|كتبت بشاير العجمي|
> تعرفها مدينة «كان» الفرنسية بجائزة في الابداع السينمائي، وتعرفها مؤسسات الاعلام الكبرى امرأة كويتية جديدة تتكلم لغة «الصورة» بطلاقة. في «جبلة» القديمة التقيتها في مكتبة الكويت الوطنية المقر الحالي لوزارة الدولة لشؤون الشباب والرياضة التي تولت مهام الوكيل فيها منذ اشهر قليلة... الزين الصباح استقبلتني محاطة بفريق عملها الشبابي، وقالت باسمة: هؤلاء «نجوم» عملي، هم روح المكان الشابة.
> تتحدث في الشأن الشبابي «عن قرب»، فلا مسافة واضحة بينها وبينه، هذا ما اكدته الشيخة الزين في حوارها لـ«الراي»، وفسرت ذلك قائلة «لأنني مررت بمشكلات الشباب ذاتها فأنا أفهم طموحهم، واحباطاتهم، وانشغالاتهم على مستويات عدة. منها الفكري، والاجتماعي، والمهني، وغيرها... لست قادمة من برج عاجي كما قد يظن البعض، بل أتيت من العمق الشبابي الكويتي».
> وعن العمق الشبابي المتأجج سياسةً في ساحات الاعتراض كان سؤالي الاول، والحديث المتزايد عن ضرورة احتواء الدولة للطاقة الشبابية غير المستثمرة و«اعادة تدويرها» في مجالات انتاجية مجتمعية مثلما يثار.
> فأجابت أن «النشاط السياسي المكثف وغير المنظم ربما، جاء بعد تراكم طويل لأوقات فراغ، واهمال للقدرات والمهارات من جهة الشباب انفسهم. اضافة الى الركون الى حالة رفاه أفقدت الشاب حاسة البحث عن امكاناته، وتطوير قدراته ومهاراته. وهنا لا أعمم ففي الكويت كفاءات شبابية مميزة على مستوى المحيط الاقليمي ولكن في ضوء ارتفاع نسبة الشباب الى نحو 61 في المئة من اجمالي المواطنين اليوم باتت القضية اكثر تعقيدا. وتكمل شارحة وجهة نظرها في الحالة الشبابية الراهنة فتقول «شبابنا طاقات واعدة ولكن تنقصنا ثقافة الاستثمار في الذات. فيعتقد الشباب ان تنميتهم ورفاههم واستحقاقهم النجاح مسؤولية حكومية في الأساس ومن هنا تأتي حال الاتكال الكامل على الدولة.
> وتتساءل في استنكار «هل تعلمين ان 85 في المئة من حياة الشاب يتم الاعتماد فيها كلياً على الدولة؟!» قبل ان تضيف: الشاب الكويتي يريد ان تعامله الدولة «يا دهينة لا تنكتين» وهذه لغة بالنسبة لي شخصيا لا افهمها.
قلت للشيخ سلمان
> «بزعل ناس وايد»!
>تمثل الشيخة الزين مراحل تطوير الذات الشبابية حسب رؤيتها بهرم من المسؤوليات المتدرجة تبدأ من الفرد ذاته، ثم الوالدين والأسرة، ثم مؤسسات التعليم والمؤسسات الحكومية الاخرى وانتهاء بدور وزارة الدولة لشؤون الشباب وهو دور استشاري تنظيمي في الاساس هدفه الارتقاء بفلسفة تعامل الدولة مع شريحة الشباب. فدور وزارة الدولة لشؤون الشباب غير تنفيذي. وتفسر هنا قائلة «فعلى سبيل المثال ليس من مهمتنا حل مشكلة الاسكان فهذه مسؤولية جهات اخرى وبحاجة الى دعامات لا توفرها وزارة الشباب، بل تتوافر تشريعيا وتنفيذيا من خلال مؤسسات الدولة المختلفة».
> ثم تضيف فيما تنقبض ملامحها تدريجيا بما يشي باحساس بالثقل «لا أخفيك ان مهمتنا صعبة، وأتكلم بكل شفافية حين اقول ان أخطاء كثيرة تراكمت منذ ما يزيد على 60 عاما من عمر الدولة تتحملها اليوم وزارة الدولة لشؤون الشباب».
