كتب : عبدالفتاح فرج تصوير : عبدالفتاح فرج منذ 35 دقيقة
يحزم هاشم عبدالغنى حقيبة ملابسه فى هدوء، ثم يُقبّل أبناءه الثلاثة ويضمهم إلى صدره ويطلب منهم الاجتهاد فى المذاكرة، يدقق النظر إليهم، لا يعلم إن كان سيراهم من جديد أم لا، ترفع زوجته يديها إلى السماء وتدعو ربها أن يعيده سالماً غانماً إليهم مرة أخرى، ثم تُسلّم له الطعام الذى أعدته له، تتمنى أن يكفيه خلال سفره الطويل إلى ليبيا، يغادر البيت وقلبه معلق به، يسير بخطوات حثيثة نحو جراج شاحنات النقل المتسع بقلب قريته ليبدأ رحلته من هناك.
السائق: «باتشاهد على نفسى لما باخرج من البيت لأن المسافر لليبيا مفقود والراجع مولود»
«الوطن» صاحبت «هاشم» خلال رحلته إلى ليبيا ورصدت أهم المشكلات والصعوبات التى تواجه السائقين الدوليين بالطرق وقضت معهم 3 أيام بهضبة السلوم قبل دخولهم إلى الأراضى الليبية، وقدّمت صورة تفصيلية لما يعانون منه داخل مصر وخارجها.
دقات الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً، قرية «الدلجمون» بكفر الزيات، تكتظ بشاحنات النقل، ويفتخر أهلها لكونها أكبر قرى مصر امتلاكاً لسيارات النقل الثقيل على مستوى الجمهورية. جراج «أبوعيسى» يفيض بالشاحنات، ويغطى الهدوء أرجاء المكان. دقائق قليلة ويحضر بعض السائقين إلى الجراج ويعدّون عدتهم للسفر إلى ليبيا، يكسو الحزن والضيق ملامح وجوههم، فهم يخشون المصير الذى ينتظرهم بالطرق المصرية والليبية، ولم تجف دموعهم حزناً على رفيقهم إبراهيم سيد الذى اعتدت عليه الشرطة الليبية قبل أسبوعين لتستولى على نقوده بالإكراه، حسب وصف ناصر عبدالواحد، الذى اعتاد السفر إلى ليبيا منذ 20 عاماً.
يضيف «ناصر» بانفعال، عن إهدار الشرطة الليبية لكرامة السائقين المصريين: «بعض التجار الليبيين استولوا على البضاعة التى كنت أحملها وحبسونى 4 أيام حتى ظهر صاحب البضاعة الأصلى كما استولت الشرطة الليبية على جواز سفرى ولم تعطه لى إلا بعد تدخل شخص ليبى متزوج من سيدة مصرية بقرية مجاورة، مكثت على أثر ذلك 3 أيام، أكثر ما أكرهه فى ليبيا هو كمائن الشرطة، لأنها تتعامل معنا بذُل وحقد شديدين لمجرد أننا مصريون. أثناء الثورة، أدخلنا مساعدات إلى ليبيا تحت قصف الناتو، والآن كتائب الثوار ترد الجميل لنا بالإهانة والضرب والسرقة.
يحضر أخيراً إلى الجراج هاشم عبدالغنى ويترك حقائبه بالسيارة، ثم يشترى «لوحين» من الثلج ويضعهما فى ثلاجة السيارة بعد أن يكسرهما قطعاً صغيرة لكيلا يستحوذا على مساحة كبيرة من الصندوق ثم يضع طعامه ومؤنه فيها، أحضر معه من البيت أرزاً وخبزاً وبطاطس وطماطم وبصلاً و4 كيلوجرامات سكر ونصف كيلو شاى وقهوة وجبنة فلاحية وسمناً وملوخية و3 كيلوجرامات من اللحوم وبعض الفواكه والخضراوات، وهذه المؤن تكفيه لمدة 15 يوماً.
