كتب : الأناضول منذ 36 دقيقة
شيّع حزب الله اللبناني، اليوم الأربعاء، بمدينة صيدا جنوب لبنان جثمان أحد عناصره الذين قتلوا في مدينة القصير بحمص وسط سوريا، والذي يعد في الوقت نفسه أول قتيل للحزب بالقصير من أبناء صيدا.
وكان المفترض أن يتم الدفن في مدافن "سيروب الجديدة" التابعة لدائرة الأوقاف السنية في المدينة إلا أن تدخل عدد من أنصار الشيخ أحمد الأسير و"الجماعة الإسلامية" في المدينة وقطعهم طريق المقبرة إضافة إلى إعادة إغلاق القبر المخصص لدفنه، ما دفع حزب الله إلى نقل الجثمان إلى مدافن "البوابة الفوقا" التابعة لدائرة الأوقاف الشيعية.
جاء ذلك وسط أجواء من الاضطراب شهدتها المدينة، وتخللتها مناوشات أمنية بين أنصار الجماعة الإسلامية والتنظيم الشعبي الناصري الموالي لحزب الله في منطقة "الفيلات" في المدينة، أسفر عن سقوط جريح جراء رشق الحجارة، بحسب شهود عيان.
يشار إلى أن قتيل حزب الله الذي يدعى "صالح أحمد الصباغ" من أبناء مدينة صيدا، وعائلته سنية - لذلك كانوا يريدون دفنه في مقابر السنة - غير أنه اعتنق المذهب الشيعي.
وشارك في تشييع قتيل حزب الله كل من رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، ومسؤول حزب الله في صيدا زيد ضاهر، إضافة إلى عشرات الشباب المنتمين لحزب الله ورجال دين.
وشاركت عائلة الصباغ في التشييع وبدت علامات الأسى واضحة على وجه والد صالح، حيث ادخل النعش الملفوف بعلم حزب الله إلى حسينية المقبرة.
وفي ذات السياق، منع عناصر أمنيون تابعون لحزب الله الصحفيين من تغطية عملية دفن الجثمان، كما رفض مسؤول الحزب في صيدا زيد ضاهر الإدلاء بأي تصريح.
في المقابل، حمّل المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب، بسام حمود، حزب الله "المسؤولية الكاملة لأي تبعات أمنية داخل مدينة صيدا بعد عملية دفن عنصره الّذي قتل في سوريا".
و قال حمود إن "الاعتراض على دفن الصباغ في مقبرة سيروب أتى بشكل عفوي من قبل أبناء المدينة".
من جهته، اتخذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة في كافة أنحاء المدنية ونشر عناصره بكامل العتاد الحربي في إشارة للجهوزية المرتفعة، كما عملت وحدات منه على الفصل بين مناصري التنظيم الشعبي والجماعة الإسلامية في منطقة "الفيلات" بعد الإشكال الأمني الّذي حدث بين الطرفين في وقت سابق اليوم، بحسب مراسلة الأناضول.
وكانت مدينة صيدا شهدت توترًا أمنيًّا، في وقت سابق اليوم، نتيجة قطع أنصار الشيخ أحمد الأسير و"الجماعة الإسلامية" الطريق أمام موكب تشييع أحد عناصر "حزب الله" الذي قتل في المواجهات في مدينة القصير بسوريا، بحسب شهود عيان.
وتثير مشاركة حزب الله اللبناني بجانب قوات النظام السوري في المعارك الدائرة منذ أيام في مدينة القصير بريف حمص وسط سوريا، جدلاً متصاعدًا على الصعيدين السياسي والشعبي في لبنان وانتقادات من بعض القوى، فمنهم من يعتبر مشاركة حزب الله في القصير توريطًا واضحًا للبنان في الأزمة السورية فيما يراها الحزب وأنصاره واجبًا عقائديًا وجهاديًا.
وفي وقت سابق، قال الداعية اللبناني الشيخ أحمد الأسير إنه لا يزال "مصرًا وسائرًا" بالفتوى التي أصدرها في شهر أبريل الماضي وتدعو إلى مناصرة أهل منطقة القصير على الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، في مواجهة قوات النظام السوري وعناصر حزب الله اللبناني، على حد قوله.
وكان حزب الله شيّع الأيام الماضية أكثر من قتيل له سقطوا في مدينة القصير السورية، غير أنهم من أبناء مدن لبنانية أخرى غير صيدا.
أخبار متعلقة :