أطلقت رابطة الجامعات الإسلامية اليوم، برئاسة أمينها العام الدكتور جعفر عبد السلام، وثيقة مصالحة بين مختلف طوائف الشعب المصرى، تتضمن مبادئ التصالح بين مختلف قوى الشعب، وتسوية الحقوق وأداء الالتزامات المترتبة على الأحداث الدامية، وضرورة إعادة بناء مؤسسات الدولة، ومنع الأشخاص من أخذ حقوقهم بأيديهم بعيداً عن سلطة الدولة.
واقترحت الوثيقة، إقرار مبدأ تحقيق العدالة الاجتماعية، والسعى لإقامة دولة الخدمات، والاهتمام بالتنمية البشرية والنهوض بمختلف قوى الشعب، وتحقيق العلاقات المتوازنة بمختلف الدول، والتأكيد على دور المرأة فى بناء المجتمع الجديد، وتقوية العلاقات المصرية مع دول العالم ومع المنظمات الدولية.
وقال الدكتور جعفر عبد السلام، أن نجاح هذه الوثيقة فى تحقيق أهدافها وترسيخ مبادئها إنما يقوم على وجود آليات للتنفيذ والتخطيط والمتابعة، وهذه الآليات تتمثل فى ضرورة إقامة هيئة للمصالحة الوطنية يشكلها الرئيس من ممثلى المجتمع المدنى والحكومة والمؤسسات المعنية وتختص الهيئة بحصر الأشخاص والمناطق التى عانت من أحداث الثورة والأضرار النفسية الجسيمة التى تسبب فيها الطاغية مبارك وأعوانه، ويتولى مندوبو اللجنة زيارة المناطق المتضررة وبحث الأضرار على الطبيعة واقتراح سبل جبر الأضرار، وتحيل اللجنة إلى القضاء كل الحالات التى تمثل جرائم ينطبق عليها فقه الحدود والتعازير حتى يمارس القضاء دوره وإصدار أحكامه بشأنها وتنفيذ هذه الأحكام فور صدورها.
واقترح أن تبحث اللجنة مختلف الحالات التى تضررت من جراء أحداث الثورة وتدرس وسائل جبر الأضرار والتعويضات على أساس المصالحة بين الأطراف وتحقيق المصالحة من خلال توفير العدالة للجميع، ووضع إطار زمنى معلق للانتهاء من حصر الحالات ودراستها وإحالتها للقضاء وحتى إتمام المصالحة؛ لأن العدالة الناجزة واجبة فى هذه المرحلة، ووضع ميزانية مناسبة لمواجهة تكاليف عمل اللجنة وجبر الأضرار والتعويضات.
كما اقترح عبد السلام، أن تضم اللجنة المقترحة بعض الشخصيات العلمية والإعلامية القادرة على وضع خطة إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية لدعوة المجتمع إلى التجاوب مع أهداف اللجنة وتحقيق المصالح المجتمعية والتركيز على أهمية بسط الدولة الجديدة لنفوذها على الجميع واحترام القوانين وعدم اللجوء لاستقصاء الحقوق بعيداً عن سلطة الدولة وأحكام القضاء وتحرى الكلمة الطيبة التى تحض على التسامح والإنصاف والعفو عند المقدرة، تأكيداً على دور الخطباء والدعاة والوعاظ من الرجال والسيدات فى توجيه الرأى العام وتحصينه ضد الشائعات المغرضة والتيارات الفاسدة والدعاوى الزائفة التى تهدم وتدمر ولا تجنى.