رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن القوى الغربية لم تهتد حتى الآن إلى استراتيجية محكمة حول سوريا، قائلة إن ثمة احتياجا إلى الرد على بشار الأسد ولكن هذا الرد لا يزال يحمل أخطارا.
ورصدت فى تعليق على موقعها الإلكترونى، أمس الخميس، تحرك كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا على مدار الأيام العشرة الأخيرة، وإعدادهم خطط لتدخل عسكرى ضد نظام الأسد فى سوريا، ورأت الصحيفة أنهم محقون فى تحركهم المدفوع بالقلق بعد ظهور أدلة على استخدام السلاح الكيماوى ضد مدنيين فى دمشق الأسبوع الماضى.
واعتبرت الصحيفة هذا الهجوم السافر بمثابة تهديد بشيوع استخدام الكيماوى فى الحروب المستقبلية، وعليه رأت أن ثمة حاجة ملحة للرد عليه من قبل العالم.
وقالت، "كان لزاما على أمريكا وبريطانيا، لاسيما بعد كارثة غزو العراق قبل عشرة أعوام، أن تجاوبا على ثلاثة تساؤلات تثير القلق قبل أى تحرك عسكرى: إنهما بحاجة إلى بذل كافة الجهود من أجل التأسيس لدليل على هجوم الأسبوع الماضى وتورط نظام الأسد، كما يجب عليهما توضيح الأساس القانونى الذى سيقوم عليه التدخل العسكرى، بالإضافة إلى وجوب توضيح الهدف الاستراتيجى من توجيه ضربة صاروخية إلى سوريا.
ورصدت، "فاينانشيال تايمز"، ترجيح مسئولين استخباريين فى بريطانيا تورط نظام الأسد الأسبوع الماضى، قائلين، "أغلب الظن" أنه استخدم الكيماوى ضد شعبه، وقالت الصحيفة إن هذا الحكم يترك فسحة للتساؤل، مشيدة بموقف رئيس حزب العمال البريطانى، إد ميليباند، حين أصر على أنه لن يكون ثمة تصويت برلمانى لدعم التدخل العسكرى حتى ينتهى فريق تفتيش الأمم المتحدة من عمله فى دمشق.
وعلى الصعيد القانونى، رأت الصحيفة أن الحجج البريطانية لا تزال تفتقر إلى التفاصيل، وأشارت إلى تلويح بريطانيا بإمكانية العمل خارج إطار الأمم المتحدة، مرددة الحديث عن "مذهب التدخل الإنسانى".