شبكة عيون الإخبارية

مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة:الإرادة السياسية يجب أن يوازيها فعل حقيقى لدعم الشباب

أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الشخصى للشباب أحمد الهنداوى، على أن الإرادة السياسية فى أية دولة بالعالم يجب أن يوازيها فعل حقيقى لدعم الشباب والاستثمار فيهم، وإعادة الاعتبار لهم، ليكونوا قادرين على تحقيق ذاتهم والعيش بشكل فاعل.

وقال الهنداوى فى مقابلة مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى عمان بمناسبة المنتدى العالمى للشباب والسلام والأمن الذى تستضيفه المملكة يومى 21 و22 أغسطس الحالى، "لا يمكن إحداث تنمية حقيقية وسلام وأمن أهلى إلا من خلال دمج الشباب بشكل استراتيجى فى مجتمعاتهم..لا مفر من أن يكونوا فاعلين فى الشأن العام".

وأضاف "لا يوجد مخرج من أزماتنا اليوم بدون العمل مع الشباب ومن أجلهم، وأن يلعبوا دورهم الحقيقى وألا يدعوا الخضات التى حصلت أن تنال من عزيمتهم"..لافتا إلى أنه وبالرغم من أن كثيرا من الشباب العربى بات محبطا بسبب البطالة والنزاعات الدائرة فى المنطقة وما يشاهده من أخبار دم وقتل وتطرف؛ إلا أن الشريحة الأوسع منهم راغبة فى غد أفضل للمنطقة وتوافر فرص عمل حقيقية وتعليم لائق كى يكونوا مواطنين حقيقيين وأن تحترم مواطنتهم وحقوقهم وواجباتهم.

ونبه إلى أن الشريحة الأوسع فى تنظيم (داعش) الإرهابى هى من الشباب حيث يتم التغرير بهم إما لأنهم حاصلون على تعليم سلبى أو يعانون من البطالة أو من ظروف اقتصادية صعبة..مستشهدا فى هذا الصدد بمقولة الأمين العام "إن الرصاص والفعل العسكرى يقتل الإرهابيين ولكن التعليم والتنمية الحقيقية وتوفير فرص عمل تقتل الإرهاب".

وقال مبعوث الأمين العام "إن ما نقوله اليوم هو أن الحل العسكرى ربما يستطيع الحد من الإرهابيين، ولكن الحد من الإرهاب - وهذه رسالتنا إلى منتدى عمان - لا يمكن تحقيقها إلا بالعمل وتحقيق التنمية وتوفير فرص حقيقية وتجفيف تمويل منابعه".. مشددا فى الوقت ذاته على أن الحل الأمنى والعسكرى مطلوب لمواجهة هذا التنظيم الإرهابى.

وعن ثورات الربيع العربى التى أطلق شرارتها الشباب، أجاب الهنداوى "إننى كنت شاهد عيان على العديد من حركات الشباب الذى خرج للمطالبة بحقه فى مستقبل أفضل، إلا أن بعض الدول لم تستوعب الدرس وبعضها خذلتهم واليوم هناك شعور سلبى تجاه هذه الثورات ونزعة إلى تحميلهم مسئولية ما جرى".

وأعرب عن رغبته فى ضرورة التركيز على الشباب العربى العاقل والمعتدل وعلى الدور الذى يمكن أن يلعبه فى الدفاع عن السلم الأهلى والحوار والقيم والعيش المشترك إلى جانب الحد من خطاب الكراهية.

وعن خطط الأمم المتحدة لإعادة إدماج الشباب الذى يعانى من إقصاء اجتماعى وسياسى واقتصادى.. قال الهنداوى، إن قضية إدماج الشباب والعمل معهم ومن أجلهم هى واحدة من أهم أولويات الأمم المتحدة، حيث شهدت الأعوام الثلاث أو الأربع الماضية توسعا ملحوظا فى برامج المنظمة الدولية المعنية بالشباب.

