، أمس الأول، مع التليفزيون المصرى، معتبرين أنه «صادق» و«دوغرى» ولا يبحث عن استمالة أو تعاطف الآخرين بإشارات وإيماءات تمثيلية، كما كان يفعل الرئيس المعزول محمد مرسى، ولا يحب أن يتلبس بدور الزعيم.
قال الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى، لـ«الوطن»: «إن منصور يتميز بشخصية القاضى ويحتفظ بخصائصها النفسية، حيث يتكلم بهدوء شديد جدا وموضوعية وعقلانية، كما أن كلامه محدد نحو هدفه، بمعنى أنه يتجه مباشرة نحو الهدف، وهو قليل الكلام لا يسهب ولا يدخل فى التفاصيل، فضلا عن أنه شديد الأدب لا يجرح أحدا ولا يلمح لأحد بأى إساءات».
وأضاف «المهدى» عن الجانب الوجدانى لـ«منصور» أنه «لا يهتم باستثارة مشاعر الجماهير، فهو يقول الحقيقة كما هى، لا يهمه استمالة الجمهور، بمعنى أنه لا يحب أن يقوم بدور الزعيم، ولا يستخدم شعارات رنانة أو كلمات كبيرة ولا عبارات فيها تأجيج للمشاعر».
ووصف أستاذ الطب النفسى الرئيس المؤقت بـ«المتواضع» الذى يعرف دوره، مؤكدا أن شخصيته المتواضعة الصادقة مناسبة تماما لمنصبه كـ«رئيس جمهورية مؤقت»، ولكن هذه الصفات لا تتناسب مع رئيس دائم، يجب أن يتوافر لديه الجانب الوجدانى الذى تكثر فيه المشاعر واستمالة الآخر والتأثير فيه، لكنه كـ«رئيس مؤقت» يقوم بمهمة ودور محدود.
واعتبر «المهدى» أن التعبيرات الحركية لـ«منصور» خلال خطاباته السابقة وحواره الأخير مع التليفزيون المصرى كانت قليلة جدا، فتعبيرات الوجه والعينين واليدين والجسد تكاد تكون «نادرة»، لافتا إلى أن «ذلك يرتبط بالناحية الوجدانية، فحركات الجسد تكون واضحة وبارزة عندما يكون لدى الشخص رغبة خفية فى التأثير على الناس وهو لا يريد ذلك ظاهريا»، و«أن شخصيته كـقاضٍ تجعله لا يهتم باستمالة الناس ولا أن ينال رضاهم بقدر ما تهمه الحقيقة، لذلك ليس لديه أى حركات أو انفعالات تعبيرية، لأن ثباته الانفعالى وهدوءه يجعل ظهورها نادرا».
وقالت رغداء السعيد، مدربة التنمية البشرية وخبيرة «لغة الجسد»: «أظهر حوار الرئيس منصور أنه شخصية ملتزمة يسمع أكثر مما يتكلم وأظهرت حركة اليد المفتوحة للخارج شخصية صريحة تظهر أكثر مما تبطن»، مؤكدة أن «لديه اتصالا جيدا بالعين، وأنه واثق من نفسه، ولديه ترتيب للأفكار مسترسل بدقة من دون تلعثم، وتلك طبيعة معظم القضاة المتزنة والتى يصعب قراءة انفعالاتها».
أما عن نمط شخصيته فقالت «السعيد» إنه يصعب استفزازه، مشيرة إلى «أن سلبياته تكمن فى أن نبرة صوته على وتيرة واحدة، وهو ما يبعث على الملل إن لم يكن الحديث شيقا».
ووصفت الدكتورة هناء أبوشهبة، أستاذ علم النفس الإكلينيكى بجامعة الأزهر، شخصية الرئيس المؤقت بـ«الدوغرى» الذى يمشى فى خطوط مستقيمة لا يميل إلى استمالة الناس لشخصه، فهو يقول الحق دون استمالة الآخرين أو اللجوء إلى تعاطفهم.