شبكة عيون الإخبارية

الصحفي السوداني الذي قال للنظام "أنتم تكذبون": البشير لن يتورع عن إبادة الشعب

بهرام عبد المنعم لـ"الوطن": تصريحات وزير الداخلية الاستفزازية دفعتني لفضحهم أمام وسائل الإعلام.. والبث المباشر انقذني من فتك "الأمن"

كتب : محمد أبوضيف الخميس 03-10-2013 23:16

يجلس بهرام عبد المنعم الصحفي بجريدة "اليوم التالي"، في مؤتمر وزير الداخلية، يتابع كلماته، يقارن بين ما يبثه من حديث مملوء بالأكاذيب وواقع البلاد، يتحدث الوزير عن من يصفهم مخربين، وهو يتذكر سقوط المحتجين مضرجين في دمائهم، يتحدث الوزير عن إعاقة البلاد عن مسيرة التقدم، ويعيد برهام مشاهد المُهجرين من السيول والجوعي والمشردين.. يتفاقم الكذب ويشطاط معها "بهرام" غضبا يطرد كل مخاوفه من وحشية الأمن؛ ليقول بكل جراءة "لماذا تصرون على الكذب" يقاطعه الوزير "لن أسمح لك" ويتابع بهرام دون تردد "لماذا تصرون على الكذب وتجاهل كل دلائل قتل الثوار على أيدي مليشيات المؤتمر الوطني، ولماذا تصرون على البقاء على كراسي الحكم على دماء الشهداء الأبرياء؟".

كانت وقع أسئلة بهرام، الصحفي السوداني، خلال مؤتمر وزير الداخلية الأسبوع المنقضي، للتعليق على أحداث الانتفاضة السودانية ضد رفع الدعم عن الوقود، كالرصاص على مسامع النظام والحكومة، في ظل التعتيم الإعلامي وإغلاق ومصادرة الصحف، يقول بهرام في مكالمة هاتفية لـ"الوطن": "لا توجد جريدة تجرؤ على كتابة خبر واحد يدين النظام"، ويشير إلى وجود مظاهرات ضد النظام، وقيادات الأمن تدير الصحف وتصادر كل من يخالف التعليمات، عوضا عن قرار عدد من الصحف الاحتجاب عن العمل في ظل القمع الأمني".

الأمن يضع قواعد للكتابة عن الوضع في السودان وقوات الأمن رؤساء التحرير الحقيقيين

استقبل المحتجون في الشوارع "بهرام" بالترحاب والقبلات، رفعوه فوق الأعناق.. صنعوا ثوبا سودانيا جديدا يحمل صورته، وأسموا من في المهد باسمه، فيما كان شخوص آخرون في انتظاره أيضا، استدعاه رجال الأمن للتحقيق في الواقعة التي اعتبروها "سؤال صادم وكان يجب أن يقال بصيغة أخرى"، حسب قول "بهرام" عن التحقيقات معه من جانب سلطان الأمن في الخرطوم عقب المؤتمر، ويضيف "جهات التحقيق كانت ترى أن البلد لا تستحمل تلك الأنواع من الأسئلة، ووجه لي اللوم بشكل صريح وأطلق سراحي عقب انتهاء التحقيق، معتبرا أن البث المباشرة وضعه في بؤرة الضوء مما أخاف السلطات لتطلق سراحه وانقذته من فتك السلطات به".

يجلس بهرام في مكتبه بجريدة "اليوم التالي"، يمارس عمله اليومي، لا يستطيع كتابة كلمة واحد عن شهداء ما أسماها "ثورة سبتمبر"، يجلس وسط العديد من الزملاء الصحفيين الذين لا يسمح لهم بتغطية المظاهرات في الشارع، يقول "الصحافة السودانية في أسوأ أيامها، لا يسطيع الصحفي السوداني أن يكتب سطرا واحد عن القتل العشوائي بواسطة المشليات المسلحة، ورؤساء التحرير الحقيقين للصحف هم ضباط الأمن وهم من يحددون ما ينشر ولا ينشر، ولن نستطيع أن تكتب كلمة واحد وتوقفت سبعة صحف احتجاج على قرارت جهاز الأمن الذي حدد معالم ما يكتب عن الأوضاع في السودان".

لم يمنع قمع النظام للصحف، وقتل المتظاهرين في الشارع بدم بارد، بهرام من الرد على التصريحات التي وصفها بالاستفزازية لوزير الداخلية خلال المؤتمر الصحفي، يقول "وجهت سؤالا مباشرا لوزير الداخلية "لماذا تكذبون؟"، لم أكن أفكر في مصيري بعد المؤتمر، ولم أخف أبدا فقد سقط الشهداء من كل مناحي السودان مئات القتلى من الشباب والأطفال ولو جاءتني رصاصة من مليشيات المؤتمر الوطني سيكون فخرا لي ولأهلي".

بهرام أصبح صوت للشعب السوداني يسمون الأطفال باسمه يصنعون الثياب بصورته

بهرام يحاول إيصال رسالة الشعب السوداني، وما يحدث له من قتل عمدا من قبل قوات الأمن، خلال المظاهرات والاحتجاجات التي بدأت سبتمبر المنقضى، وسقط خلالها المئات، حسب رواية المعارضة والنشطاء، فيما كانت الرواية الرسمية بالعشرات، ويستخدم الصحفيون وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق الإنترنت، ويؤكد بهرام أن نظام "البشير" لن يتورع عن قتل وإبادة الشعب السوداني بأكمله من أجل الاستمرار في الحكم، في ظل تعتيم إعلامي وقمع أمني للصحف.

ورغم هدوء وطأة الاحتجاجات على النظام فإن "بهرام" يشير إلى أن الشعب السوداني على اقتلاع نظام "البشير" الذي يكذب باسم المشروع الحضاري وباسم الإسلام؛ ليجلس في الحكم، عوضا عن أعوانه الفسدة يستنزفون ثورات البلاد، لافتا إلى أن "ثورة سبتمبر" ستصل لغايتها، وتسقط نظام البشير لإرساء نظام ديمقراطي تسوده الحريات والسلام، ودولة مدنية ينعم فيها الكل دون التفريق على أساس ديني أو دعوي أو قبلي.

DMC

أخبار متعلقة :