وأضاف "إن التحديات التى تواجه الشباب اليوم مركبة، ومنها معدلات البطالة المرتفعة وغياب مشاركتهم فى الشأن العام إضافة إلى ضعف جودة التعليم..لافتا إلى وجود حوالى 600 مليون شاب فى مناطق نزاعات وأوضاع أمنية هشة، الأمر الذى يحتم على المجتمع الدولى كافة أن يوليهم عناية خاصة وأن يركز عمله على قضاياهم..منوها بأن الأمم المتحدة أطلقت العديد من المبادرات فى هذا الشأن.

وعن المنتدى العالمى للشباب والسلام والأمن..قال الهنداوى، إن الأمم المتحدة لديها ثلاثة محاور رئيسية فى العمل وهى: التنمية وحقوق الإنسان والأمن والسلام وتاريخيا تم إدماج الشباب فى محورى حقوق الإنسان والتنمية، إلا أن الجانب الذى لم يشهد مشاركة كبيرة منهم هو الأمن والسلام لأنه دائما ما كان ينظر إلى هذا المحور على أنه قضية تتعلق بمجلس الأمن وبقضايا سياسية وأمنية واستخباراتية لذا فلم يتم إدماجهم فيه.

وأضاف "توصلنا الآن إلى أن قضية السلم والأمن هى قضية محورية للشباب فى مناطق النزاعات بالدول العربية وفى دول العالم؛ لأنهم يكونون الأكثر عرضة للنزاعات والصراعات وجلهم يدفع الثمن"..لافتا إلى أن عدد النازحين واللاجئين بفعل النزاعات والكوارث حاليا هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

وأفاد بأن المنتدى جاء ليؤسس أجندة جديدة لإدماج الشباب ليس فقط فى قضايا التنمية والتشغيل والصحة وإنما فى بناء السلام ومكافحة الإرهاب وفى بناء سلم أهلى حقيقى..مؤكدا على أن المنتدى يشكل نقلة نوعية بطريقة عمل إدماج الشباب فى عملية صنع القرار.

وأكد على أن المنتدى – الذى سيشهد مشاركة دولية واسعة وحضور حوالى 12 وزير خارجية عربيا وأجنبيا - يدل على أن هناك وعيا من قبل الدول والمجتمع الدولى بأنه لا يمكن بحالة إحداث التنمية والاستقرار دون إدماج الشباب بشكل استراتيجى.

وقال الهنداوى "إننا نلحظ أن هناك نزعة بتحميل الشباب المسئولية عن وقوع المشاكل؛ لذا فإن المنتدى يأتى للرد على ذلك ليقول أنهم جزء من الحل وليسوا جزءا من المشكلة وإنما هم ضحايا المشاكل التى تقع".

وأشار إلى أن المنتدى يوفر فرصة لتأسيس أجندة جديدة بعنوان (الشباب والأمن والسلام)، قائلا "إن هذ التسمية ليست من اختراعنا فمجلس الأمن أقر قبل سنتين أحد القرارات المهمة وهو (النساء والأمن والسلام).. وما نطمح إليه هو من خلال المنتدى تجميع كل القضايا تحت مظلة جديدة تحت أجندة (الشباب والأمن والسلام) وأن تذهب إلى المجلس مجددا كى يتبناها".

وأضاف "إن المنتدى يأتى متابعة لجلسة مجلس الأمن التى عقدت فى أبريل الماضى، ونأمل أن يعود إعلان عمان الذى سيصدر عنه إلى المجلس مجددا ليتبنى قرارا يتعلق بتأسيس جديد لهذه الأجندة وتأسيس مرحلة يتم العمل فيها مع الشباب كى يكون شريكا فى تحقيق السلام وليس بوصفه ضحية أو إرهابيا".

وتابع "إننا نحاول الآن فتح قناة كبيرة لنعكس الصورة الحقيقية للشباب المعتدل الذين يشكلون الأغلبية وعلى رأسهم الشباب السورى ؛ لأن من يختطف الساحة العامة اليوم إما الإرهابيون أو الميليشيات على الجانب الآخر أو من يحمل السلاح ويقاتل، أما المعتدلون من الشباب فلا مكان لهم".

