تساءلت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية عمن سيخرج منتصرا من الحرب السورية، وحاولت الاستعانة فى الإجابة على هذا التساؤل برصد منحنيات القتال الذى شهدته سوريا على مدار الأشهر الأخيرة.
وأشارت، فى تحليل على موقعها الإلكترونى الخميس، إلى أنه بعد طرد قوات المعارضة من مدينة "القصير" القريبة من الحدود الشمالية الشرقية اللبنانية مطلع يونيو المنصرم، بدأ منحنى القتال فى صالح قوات نظام الرئيس السورى بشار الأسد الذى كان يسعى بذلك، بحسب العديد من المراقبين، إلى تعزيز محور مؤيد له يمتد من العاصمة دمشق وحتى ميناءى طرطوس واللاذقية غرب سوريا، موطن الأقلية العلوية التى ينتمى إليها بشار، مرورا بمدينة حمص المحورية وثالث أكبر المدن السورية.
ولفتت المجلة إلى أنه غداة الاستيلاء على "القصير" كان موالون للنظام على ثقة بأن "حمص" ستشهد تقهقرا مماثلا لقوات المعارضة، كما كان ثمة توقعات مماثلة باستيلاء قوات النظام على كل "حلب"، ثانى أكثر المدن التى اقتتل عليها الفريقان.
علاوة على ذلك كان مقاتلو المعارضة، لاسيما أولئك المرابطون فى ريف دمشق، يجدون أن حصولهم على الدعم من لبنان فى الغرب والأردن فى الجنوب بات أكثر صعوبة من ذى قبل، هذا إضافة إلى التوقعات بأن يعمد النظام إلى تأمين كل الطرق الرئيسية بين المدن الكبرى فى الغرب من سوريا، حيث يقيم معظم سكان الدولة.
لكن تلك التوقعات لم تحدث، بل على النقيض من ذلك، تقول المجلة، ارتد منحنى القتال مرة أخرى فى صالح قوات المعارضة التى لا تزال تسيطر على الكثير من مناطق "حمص"، ولا يزال الطريق بين "حلب" و"حماة" المؤدى إلى دمشق يتعرض للهجوم والقطع المتواتر، كما أن بقاعا عديدة على الطريق مثل "معرة النعمان" فى الشمال الغربى ما برحت تحت سيطرة مقاتلى المعارضة الذين لا يزالون يطوقون مدينة "إدلب" وعددا من القرى الصغيرة مثل "نوبل" و"زهراء" بالقرب من حلب، إضافة إلى ذلك لا تزال قوات المعارضة تسيطر على قريتى "الزبدانى" و"مضايا" شرقى الطريق الرئيسى بين دمشق وبيروت، على الرغم من تصميم قوات النظام على السيطرة عليهما كمنطقتى خطوط أرضية دولية.