> وفي حديث الصعوبات سألتها ان كانت بنظرتها الحديثة قادرة على التعايش مع أخطاء وعيوب الهيكل الاداري الحكومي بتقليديته وبيروقراطيته فأجابت قائلة «حين تسلمت مهام وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب قلت لوزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب والرياضة الشيخ سلمان الحمود «اسمح لي بزعل وايد ناس» واردفت موضحة «الواسطات من نواب او وزراء او غيرهم لا مكان لها في مساحات عملي وربما يزعج هذا البعض لكنني باقية على موقفي، فلا شيء عندي اخسره ولا يهمني بوجودي في هذا الموقع سوى تقديم الخدمة العامة بحسب الرؤية التي اؤمن بها والتي اتفقت مع رؤية الفريق العامل معي. وعن هذه الرؤية تقول: تتضح رؤية وزارتنا بشعار «نحو شباب متمسك بالقيم الأصيلة، شريك في التنمية المستدامة للوطن».
> وتكمل حديثها بأن القيم الأصيلة التي تستند اليها رؤية الوزارة تستقى من مصادر ثلاثة أولها أخلاقيات الدين الحنيف، ودستورنا الراقي، والقيم الانسانية الأخلاقية العليا. كما يتضمن شعارنا مبدأ الشراكة فالشباب شركاؤنا ولا ينفصلون عنا.
وزارة الشباب... شابة كويتية
>تطمح الشيخة الزين الى تحويل وزارة الدولة لشؤون الشباب الى نطاق عمل كويتي خالص مستندة الى فكرة احقية ابناء البلد بمواقع العمل المحلية كافة وتقول هنا «كل الموظفين في وزارتنا كويتيون ومن فئة الشباب، وبوجودهم معنا نسعى الى ان يتعلموا تنمية ذواتهم ومهاراتهم والاعتماد على انفسهم بشكل كامل اضافة الى التعاون مع أقرانهم بما يدعم مفاهيم العمل الجماعي». وكمن يستدعي فكرة مهمة تشد على كلماتها بوضوح وتكمل قائلة «احب ايضاً ان اوضح انني ممن يرفضون تماماً وجود عاملين غير كويتيين في مهن قد تشكل عبئا على عمل الوزارة مثل السكرتارية وغيرها. فالشاب الكويتي يفترض ان يكون ملماً بالمهارات التي تغنيه عن الاتكال على آخرين. ومع تطور التكنولوجيا ودخولها حيز ممارستنا اليومية لم يعد هناك حاجة لاستمرار وجود وظائف من نوع لا يضيف قيمة فعلية للعمل. ومن يعتقد انه لا يمتلك بعض المهارات يمكنه ان يطلب المساعدة من زملائه وبهذا ندعم فكرة العمل الجماعي بين الشباب في الوزارة.
> طموح الوكيل الزين الصباح باحلال العنصر الكويتي مكان الأجنبي في وزارة الشباب يجر سؤالاً حول احلالها شبابيا باستبدال العنصر الكبير بالشبابي في كافة مواقع الوزارة خاصة في ظل وجود اسماء اكبر عمرا ضمن موظفي الوزارة، وهنا تقول «الحقيقة ان كل العاملين في الوزارة من الشباب عدا الوكيل المساعد لشؤون الاسناد الاداري السيد يوسف اليتامى، ولوجوده أهمية كبرى في الواقع. لأن «بوعبد العزيز» يمثل المرجعية الادارية لنا جميعاً وذلك لتمكنه من اللغة الحكومية ولفهمه العميق بالمعايير الحكومية وخبرته بالعمل الاداري وهي امور صعب وجود من يفهمها من الشباب صغير السن. فوجود بوعبد العزيز توجيهي وهو يعمل على اعداد مديري المستقبل من خلال دوره الحالي».
> وعما تطمح الى انجازه في مجال تفعيل الدور الشبابي فعلياً تقول «لدينا انشطة كثيرة ومبادرات مهمة يتم استيفاء متطلباتها في الوقت الراهن».
العمل التطوعي... «عصابات»!
