شبكة عيون الإخبارية

الجارديان: السنة فى العراق يضطرون إلى تغيير أسمائهم للنجاة من الشيعة

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن صعود الميليشيات الشيعية فى أعقاب فظائع داعش فى العراق أعاد فتح الباب للجراح الطائفية، ويثير الخوف على التنوع فى البلاد، حيث اضطر العراقيون السنة إلى التخلى عن هوياتهم ومنازلهم فى معركة من أجل البقاء.

السنة يختفون فى نقاط التفتيش!

وضربت الصحيفة مثالا على ذلك بعمر مازن البالغ من العمر 21 عاما الذى تخلى عن بلدته بعقوبة وفر إلى العاصمة العراقية التى تقع على بعد 60 ميلا جنوبا بعدما أُضرمت النيران فى منزله وفقد والده. ولم يكن والده هو الشىء الوحيد الذى خلفه ورائه، فقرر أن يتخلى أيضا عن اسمه. وكانت الرحلة خطرة، ففى كل نقطة تفتيش، كان رجال الميليشيات الشيعية أو الجنود العراقيين يقرأون أوراقه ويحدقون بشك فى اسمه الذى يدل على انتمائه للطائفة السنية. ويقول عمر إنه لم يرد أن يريهم الأوراق، وكان يشعر بالرعب فى كل مرة، فقد اختفى الكثير من السنة فى نقاط التفتيش وكان والده واحدا منهم. وبطريقة ما، استطاع أن يصل إلى قلب القتال ضد داعش الذى كان يشتد على طول الطريق السريع، لكن بعد ذلك واجه معضلة كيفية البقاء فى أمان فى مدينة ومجتمع تنظر فيه المؤسسة الجديدة بقيادة الشيعة للسنة العراقيين، الذين كانوا أساس الطبقة الحاكمة فى عهد صدام حسين على إنهم إما عملاء للمتطرفين أو مساعدين لهم.

عمر يغير اسمه لآخر أكثر حيادية!

وقرر عمر مازن أن يغير اسمه لاسم أكثر حيادا، وهو عمار وسعى للجوء بين الشيعة. وفى فبراير ذهب إلى المكتب المختص لبدء إجراءات تغيير اسمه، وقال إن مسئولى الذين تعاملوا معه كانوا مفيدين، ولم يكن هناك ملاحظة على جمود البيروقراطية المعتاد، وقالوا إن الأمر سيستغرق شهرا.

ورأت الجارديان أن معضلة مازن تعكس الاضطراب الأخير فى العراق، مع اقتراب معركته الوجودية ضد داعش من عاملها الثانى. وفى الأشهر العشرة الماضية، نزحت أعداد كبيرة، حوالى ربع السكان، ويتعرض النسيج الاجتماعى للعراق، الذى تفكك بشدة خلال سنوات الحرب الأهلية لاختبار جديد.

السنة يضطرون للنزوح مجددا بعد الحرب الأهلية

وتتابع الصحيفة قائلة إن السنة الذين انتقلوا مرة أخرى إلى المجتمعات المضطربة بعدما بدأ تشنج العنف الذى استمر لخمس سنوات يخف عام 2008، يجبرون مرة جديدة على الرحيل، لكن هذه المرة فى الغالب من قبل متطرفى داعش الذين يزعمون أنهم يحاربون للدفاع عن عقيدتهم. وفى بعقوبة، قام المسلحون الشيعة الذين كانوا عشوائيين أحيانا وهم يقودون المعركة ضد داعش، بنفى السكان أيضا. وكذلك فى تكريت، المدينة ذات الأغلبية السنية التى استعادتها الميليشيات الشيعية والقوات العراقية من داعش الأسبوع الماضى.


>

اليوم السابع

أخبار متعلقة :