شبكة عيون الإخبارية

البابا فرانسيس بابا الفاتيكان يتوجه برسالة سلام ومصالحة لأفريقيا الوسطى

توجه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان اليوم الأحد برسالة سلام ومصالحة من أفريقيا الوسطى التى تفجر فيها العنف بين المسيحيين والمسلمين.

وتطرق البابا إلى الصراع الذى تعانى منه البلاد ليقسم عاصمتها ويجبر ما يقرب من مليون شخص على الفرار من منازلهم.

وقد انضمت فتيات المدارس فى زى باللونين الأبيض والأصفر هى ذاتها ألوان علم الكرسى البابوى ، ونساء يرتدين الأزياء الأفريقية التقليدية مزركشة ، والتى نقش عليها وجه البابا ، إلى وسلطات الكنيسة للترحيب بالبابا فى مطار بانجى وسط إجراءات أمنية مشددة.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) عن البابا قوله ، فى معسكر القديس ساوفور الكنسى ، " أمنيتى لكم ، ولجميع مواطنى أفريقيا الوسطى هى السلام" ، ودعا البابا الجميع إلى الهتاف "جميعنا إخوة ، جميعنا إخوة ، لأننا إخوة نريد السلام.

ومثلت زيارة البابا اليوم الأحد لحظة نادرة من البهجة فى جمهورية أفريقيا الوسطى ، حيث قام متمردون مسلمون بالإطاحة بالرئيس المسيحى الديانة فى بدايات عام 2013 ، معلنين بدء حكم جديد ، الأمر الذى أسفر عن رد فعل عنيف وسريع ومرعب ضد المدنيين المسلمين عندما غادر زعيم المتمردين السلطة العام الماضي.

وعلى مدار الأشهر الأولى من عام 2014 ، استهدفت العصابات المسلمين فى الشوارع بقطع الرقاب وتقطيع الأوصال وحرق الجثامين ففر عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين إلى تشاد والكاميرون المجاورتين للنجاة بحياتهم ، والآن فإن العاصمة التى كانت تضم 122 ألف مسلم لم تعد تضم سوى 15 ألفا ، وفقا للأرقام التى أصدرتها منظمة (هيومان رايتس ووتش.)

وفيما احتفلت الجموع المنتشية بزيارة البابا وبرسالة التضامن ، ظل آلاف المسلمين محاصرين فى الحى (بى كى 5) غير قادرين على المغادرة نظرا لأن مقاتلى الميليشيات المسيحية المسلحة، والتى تسمى (أنتى بالاكا) ، قامت بتطويق الحى.

ويعتزم البابا فرانسيس زيارة الحى المضطرب صباح غد الإثنين للقاء الإمام والمسلمين فى المسجد قبل الاحتفال بقداس ختامى قبل العودة إلى روما.

وكانت الاشتباكات الطائفية قد خلفت خلال الشهرين الماضيين مائة قتيل على الأقل ، لكن الإجراءات الأمنية الأخيرة فى بانجى غير المستقرة أسفرت عن الحد من إطلاق النار بشكل نسبى.

ولدى ترحيبها بالبابا فرانسيس فى القصر الرئاسى ، تقدمت الرئيسة كاثرين ساما بانزا بالشكر إلى البابا لتقديمه "درسا فى الشجاعة" بتخطيه المخاوف الأمنية للإقدام على الزيارة ، وقالت إن وجوده عبر عن "انتصار الإيمان على الخوف" ، وأعربت عن أملها فى أن تسفر زيارة البابا عن طرد "شياطين الانقسام والكراهية وتدمير الذات إلى الأبد من أراضى أفريقيا الوسطى.

فى المقابل ، قال البابا إنه قام بالزيارة فى حج من أجل السلام ، وليبقى رسولا للأمل ، وفى مسعى للحث على المصالحة والسلام ونزع السلاح ، وأضاف أنه يأمل فى أن تمكن الانتخابات ـ المقرر إجراؤها الشهر المقبل ـ البلاد الممزقة بفعل الصراع من أن تبدأ بهدوء مرحلة جديدة من تاريخها.
>

اليوم السابع