شبكة عيون الإخبارية

شقة «مرسى» كل ما بقى «كولدير» يحمل اسم «المشير»

«فاطمة» زوجة البواب: عمرهم ما راضونى أنا والعيال.. والحاجة الوحيدة اللى أخدتها منهم كانت «بطيخة»

كتب : شيماء جلهوم منذ 39 دقيقة

المدخل تعلوه الزينة فرحاً بقدوم الشهر الكريم الذى لم يمنعه عزل الرئيس من أن يهل هلاله فى موعده، ولم يمنع كذلك آل الفيلا من أن يعلّقوا الزينة احتفالاً به رغم الحزن والجزع لرحيل جار السكن ورب العشيرة والأب لكل المصريين، الفيلا رقم 83 فى الحى الثانى بالتجمع الخامس لصاحبها الحاج «عز وأسرته والرئيس السابق محمد مرسى العياط».

«سبحان المعز المذل» ينطق بها لسان «فاطمة» زوجة حارس فيلا الدكتور مرسى التى غادرتها أسرته قبل شروق شمس يوم الثلاثين من يونيو: «الله يمسيهم بالخير مطرح ما هما قاعدين، أنا جيت بعد شهرين من حكمه، وماطلعتش شقتهم غير من شهر واحد بس».

فاطمة نوبية الأصل قدمت من بلدتها جنوب أسوان لتجاور زوجها «جمعة» فى عمله، «كريم» الابن ذو السنوات العشر سنوات يذهب للمدرسة فخوراً: «أنا جار الرئيس وبينى وبينه حيطة»، لا يصدقه أحد «انت الرئيس جارك ده انت ابن حارس فيلا»، لم يستطع أن يصطحب أصدقاءه يوماً إلى حجرته الصغيرة أسفل فيلا الرئيس «كان ممنوع علينا نستضيف حد، واللى كان بييجى كان بيقدم بطاقته ويتعمل عنه تحريات، وبعدين يقرروا يدخل والّا لأ»، هكذا عاشت «فاطمة» وأسرتها تحت حصار الرئيس عشرة أشهر، واليوم تسكن الفيلا التى عاشت ضجيجاً ملأ أركانها، وذاقت «شهوة الحكم وفخفخته» عاماً كاملاً، التى لم يتبقَ منها سوى ذلك الكولدير الذى وُضع فى حديقة الفيلا الخارجية «صدقة» تركته حراسة الرئيس يحمل ذكراها فى المكان ويحمل اسم «المشير» على جوانبه، فأصبح «كولدير المشير».

تحكى «فاطمة» عن زياراتها الأخيرة لحرم الرئيس: «كانت ست متواضعة جداً وبيتهم كان عادى، هو يمكن اتغير شوية وزادت فيه التكييفات، لكن فضل زى ما هو، زى ما الناس هنا بتحكى، 3 غرف وريسبشن و3 حمامات ومطبخ»، مهمتها فى المنزل بدأت مع أسرة «مرسى» قبل شهر من عزله، تتولى ترتيباً شبه يومى للمنزل والحساب «50 جنيها»، حسب «فاطمة»: «أنا كنت باخد الفلوس مش بابص فيها كام لكن عمرهم ما كانوا بيراضونى أنا أو العيال فى عيد أو مناسبة، والحاجة الوحيدة اللى خدتها منهم كانت بطيخة فى آخر يوم كانوا فيه هنا قبل ما يمشوا».

«الحاج عز» صاحب الفيلا «إخوانى النزعة» لا يحب الحديث إلى الصحافة والصحفيين، يضايقه أن يسمع لفظ «المعزول» تضيق الكلمات على اتساعها أمامه يوم أن غادر الجميع لآخر مرة، وذهبت الأبهة من واجهة العمارة وانتهى عصر «الحرس الجمهورى» وعادت الأمور إلى طبيعتها، احتفظ لفيلته بكولدير واحد من ثلاثة، هذا فقط ما استطاع أن يحتفظ به، بينما لم يطل إصراره على الاحتفاظ بكاميرات المراقبة: «كان فيه كاميرات مراقبة حوالين الفيلا، كان الحاج عايز يحتفظ بيها بس ما اعرفش، والحرس شالهم كلهم»، «45 ألف جنيه» هو الإيجار الشهرى الذى كانت تدفعه مؤسسة الرئاسة للحاج «عز» نظير استغلال شقة أعلاها والبدروم وحديقة الفيلا ومدخلها، حسب «جمعة» حارس الفيلا: «الشائعات كتير وقالوا 75 ألف وناس قالوا 100 ألف، لكن الحقيقة هما بس 45 ألف».

