كتب : محمود الحصرى وسحر عون منذ 8 دقائق
فى قرية المقاطع، التابعة لمركز الباجور فى محافظة المنوفية، التى تتميز بموقعها الفريد بين ثلاثة مراكز مهمة فى محافظة المنوفية، كسا السواد وخيّم الحزن على وجوه أهالى القرية البسيطة، هنا مسقط رأس الشهيد ممدوح السيد عفيفى، الشاب الذى يبلغ من العمر 22 عاما والذى كان ينهى خدمته فى الجيش من أجل العودة إلى عمله مرة أخرى ليكوّن حياته ويبنى مستقبله.
الشهيد أخ لـ4 أشقاء بنات وشابين، والده متوفى، تقف والدته ربة المنزل لا تتمالك نفسها أمام خبر استشهاد نجلها.. تصرخ وتردد: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، ابنى كان يعمل «شيف» فى أحد المطاعم المشهورة بمركز شبين الكوم وكان يعد من أحد المؤسسين للمطعم، وكان ينتظر إنهاء خدمته ليستكمل عمله كـ«شيف» ليحصل على مال يؤهله ليستكمل مشواره ويساعد فى مصاريف منزل العائلة. يقول «محمد»، الأخ الأكبر للشهيد، إنه علم باستشهاد أخيه قبل الظهر من أحد الزملاء فى المعسكر، وبعدها لم نعلم شيئا عنهم؛ فأبناء العم هم من ذهبوا إلى مطار ألماظة لإحضار جثمان الشهيد والتعرف عليه ونقل الجثمان إلى القرية مساء أمس؛ حيث تم تشييع الجنازة وسط عدد كبير من أهالى القرية الذين حضروا لتشيع الجنازة التى بدأت من أمام المدخل الرئيسى للقرية وحتى مدافن العائلة.
واتهم «محمد» المسئولين بالجيش بالتسبب فى مقتل هؤلاء الجنود الأبرياء نتيجة الإهمال فى تأمينهم، الذى أدى بهم إلى هذه الميتة البشعة التى لا يمكن وصفها، بعد تعذيبهم بإلقائهم على الأرض أولا ثم إلقاء الرصاص عليهم، مطالبا بفتح التحقيقات حول هذه الحادثة وسؤال سائق الميكروباص الذى نقل الجنود، الذى تشير أصابع الاتهام له، مطالباً بالقصاص العادل لأخيه. وأكد «محمد» أن أخاه الشهيد دائما ما كان يحكى لهم عمّا يتعرض له هو وزملاؤه بشكل متكرر من ضرب نار على المعسكر وهم لا يمتلكون القدرة على الرد عليهم وليس هناك قوات تأمين كافية. وأضاف محمد عبدالرؤوف، ابن عم الشهيد، أنه قام باستقبال جثمانه من مطار ألماظة هو والأهالى وانتظروا كثيرا حتى وصلت الجثث وجاء وقت الجنازة العسكرية وانتظار وصول وزير الداخلية والمسئولين بجهاز الشرطة والمجلس العسكرى، ما مثل حالة من الاحتقان بين الأهالى والغضب الشديد نتيجة انتظارهم للوقت الطويل للحصول على جثمان ذويهم.
وفى نفس السياق، أكد محمد أحمد، مجند بالعريش أنهى خدمته أمس وهو زميل الشهيد، فهما دفعة واحدة أن العناية الإلهية أنقذته؛ فهو قام بتسلم مخلته والحصول على شهادة إنهاء الخدمة من الجيش وحضر إلى القرية أمس الأول ليشارك الأهالى فى تشييع جنازة زميل القرية والجيش معا. من جانبه، أدان منير طه، رئيس الوحدة المحلية بالقرية، ما حدث للجنود فى رفح والطريقة التى قُتلوا بها؛ فهى طريقة غير آدمية. وطالب بتوقيع أقصى عقاب على المتسببين فى ذلك، محملا الجيش مسئولية القبض على المجرمين، مطالبا القوات المسلحة والشرطة بضرورة تطهير سيناء من الجماعات الإرهابية والتخلص من الفوضى فى البلاد.
الأخبار المتعلقة:
والد الشهيد «عبدالرحمن»: ذهبت لقبر شقيقه وأخبرته بقدوم أخيه له
أهالى الشهيد «عبداللطيف»: لم نخبر والدته حتى لا تموت من الحزن
أسرة «عبدالفتاح»: «كان مستنى الموت»
أسرة «حجازى»: ذهب لتسلم «الشهادة».. فنال «الشهادة»
القليوبية ودعت شهيديها بهتاف «لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله»
والدة «المجند الضاحك»: «عمرو» كان ابن موت.. وأنا فخورة بيه
والدة «عفيفى»: «قال لى هجيب الشهادة.. وهبقى معاكى على طول»
أهالى الشهيد معوض: «كان حلم حياته يطلّع أبوه وأمه الحج»
أسرة الشهيد «الطنطى»: «ابننا راح سينا وهو بيرقص عشان هيجيب شهادة نهاية الخدمة.. رجع بشهادة الوفاة»