يحوم حول السيارة، ليطمئن على الحمولة ويدقق النظر فى سلامة «سلك الرصاص» الذى وضعه الجمرك المصرى بمقر شركة «الشيبسى» بقويسنا على «سلب» الجرار والمقطورة، كما يحب «هاشم» تسميته، تحمل السيارة 4500 كرتونة بطاطس «شيبسى». وهى أوزان خفيفة مقارنة ببضائع أخرى مثل الرخام والأسمنت والأجهزة المنزلية التى تصدّر إلى ليبيا.
يصعد «هاشم» إلى كابينة السيارة عبر درجات حديدية صغيرة ويشغلها، ويقرأ الفاتحة إيذانا ببدء انطلاق الرحلة وتسير السيارة ببطء.
ويهمس إلى نفسه بكلمات مفهومة، قائلاً: «اللهم وصلنى سالماً غانماً وبارك فى سفرى واطوِ عنى بعده»، ثم يرتفع صوته ويقول فى صوت متهدج: «فى مهنتنا الطالع مفقود، والراجع مولود، لأننا ماشيين على شوية هوا، عشان كده أتشاهد على حياتى عند الخروج والعودة.. الواحد لو مات هناك لازم أهله تدفع 27 ألف جنيه تمن حقنة تخليه يقعد أسبوع من غير ما يعفن زى ما حصل مع المرحوم (إبراهيم)، أبوه كان مُقتدر وصرف 50 ألف جنيه فى إجراءات نقله إلى مصر، يعنى موت وخراب ديار».
بعض أهالى السلوم يسرقون السائقين ويحصلون منهم على رشاوى مقابل عدم الانتظار طويلاً فى الطابور
يكمل: «دى ألعن مهنة شفتها، بنطلع من بيوتنا مش عارفين هنرجع تانى ولا لأ، ده حتى الجاز بنتخانق عليه، وفضلت 3 أيام واقف فى طابور السولار ولما وصلت كان الجاز خلص، حاجة تقرف، والله العظيم اللى بيحصل فينا حرام»، ثم يشير الرجل الخمسينى إلى طابور طويل أمام محطة وقود بكفر الزيات، ويقول «بطاريات العربية بـ2000 جنيه، اتسرقت منى الأسبوع اللى فات وأنا نايم فى العربية، كنت مستنى أموّن جاز».
تبلغ سعة خزان مياه السيارة حوالى 1000 لتر يأمل أن تكفيه طول مدة الرحلة يستخدم هذه المياه فى الوضوء وطهى الطعام والشرب إن اضطر إلى ذلك، إلى جانب مساعدته فى قضاء معظم احتياجاته، بينما تبلغ سعة تانك السولار 700 لتر، ويشير السائق إلى أن هدفنا يقع فى نهاية هذا الطريق على بعد أكثر من 650 كيلومتراً لن تنحرف عنه السيارة خلال رحلتها إلى ليبيا.
بعد فترة صمت قليلة، أشعل الرجل موقداً صغيراً جداً يقع إلى جواره يعمل بـ«السبرتو» يطلق عليها «السبرتاية»، ويضع فوقه «براد الشاى»، قيادة سيارة ضخمة كهذه لم تثنه عن متابعة طريق مزدحم بالسيارات عن صنع كوب من الشاى فى خفة ملحوظة، خصوصاً أن «هاشم» يتناول نحو 20 كوب شاى يومياً.
أثناء سير السيارة على الطريق الساحلى الدولى، اشتكى «هاشم» من الغياب الأمنى بالطرق، مما يعرضه وغيره إلى أعمال بلطجة وسرقة، يسافر «هاشم» إلى ليبيا منذ 23 عاماً يذهب إلى هناك بمعدل مرتين أو ثلاث فى الشهر، يتمنى عدم السفر إليها إلى الأبد، لكن «أكل العيش مر».
بصوت خفيض يكمل: صاحب البضاعة طلب منى أن أسافر بالأمس مباشرة من مقر الشركة بالمنوفية إلى ليبيا، «لكنى ماقدرتش، يا عالم هاشوف عيالى تانى والّا لأ».
قيادة شاحنات تصدر بضائع للخارج ليس بالأمر السهل، لأنها مسئولية كبيرة يتحمّلها السائق، فالبضاعة فى عهدته حتى تصل سالمة إلى المستورد مهما ارتفع ثمنها، بل يتحمل تلفها وسرقتها.