>في الحديث عن المبادرات لا يتم عادة اغفال مجال العمل التطوعي وهو المجال المعروف عالميا باهميته لفئة الشباب خاصة، لكونه يدعم الوعي الاجتماعي ويؤكد الفاعلية للفرد في مجتمعه، وهنا قالت الشيخة الزين ان الشباب الكويتي مدفوع بقوة الى العمل التطوعي ولديه الاستعداد للعمل «ليل نهار» ولكن هناك صعوبات تعتري ممارسة التطوع في الواقع الكويتي مثل المعايير الخاصة غير السليمة التي تتبعها المجموعات التطوعية من الشباب، وهناك ما يسيء الى العمل التطوعي. فمثلاً كيف يتم ربط التطوع بمكافآت مالية؟! أين مبدأ التطوع هنا؟. ثم تساءلت وقد اتسعت عيناها بدهشة «هل تعلمين ان المجموعات الشبابية العاملة اليوم في التطوع تعمل كعصابات متحاربة؟!» وبسؤالها عما تقصد قالت موضحة «هناك درجة من التنافسية غير سليمة بين تلك المجموعات تجعل كل مجموعة رافضة للتعاون مع المجموعات الاخرى في اطار اي مشروع وهي مشكلة حقيقية. فالبحث عن المجد الشخصي يبدو غالباً على التوجهات الانسانية والاجتماعية لدى عدد من المتطوعين».
فلسفة «الشباب»
>تحدد الشيخة الزين فلسفة عمل وزارة الشباب اليوم فتقول «الشفافية اولاً، ثم المحاسبة، والصدقية». فقريباً من الشفافية وبعيداً عن المجاملة ستكون مواقفنا دائماً. سعياً الى النجاح وثقة المجتمع.
> وبعد الحديث عن «الفلسفة» جاء ذكر الفن وانتاج الصورة الذي اختصت به الشيخة الزين قبل مجيئها الى وزارة الشباب وكيلاً وقائدةً. فسألتها عما اضافته الخلفية السينمائية والاطلالات الاعلامية العالمية لها الى عملها الحكومي اليوم فأجابت «اعتقد ان الكويت لا يمكن ان تنمو بمعزل عن المحيط العالمي الكبير. لذلك فلكل منا وخاصة العنصر الشبابي دور أساسي في سياق التواصل مع المجتمع العالمي، وارى ان للاعلام والانتاج المرئي دوراً هنا وهذا ما سعيت الى عمله من خلال انتاجي لأعمال سينمائية وايضاً بظهوري في مساحات اعلامية مهمة عالمياً.
> وتكمل قائلة «وفي ما يتصل بي شخصيا فان عملي في المجال الابداعي لسنوات طويلة انتج رؤيتي الحالية للشأن الشبابي. فوجودي هنا اليوم بعد سنوات من العمل الخاص في مجال المرئي اثبات لأهمية العمل على الذات، وكل ما يفعله الشباب اليوم لابراز صورة الكويت للعالم سينعكس ايجابا علينا في ما بعد.
شباب... بعيداً عن الرياضة
>عن آخر ما تقرر في شأن العلاقة بين قطاعي الشباب والرياضة قالت الوكيل الزين «بعد اشهر من الدراسات وجدنا ان الفصل أفضل وضروري جداً بين الجهتين. فالقطاعان يعانيان من نقص، وحين تم دمجهما أخذت الرياضة من ميزانية الهيئة ما يقارب 90 في المئة وبقي 10 في المئة، فقط للشباب وهو توزيع غير عادل. وبخصوص طبيعة عمل كل من الجهتين بعد الفصل قالت «حين يتم فصلنا سنكون نحن في وزارة الدولة لشؤون الشباب جهة تنسيقية استشارية، فيما ستكون الهيئة العامة للشباب والرياضة طرفياً تنفيذياً. ذلك الى أن يتم حسم الشكل النهائي للكيان الخاص بنا وان كنت شخصيا ادفع باتجاه المؤسسة بدلا من الهيئة لان المؤسسة قادرة على الاستثمار وبالتالي الحصول على عوائد مالية تستطيع الدولة من خلالها تمويل مشروعات اخرى ما يدعم فكرة تنويع مصادر الدخل للدولة.