أمتار قليلة تفصل الفيلا رقم 83 عن الفيلا 80، ذهبت الحراسة عن الأولى بينما بقيت على الثانية، فهنا كان يسكن الفريق عبدالفتاح السيسى قبل أن يُعيّن وزيراً للدفاع وينتقل إلى العيش فى استراحة الجيش، حارس واحد هو من يقوم بالمهمة، يبادل موقعه مع زميل، يقف مدججاً بالسلاح، يواجه الفراغ: «ماحدش بييجى هنا، وحتى وقت المظاهرات ماحدش عرف أن هنا بيت الفريق السيسى»، تراب وغبار عالق على الشبابيك المطلة على الشارع، علامة على أنه لا أحد يسكن هنا».. الفريق نقل من ساعة ما بقى وزير للدفاع، لكن الحراسة لازم تفضل، بس بدل الداخلية والمخابرات بقت جيش».

زيارة خاطفة قام بها نجل المعزول «عبدالله» إلى منزل الأسرة فى التجمع الخامس عقب هروب الأسرة قبل 30 يونيو: «يوم الوقفة جه عبدالله ومعاه واحد صاحبه وخدوا شنطتين كبار ومشى على طول، ماقعدش فى الشقة نص ساعة».. «عبدالله» الذى ضجت من تعليماته أطقم الحراسة كانت زيارته هذه المرة «خفيفة» وحديثه «غير متكلف» كما اعتاد، حسب «جمعة» البواب: «اللى حصلهم ماكانش شوية، دى حاجة تكسر أى حد».

لا يعرف أحد على وجه التحديد ما إذا كانت فيلا الدكتور مرسى ما زالت فى حيازته، باعتبارها ملكاً له أم بعقد إيجار وستعود للمالك: «الدكتور مرسى ساكن هنا من قبل ثورة يناير وأمن الدولة جه فتش البيت يوم 28 يناير، ماحدش عارف بالظبط الحاج عز مأجرها ولا مملكها له، ولحد دلوقتى مفتاح الشقة مع العيلة والحاج عز ماغيرش الكوالين».

طوال عشرة شهور عمل فيها «جمعة» وزوجته فى حراسة الفيلا لم يسلما «وصل إيجار أو نور أو ميه» لفيلا الرئيس التى أصبحت ممراً آمناً لعربات نقل الرمل والروبابيكيا وعمال البناء الذين انتشروا فى المكان: «من ساعة ما مرسى بقى رئيس الشارع بقى مقفول ماكانش حد يعرف ينزّل عربية رمل لعمارة أو توضيب شقة»، يتحدث مبلط المحارة الذى عادت قدماه من جديد تطأ الحى الثانى: «إحنا كعمال نسينا الحى ده لكن دوام الحال من المحال».

اخبار متعلقة

بيوت «الإخوان» حكايات وشهادات.. وذكرى تنفع المؤمنين

فيلا «صفوت حجازى»: مقصد الأمن.. والحرامية

بيت «البلتاجى» المتبقى.. لافتة «عيادة» حطمها الاهالى

بيت الشاطر «الداخلية» كانت تحرسه.. والزوجة والأبناء يبحثون عن «خروج آمن» والجيران انتهت أيام «القلق»

مكتب «الشاطر» اسمه «نهضة مصر».. وطبيعة العمل: مقابلة الضيوف وإدارة نشاط الإخوان و«أشياء أخرى»

فيلا «بديع».. قلعة محصنة بالفولاذ

بيت «العريان» العمرانية.. انتهت «نفحات» التطوير

بيت باسم عودة الوزارة.. نقطة التحول الكبرى

ON Sport

أخبار متعلقة :