يقول بعد تحميل البضاعة على السيارة أوقع على مجموعة من الأوراق تسمى «بوصلة التصدير»، بها كل بيانات الحمولة لا أستطيع دخول ليبيا دونها، وصعوبة المهمة تتمثل كذلك فى قيادة السيارة منفرداً دون مساعد أو «تبّاع» حسب تعليمات السلطات الليبية التى تمنع دخولهم مع السائقين.
تتقدم السيارة أكثر نحو مدينة مرسى مطروح وتصل كمين سيدى عبدالرحمن الخالى تماماً من رجال الشرطة، ويقول الرجل: الكمين ده كان شادد على الآخر قبل الثورة، لكن دلوقتى خلاص». مع ضوء النهار الذى قارب على الانتهاء، أقبل ظلام الليل بشكله الموحش بقلب الصحراء، وبعد المغرب بنصف الساعة تصل السيارة إلى مرسى مطروح، وتمر بكمين المدينة الذى لم يوجد به إلا أفراد قليلة من الشرطة لا تهتم بالتفتيش عن رُخص السيارات، قبل مدخل مدينة مطروح تتوجّه السيارة إلى الطريق الدائرى المؤدى إلى السلوم.. من الوهلة الأولى يبدو الطريق غير ممهد وبه حفر كثيرة.
بعد دقائق قليلة يتوقف السائق عند مدخل طريق خلفى لمدينة مطروح وينزل من السيارة وينتظر قدوم صاحب البضاعة التى يحملها إلى ليبيا ليأخذ منه عهدة السيارة النقل نحو 5 آلاف جنيه، هى ثمن الوقود والتأشيرات ورسوم دخول السيارة، إذ تبلغ قيمة تأشيرة الدخول 100 دينار، أما وصل العبور فيبلغ 50 ديناراً، فضلاً عن وصل الخروج ورشاوى البلطجية فى الداخل، حسب وصف «عبدالغنى».
وانطلقت السيارة من جديد، على يمين الطريق ويساره توجد مساحات كبيرة من الشعير تزرع على مياه الأمطار بطول طريق السلوم، لكن الصحراء من خلفها موحشة ينظر إليها السائق بخوف وترقُّب. ويسير بأقصى سرعة، يخشى من تعطُّل السيارة، فحينذاك لن يرحمه قطّاع الطرق المنتشرون بطول الساحل ووسيستولون على أمواله وتليفونه المحمول، ويضيف: «لو العربية عطلت فى الصحراء هتلاقى الحرامية طالعين عليك منين ما تعرفش، عشان كده ما بنقفش خالص فى الطريق»، يكمل: «سواق النقل لازم يكون عارف كل حاجة عن العربية ويصلحها بنفسه وأنا واحد من الناس باصلح كل حاجه فى العربية، بقالى 30 سنة فى الكار ده».
يشكو «هاشم» من سوء حالة الطريق، ومع ذلك يُثنى عليه مقارنة بالطرق الليبية الضيقة التى تغلقها الرمال والجمال والأغنام، فضلاً عن كمائن الشرطة التى تحتلها كتائب الثوار التى لا تسيطر عليها الحكومة الليبية بسبب ضعفها بعد الثورة. يتوقف السائق أمام إحدى الكافيتريات بطريق مرسى مطروح - السلوم، ويغيّر الجنيه المصرى إلى الدينار الليبى الذى اشتراه بـ5 جنيهات للدينار الواحد.
يتوجه الرجل إلى السلوم فى عزم وتصميم ويسير فى الاتجاه المعاكس لمسافة 80 كيلومتراً هرباً من سوء حالة رصيف الاتجاه الأيمن وخضوعه لعمليات الصيانة، فحركة السيارات بهذا الطريق قليلة جديداً والإشارات الدالة به معكوسة، والطريق الآخر يخضع لعمليات ترميم لم يتم الانتهاء منها بعد.
