صرح الرئيس التونسى منصف المرزوقى، بأن ثورات الربيع العربى لم تحقق أهدافها حتى الآن، مشيرا إلى أنها مازالت فى بداية مسارها وقد يستغرق ذلك سنوات أو عقودا.
وأضاف المرزوقى "أنه ليس ضروريا أن تنجح كل الثورات فى تحقيق مطالبها فالثورة مشروع ينجح أو لا ينجح".
وتابع "لكنى أستطيع أن أحكم على الثورة التونسية، فهى على الطريق، ولم تدخل مرحلة الخطر.. ونحن حتى الآن مسيطرون على الفترة الانتقالية بالتوافقات السياسية، حيث استطعنا أن نتفاهم على الدستور الذى انتهى إعداده فى صيغته الأولى".
وأشار إلى أن قضية عدم الاستقرار فى ليبيا"تطرح لنا بعض المشكلات، ولكننا إجمالا نعيش فى محيط ليس مناهضا للثورة، وليس عدوا لها، ولا يتآمر عليها،وهذا بالنسبة لنا شىء مهم لنجاح التجربة التونسية".
وأوضح أن "نجاح التجربة الديمقراطية مرتبط بقدرتها على نجاح العدالة الاجتماعية التى تتطلب أن تكون هناك دولة قوية".
وقال "التعاون بين الدول العربية بالنسبة لى ضرورة، ونحن دائما وأبدا ندعو إليه، وفى الوقت نفسه نتمسك باستقلالية القرار فى بلدى، ولا أسمح لأى طرف سواء كان عربيا أو غير عربى أن يكون له رأى أو تدخل فى القضايا التى تهم وطنى".
وعن علاقة تونس بايران، قال "إيران دولة مسلمة وصديقة، ونريد أن تربطنا بها علاقات متينة، وبكل الدول الصديقة أيضا.. وبطبيعة الحال نحن لا نقبل منها أن تتدخل فى شئوننا، ولا نقبل أن تكون وراء أى مظهر أو دعوة إلى التشيع، أو أن تستغل التشيع كمدخل للبلاد، وهذا قلناه بوضوح للإخوة الإيرانيين".
وحول دعم إيران لسورية، قال "عبرنا أكثر من مرة عن رؤيتنا للإخوة الإيرانيين، وقلنا: نحن نتمنى أن تكونوا جزءا من الحل، وأن تسعوا بكل قوة لوضع حد لهذه المأساة الرهيبة التى يعيشها الشعب السورى ووقف إراقة الدماء".
وقال إن كل الحكام العرب يفهمون أنه لا مجال الآن للحكم بالطريقة القديمة، لأن هذا النظام سيصفى بالإصلاحات الداخلية الجوهرية وليس بالإصلاحات المزيفة.. سيصفى بالحرب الأهلية كالواقع فى سورية.. الآن الشعوب العربية لن تقبل أبدا بالنظام الشخص والحزب.
وحول موقفه من القضية الفلسطينية الآن، قال "هذه التحولات الكبرى فى منطقتنا ستعيد للعرب وزنهم الدولى، وستجعل الديمقراطية ليست حكرا على إسرائيل، وإنما للدول العربية كلها، وستشكل دعما، فالثورة المصرية شكلت دعما، لإخواننا فى غزة، وهذا شىء فتح المجال لإعطاء العرب قدرا أكبر وأقوى فى قضية المفاوضات".
وحول العلاقات المصرية التونسية وخصوصا فى هذه المرحلة، "نحن نريد فعلا أن يكون هناك أقصى قدر ممكن من العلاقات الاقتصادية والثقافية، وسنعمل على هذا.. المشكلة أننا الآن كلنا مهمومون بمشاكلنا الداخلية، وأحيانا همومنا الداخلية تنسينا هذه العلاقات، ولكن الباب دائما مفتوح لما هو أحسن".
وأكد الرئيس التونسى تمسكه بفكرة القمة المغاربية وبناء الاتحاد المغاربى وتحقيق الحريات الخمس وهى حرية الدخول وحرية الاستقرار وحرية التملك، وحرية العمل، حرية الانتخابات البلدية.
وقال "إذا لم نستطع أن نحققها فى إطار القمة الحكومية سندعو لقمة مغاربية للمجتمع المدنى فى هذا المكان فى شهر أكتوبر أو نوفمبر المقبلين حتى يساهم فى بناء المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وحتى لا يصبح الأمر حكرا على الدول ولكن تصبح قضية الشعوب".
يشار الى أن الثورة التونسية أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن على الذى فر إلى السعودية فى يناير عام 2011 وكانت بداية لاندلاع ثورات أخرى مماثلة فى مصر واليمن وليبيا وسوريا.
أخبار متعلقة :