تحول الاختبار الأول الذى واجه فريق مستشارى الرئيس الأمريكى الجديد للسياسة الخارجية حول مدى رغبتهم فى شن عمل عسكرى، تحول إلى درس قاس فى قدرة الرئيس على السيطرة عليهم وتجاوزهم جميعا.
قرار أوباما المفاجئ بمحاولة الحصول على موافقة الكونغرس قبل ضرب سوريا، ألقى بظلاله أيضا على مدى اتفاق فريق أوباما خلال فترة ولايته الثانية بشأن أسلوب الرد على الهجوم الكيماوى الذى استهدف المدنيين السوريين.
المقربون من دوائر النقاش وصنع القرار يقولون إن وزير الخارجية جون كيرى، ووزير الدفاع تشاك هيغل ومستشارة الأمن القومى سوزان رايس وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، جمعهم اتفاقا إلى حد كبير على الحاجة لاستخدام القوة فى معاقبة الرئيس السورى بشار الأسد.
صحيح أنه ظهر بعض التباين فى وجهات النظر فيما يتعلق بسرعة وحجم الهجوم، لكن لم تظهر جبهات متناحرة على النحو الذى شهدته المداولات حول التحرك فى ليبيا، أو شن الغارة التى قتل فيها بن لادن.
طاقم المستشارين الذى يضم عضوين سابقين فى مجلس الشيوخ، يريد هو الآخر التحرك دون انتظار موافقة الكونجرس، لكن جاءت ليلة الجمعة بعد أسبوع من الاندفاع باتجاه التحرك العسكرى، ليخرج الرئيس ويعلن عن التغير المفاجئ ويقرر أنه سينتظر موافقة نواب الكونغرس قبل شن أى هجوم.
وقال أوباما وهو يعلن قراره السبت الماضى " رغم أننى أعتقد أننى أملك السلطة لشن هذا التحرك العسكرى دون انتظار موافقة محددة من الكونجرس، فإننى أدرك أن الدولة ستكون أقوى إذا ما تبنينا هذا المسار، بل وستكون تحركاتنا أكثر فعالية (وقتها)".