قرية الدلجمون بكفر الزيات تمتلك نحو 4 آلاف سيارة نقل وهى أكبر مركز للنقل الثقيل بمصر
يزيد تركيز «هاشم» فى متابعة الطريق من أمامه، ويقول: «هنبات على الهضبة للصبح وهنلاقى عَجَل كتير واقف طابور» -يقصد سيارات النقل- ويتابع: «ليبيا ليس بها أى مصانع، بل تستورد من مصر كل شىء، وهى لن تتحمّل غلق الحدود أمام حركة الشاحنات، لأنها تحتاجنا، وحين أغلقت الحدود منذ أسبوعين ارتفعت الأسعار هناك بصورة ملحوظة فى الخضراوات والسلع الأساسية، لكن أفضل شىء بها هو توافر السولار، فثمن اللتر حوالى 75 قرشاً فقط، لذلك نملأ خزان الوقود هناك عن آخره حتى يكفينا عند العودة».
تصل السيارة أخيراً إلى كمين شرطة مدينة السلوم ويستوقفها مجندان بالداخلية، ويقولان له: «عاوزين نتعشى» فيتهرب منهما ولا يدفع لهما أى شىء، ثم يعلق على هذه الواقعة، قائلاً: «دى كده ولا حاجة، هتشوف فوق على الهضبة بلاوى من العرب والسلومية».
تسير السيارة النقل بمحاذاة الشاطئ وتتجه دون تردُّد صوب الهضبة، وتبدأ رحلة الصعود التى لا مفر منها وتنحنى يميناً ويساراً، «هاشم» يركز فى طريق الهضبة الضيق. ثم يقول: «الإيطاليون هم اللى عملوا الطريق ده، فيه طريق تانى للهضبة بس بتاع الجيش، محدش بيخش منه، أنا عربيتى محمّلة حمولة خفيفة لكن فيه عربيات تقيلة بتقف على الطريق، ما بتقدرش تكمل لفوق، وبتحتاج لودر يشدها وبياخد 1000 جنيه إذا كانت فى نص الهضبة، لأن السائق حتماً سيحتاجه، بينما يحصل اللودر على 450 جنيهاً إن استعنت به من بداية طريق صعود الهضبة».
الجانب الأيمن من الطريق مزدحم عن آخره بسيارات النقل، يمتد إلى مسافة كيلومترين، وكمين الجيش لا يسمح بدخول السيارات ليلاً. يشعر «هاشم» بالجوع، فيُقرر تناول العشاء فيُحضر طعاماً مطهياً عبارة عن أرز وبطاطس، ينتهى من تناول الطعام ويشرب كوباً من الشاى ثم يضع الطعام فى ثلاجة السيارة لتحفظه جيداً، ويغيب نصف ساعة يسير خلالها إلى الأمام متفقداً زملاءه وسط هذا الظلام، فلا يبلغ بداية الطابور فيعود من جديد ويقرر النوم فى كابينة السيارة النقل، التى تحتوى على سريرين صغيرين يقعان خلف كرسى عبارة عن دور أول وثانٍ.
فى الخامسة فجراً، يستيقظ «هاشم» من نومه ويتوجّع من شدة الألم ويمسك جانبه الأيسر، ويقول: «شكلها حصوة، أو مغص كلوى»، ثم يدير سيارته ويتجه نحو كمين الجيش دون تردُّد، وقال: «لو فضلت هنا لحد الصبح هاموت»، ووقف بسيارته فى زاوية متسعة من الجانب الأيسر أمام مبنى تابع لنقطة الجيش ونزل بسرعة، وذهب ليسأل أحد الجنود عن حقنة تعالج المغص الكلوى، فأبلغه بعدم توافر ما يريد، ليعود إلى السيارة وتناول قرصاً مسكناً للآلام، لكنه لم ينجح فى تخفيف ألمه وظل يتألم لمدة 3 ساعات متواصلة حتى هدأ ونام حتى ساعات الضحى.
جانب سيارة «هاشم» كانت تقف عشرات السيارات التى تنتظر دخول كمين الجيش إلى منطقة الجمرك المصرى، بعضها يقف منذ 3 أيام فى طابور طويل لا يتزحزح بسبب بطء إنهاء الإجراءات فى الجانب الليبى، ويمتد الطابور داخل منطقة الجمرك لأكثر من كيلومترين من السيارات المتراصة على الجانب الأيمن.
