كتب : أحمد عبداللطيف وهيثم البرعى تصوير : محمود الدبيس منذ 10 دقائق
قرية سلامون بحرى، وهى القرية التى شهدت اشتباكات بين الأهالى والإخوان خلال تشييع جنازة المجند الضاحك خفيف الظل «عمرو شبل» أو كما يلقبه أهل القرية بأنه عريس الموت.. والداه احتسباه عند الله شهيداً، وقال الأب المكلوم إنه يريد أن يحمل سلاحاً ويتجه إلى سيناء لينتقم لكل الشهداء، ويردد عبارة والدته: «يا عمرو أنت وعدت والدتك هتيجى يوم الاتنين تجيلها ملفوف فى علم مصر.. أنت موفيتش بوعدك».
فى بداية القرية موقف للسيارات علقت فيه لافتة مكتوب عليها «ممنوع ركوب الإخوان»، وداخل القرية أغلقت الأبواب وفى سوقها حطم الأهالى محلات ومدرسة خاصة بالإخوان ومنعوهم من الدخول، وقال والد الشهيد «عمرو» بأن نجله عاش ومات ضاحكاً خفيف الظل، فهو بالفعل المجند البرىء الذى مثل شخصيته الفنان الراحل أحمد زكى.. «عمرو» أنهى دراسته وحصل على شهادة الدبلوم ثم التحق بالخدمة العسكرية لمدة عامين وتم توزيعه فى منطقة شمال سيناء كان يذهب بصحبة زملائه يتجاوز عددهم الـ30 شخصاً من المحافظة، عدد منهم أصبح شهداء، بعد أن أجرى التعبئة الخاصة بنهاية الخدمة العسكرية.
وأضاف الأب أن نجله طوال العامين كان يحضر فى الإجازات ليعمل معه فى الحقل ويساعده لأنه ابنه البكرى، وأضاف بعد عيد الفطر، حاول عمرو السفر مع زملائه أكثر من مرة ولكنه لم يستطع بسبب الأحداث التى كانت تقع فى المنطقة من اعتداءات وقتل مجندين وأن عدداً من زملائهم تمكنوا من السفر إلى معسكرات الأمن المركزى وأجروا له اتصالاً هاتفياً وطلبوا منه عندما يسافر إلى شمال سيناء يحاول أن يخفى هويته لأن هناك جنائيين من المنطقة السيناوية يقومون بسرقة المجندين وخطفهم، وهناك آخرون تابعون للإخوان يقومون بقتلهم، وأشار الأب إلى أنه اتصل بنجله واطمأن أنه وصل إلى منطقة العريش وأكد أنه سيقوم بتسليم عهدته فى الساعه العاشرة من صباح اليوم الثانى، فدعوت له وطلبت من أن يحترس، وفى اليوم المشئوم، تلقيت اتصالاً من زميله محمود أحمد قال: «يا بو عمرو أنت راجل متدين وأحتسب ابنك شهيداً» وعلمت بعد ذلك أن محمود لم يستطع السفر بسبب ظروف عائلية وتخلف عن السفر.
وقالت والدة الشهيد وهى تقرأ آيات من القرآن الكريم ويجلس بجوارها نجلها الاصغر أحمد: «يا بنى أنا محتسبة ابنى شهيد وكلهم ولادى أنا فخورة بيه بس مش قادرة أمنع دموعى كان نفسى أفرح بيه» وتصف نجلها: «عمرو كان زينة الشباب دايما كان بيضحك ويهزر مع إخواته وأقوله يا عمرو بطل ضحك إنت ابن موت خلى بالك من نفسك، وثالث أيام العيد دار بينى وبينه حوار قولتله إمتى هفرح بيك وعايزاك تخلى بالك من نفسك ومتضحكش كتير أحسن تتحسد، فيرد يقول يا أمى أنا هاموت شهيد ونفسى أموت شهيد، هتفرحى ولا تزعلى يا أمى، ما أعرفش أرد عليه وأقوله ربنا يطول بعمرك يوم السفر إلى المعسكر طلب منى أصحيه من نومه الساعة 6 صباحاً وقلت له لو لقيت فى ضرب نار ارجع يا بنى يا حبيبى، ياريت أعرف مين ضربوك مش هنساك يا بنى ويا ريتنى جوزتك وفرحت بيك حسبى الله فيهم ويا عينى يا ولادى كلهم.
وامتلأ المنزل بالأهالى يقدمون واجب العزاء إلى والد الشهيد ومنعوا حضور الإخوان إلى العزاء، وليلة وصول الجثمان وقعت مشادات بين الأهالى والإخوان أثناء صلاة الجنازة، فقام على أثرها أحد أقارب الشهيد بطرد الإخوان من الصلاة والدفن، ثم بعدها بساعات أصيب أهالى البلد بحالة من الهياج والغضب وقاموا بتحطيم محلات إخوان القرية ومدرسة خاصة بهم اتهموهم بالاستيلاء عليها تحت مسمى الدين، ومنع وجود الإخوان فى الشوارع، وافتخر أهالى قرية سلمون بحرى بوجود شهيد لديهم.
الأخبار المتعلقة:
والد الشهيد «عبدالرحمن»: ذهبت لقبر شقيقه وأخبرته بقدوم أخيه له
أهالى الشهيد «عبداللطيف»: لم نخبر والدته حتى لا تموت من الحزن
أسرة «عبدالفتاح»: «كان مستنى الموت»
والدة الشهيد «ممدوح»: «حسبنا الله ونعم الوكيل»
أسرة «حجازى»: ذهب لتسلم «الشهادة».. فنال «الشهادة»
القليوبية ودعت شهيديها بهتاف «لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله»
والدة «عفيفى»: «قال لى هجيب الشهادة.. وهبقى معاكى على طول»
أهالى الشهيد معوض: «كان حلم حياته يطلّع أبوه وأمه الحج»
أسرة الشهيد «الطنطى»: «ابننا راح سينا وهو بيرقص عشان هيجيب شهادة نهاية الخدمة.. رجع بشهادة الوفاة»
أخبار متعلقة :