• الشاب الكويتي يريد أن تعامله الدولة «يا دهينة لا تنكتين» وهذه لغة شخصياً لا أفهمها
> • قلت لوزير الشباب «اسمح لي بزعّل وايد ناس»... فلا مكان للواسطة في مساحة عملي
> • العمل التطوعي اليوم «عصابات متحاربة» ... والتنافسية بين مجموعاته غير سليمة
> • لم آت من برج عاجي كما قد يُظن بل خرجت من العمق الشبابي الكويتي
> • ركون الشباب إلى حالة رفاه أفقده حاسة البحث عن إمكاناته وتطوير قدراته
> • لأنني مررت بمشكلات الشباب ذاتها أفهم طموحهم وإحباطاتهم وانشغالاتهم
> • فلسفة عمل وزارة الشباب تقوم على ثلاثي ... الشفافية فالمحاسبة ثم الصدقية
> • اعتقاد الشباب بمسؤولية الحكومة عن تنميتهم ورفاههم أوجد حالة الاتكالية وعدم العمل
> • إيماني بدور الإعلام والإنتاج المرئي في التواصل مع العالم دفعني للإنتاج السينمائي
>
خطة استراتيجية تواكب «التنمية»
>
> خطة الوزارة الاستراتيجية تأتي بالتوازي مع الخطة التنموية للدولة. وبدأت من لجنة استشارية عليا تشكلت في شهر فبراير الماضي وتكونت من وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب والرياضة الشيخ سلمان الحمود وكانت من عضوية الشيخة الزين الصباح كرئيس للفريق الاعلامي وتم الخروج برؤية وأهداف واستراتيجية عامة للعمل في الشان الشبابي. ثم تم تكليف الزين الصباح بمهام وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب والرياضة وانجزت خلال ذلك خطة عمل متكاملة بكافة التفاصيل. وسيتم طرح الخطة الاستراتيجية الشاملة لعمل الوزارة بعد استكمالها في آخر العام. وفي طور الاعداد ايضاً مؤتمر كبير للوزارة سيتم بالتعاون مع مختلف مؤسسات البلاد الحكومية والخاصة للتواصل حول التعاون مع كل تلك الجهات بهدف خدمة شريحة الشباب.
وزارة الشباب ثلاثة قطاعات
>
> تتكون وزارة الدولة لشؤون الشباب والرياضة من ثلاثة قطاعات: الاسناد الاداري، وقطاع المبادرات الشبابية، وقطاع تنمية الشباب. وادارة العمل التطوعي الشبابي ادارة مستقلة ويتبع لها أقسام ثلاثة: اولًا البرنامج الوطني لاعداد وتأهيل القيادات الشابة. ثانياً ادارة الانشطة الترويحية وفيه اقسام: اولاً قسم الانشطة الثقافية والمجتمعية ثم قسم الرياضة المجتمعية وثالثاً قسم الانشطة الطلابية والجامعية وايضاً مركز أبحاث تنمية الشباب والمجتمع وهو المكان المختص بدراسة متطلبات الواقع والسوق المحلي والعالمي للمهارات الشبابية.
«مبادراتنا»... أكبر المشاريع
>
> لمشروع «مبادراتنا» احد اكبر مشروعات الوزارة. وسيتم عمله من خلال شبكة «الانترنت». سيتم الاعلان فيه عن دعم مشرعات شبابية متوافقة مع معايير ومتطلبات تحددها الوزارة في اعلانات خاصة، ويمكن لكل شاب التقدم «اون-لاين» وبعد مرحلة التقديم سيتم تقييم المشروعات من خلال لجنة مختصة اضافة الى مشاركة عامة الناس في التقييم من خلال شبكة الانترنت أيضاً.
> هناك 8 مجالات للمشاركة، تناسباً مع تعدد الاهتمامات الشبابية. ويتم الاعلان عن استقبال المبادرات شهرياً بهدف منح الفرص بصفة مستمرة للشباب، فمن لم تقبل مشاركته ومبادرته يستطيع التقدم مرة اخرى بعد ان يتم التواصل معه وايضاح اوجه القصور في المبادرة.
«عدسة»... إدارة مستحدثة
>
> مبادرة «عدسة» هي ادارة مستحدثة في وزارة الدولة لشؤون الشباب وهي حاضنة للابداع المرئي في المجالات المختلفة منها الصحافة والتصوير وكل الجوانب المتصلة بالعمل المرئي. وستضم مخرجين سينمائيين وفنانين تشكيليين وعاملين في الحقل الإعلامي.
الزين الصباح... C.V حافل
>
>• خريجة جامعة كاليفورنيا للفنون السينمائية.
>• حائزة شهادة في الصحافة من جامعة بوسطن.
>• أخرجت وأنتجت عددا من الأفلام القصيرة والوثائقية الإخبارية.
>• مديرة شركة EVMG للإنتاج المرئي التلفزيوني والسينمائي.
>• حصل فيلم «أميركا» الذي شاركت في إنتاجه على جائزة النقاء الخاصة في مهرجان كان بدورته عام 2009.
>• من أعمالها فيلم «رحلة إلى مكة» الذي يسرد قصة الرحالة العربي ابن بطوطة.
>• عملت مع مؤسسة «إي بي سي نيوز» في مجال إنتاج القصص الإخبارية وقبلها عملت مع تلفزيون الكويت لإنتاج برامج الحوار السياسية.
أخبار متعلقة :