كمين الجيش يسمح للسيارات الليبية وسيارات الأجرة والملاكى بالدخول من المنفذ، فضلاً عن سيارات النقل المحمّلة بالخضراوات والفواكه، أما سيارات مواد البناء والرخام فإنها تنتظر دورها فى الطابور الطويل. منفذ الجيش لا يوجد جواره أى خدمات تابعة للحكومة أو دورات مياه، بل تسير الأبقار على الطريق الدولى جواره بكل سهولة ويسر.
ظل «هاشم» متوقفاً يوماً كاملاً أمام منفذ الجيش ينتظر الدخول، أمضى ساعات النهار هذه بين نوم وجلسات نقاشية مع زملائه، فى آخر ساعة من النهار جاء صاحب كافيتريا متواضعة تقع بالقرب من كمين الجيش إلى مجموعة من السائقين جميعهم من كفر الزيات، وقال لهم بصوت مرتفع: «كل واحد يدفع 150 جنيه وأنا هادخلكم قدّام صف العربيات»، ودخلوا فى جولة من التفاوض حتى اتفقوا على 75 جنيهاً عن كل سيارة من السيارات الثلاث، وما إن فتح ضباط الجيش الطريق أمامهم اندفع طابور السيارات وأوقف الشاب البدوى طابور السيارات المتوقف منذ أيام أمام المنفذ بالقوة وفتح الطريق أمام السيارات الأخرى المتوقفة بالجانب الآخر.
قضى «هاشم» ليلته الثانية دون أن يدخل منطقة الجمرك المصرى بسبب كثافة السيارات بالداخل، ودخل صبيحة اليوم التالى، لكنه قال قبل دخوله إلى الجمرك المصرى بدقائق: الإجراءات المصرية أسهل بكثير من الجانب الليبى، لأن السلطات الليبية تسحب عينة من المواد الغذائية التى تحملها الشاحنات، ومنها أكياس «الشيبسى» التى أحملها، لذلك نظل متوقفين بحظيرة الشاحنات لمدة تزيد على أسبوع، حتى التأكد من سلامة العينة، التحاليل التى تجريها وزارة الصحة الليبية تأتى متناقضة بعد كل مرة والسائق يتحمل عناء الانتظار وحده ويكون عرضة للسرقة والبلطجة.. «عشان كده لما بارجع بلدنا باتشاهد».
انتهت رحلة «الوطن» مع هاشم عبدالغنى بعد دخوله إلى منطقة الجمرك. والتقت أحد السائقين العائدين من ليبيا اسمه مصطفى أبوعبية، كان يحمل بسيارته «أكواب شاى زجاجية» سلمها فى بنى غازى فى رحلة استمرت أسبوعاً كاملاً.
كان أول ما فعله السائق بعد خروجه من البوابة الليبية هو تغيير شريحة الهاتف المحمول من ليبية إلى مصرية، وهاتف زوجته وأبنائه يبشرهم بعودته سالماً من ليبيا. ملامح «مصطفى» كانت تنطق فرحاً، لم يتوقف عن مهاتفة زملائه وعائلته لدى عودته، يقول: إن الله كتب له عمراً جديداً، أخبرته السلطات الليبية أنها لن تسمح له بدخول أراضيها مرة أخرى إلا بتأشيرة من سفارتها بالقاهرة، فلم يغضب أو يحزن، وقال: يا رب يقفلوها خالص أنا مش عاوز أرجع تانى بعد الذل والإهانة اللى بنشوفها هناك، خصوصاً من الشرطة، ولو حد ليبى أكل عليك فلوس ورحت تشتكى للشرطة هيحبسوك زى ما حصل معايا قبل كده.
فى منتصف الهضبة كانت أكثر من سيارة نقل قد تعطلت، ولم تستطع الصعود فاستعانت بـ«لودر» يأخذ صاحبه 1000 جنيه عن كل سيارة متعطلة بمنتصف الهضبة، بينما يحصل على 400 جنيه إن لم تستطع الصعود فى بداية الهضبة.
أخبار متعلقة :