وشدد على أنه لا يمكن حل هذه النزاعات دون استرداد الشباب إلى الساحة العامة ليكونوا فى مقدمة التصدى لخطاب الكراهية والعنصرية.. قائلا "إننى أضع هذا التحدى على عاتقى بصفة شخصية لنعزز صوت الشباب المعتدل ونقويه فى العالم العربى والدولى لأنهم أكبر ضحية لما يدور فى هذه الصراعات".

وردا على سؤال حول الاحتفال باليوم العالمى للشباب وعدم شعور الشباب العربى به؟..أجاب الهنداوى "إن هذا اليوم ليس للاحتفال وإنما للتذكرة بضرورة العمل والتركيز على الشباب والاستثمار بهم ؛ لأنه لا يمكن تحقيق التنمية إلا من خلالهم"..داعيا المجتمع الدولى والقطاع الخاص إلى ضرورة تحمل مسئولياتهما والعمل على الاستثمار فى الشباب.

وقال "يجب أن لا نحتفل على مشاكل وإنما علينا أن نستخدم هذا اليوم وهذه المناسبة للتذكر بأننا لم نحسن الاستثمار فى هذه الشريحة الديموجرافية الواسعة من الشباب، أن هناك فرصة كبيرة أمام المنطقة العربية والعديد من الدول الأفريقية وأخشى أن لن تعود".

ودعا الحكومات العربية إلى ضرورة التفكر بالأرقام الموجودة الآن، حيث إن هناك واحدا من كل ثمانية شباب عاطلين عن العمل بالعالم مقابل واحد من كل ثلاث فى المناطق العربية، كما أن أرقام الميزانيات المخصصة للشباب فى الدول العربية متواضعة..مشيرا فى هذا الصدد إلى أن نصيحة الأمين العام لكل الدول هو الاستماع بشكل حقيقى للشباب.

وعن طبيعة المهام التى يقوم بها الهنداوى..أجاب أن مبعوث الأمين للشباب هو منصب تم استحداثه فقط قبل عامين ونصف العام والمهام الملقاة على عاتقه هى (داخليا): تنسيق جهود الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة خلف استراتيجية واحدة للعمل مع الشباب وزيادة تركيز المنظمة بكل أطرها فى التعامل معهم ومشاركتهم فى عملها..و(خارجيا): العمل مع الدول والقطاع الخاص لزيادة الاستثمار فى الشباب وتركيز الضوء على قضاياهم دوليا.

وتتناول جلسات المنتدى على مدار يومين محاور فرعية تتضمنها أجندة الأمن والسلام للأمم المتحدة كقضايا مكافحة التطرف، ودور الشباب فى بناء السلام، ووضع الشباب فى مناطق النزاعات، ونوعية التعليم المطلوب لتعزيز ثقافة السلام وحقوق الإنسان وتقبل الآخر.

كما تتضمن أوضاع الشباب العائدين الناجين من المنظمات الإرهابية وكيفية إعادة إدماجهم فى المجتمع، والتأكيد بأن الحرب على الإرهاب ليست عسكرية أمنية فقط، بل ثقافية فكرية تدمج الشباب.

ويسعى المنتدى، الذى جاء ترجمة لمبادرة ولى العهد الأردنى الأمير الحسين بن عبدالله الثانى أثناء ترؤسه جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة دور الشباب فى بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة الإرهاب فى أبريل الماضى، إلى إشراك الشباب بشكل فاعل فى أحد أهم محاور عمل الأمم المتحدة وهو السلام والأمن إلى جانب التنمية وحقوق الإنسان.

وسوف يشارك فى المنتدى وزراء خارجية البحرين، العراق، فلسطين، اليمن، السودان، والسنغال بالإضافة إلى وفود رسمية عالية التمثيل من منظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والسويد والنرويج وسنغافورة وعُمان وأذربيجان وأفغانستان وأثيوبيا والصومال وأوغندا، وجزر القمر.

اليوم السابع