كتب : الأناضول الأربعاء 07-08-2013 20:49
تفضل أسر كثيرة ممن يقيمون في مدينة عدن جنوبي اليمن، قضاء أيام العيد في أجواء الريف وأحضان الطبيعة، حيث اعتدال الجو وجمال المنظر، خاصة في هذا الموسم الذي يشهد هطول أمطار غزيرة في محافظة الضالع، تخفف من ارتفاع حرارة المحافظة وتكسو أرضها بالخضرة.
وقال محمود سعيد (38 عاما) إنه يحرص على اصطحاب زوجته وطفليه لقضاء العيد في قريته مع أسرته الكبيرة، لأنه هناك يتمكن من زيارة الأهل والأصدقاء الذين انقطع عنهم لفترة طويلة منهمكا في عمله بأحد المرافق الحكومية بمدينة عدن، إضافة لما يتميز به العيد في الريف من ألفة وما يبعث عليه من راحة نفسية قد لا يجدها في المدينة.
وأضاف سعيد أن "ارتفاع درجات الحرارة في عدن وانقطاع التيار الكهربائي دفع بكثيرين إلى المغادرة إلى قراهم، إضافة إلى أن تزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية للمدارس والجامعات شجَّع نسبة كبيرة من الأسر على مغادرة المدينة وقضاء أيام رمضان والعيد وسط أقاربهم في الأرياف، خاصة الأرياف الواقعة قرب مدينة عدن، ومنها الضالع".
وخلال الأيام الماضية، غادر الكثير من اليمنيين عدن متوجهين إلى قراهم، وإن كان عدد منهم حسموا أمر السفر منذ وقت مبكر من أجل قضاء شهر رمضان الكريم في الريف للأسباب ذاتها، حيث يتميز رمضان لدى سكان الريف بلقاءات وفعاليات شعبية وإحياء عادات اجتماعية متوارثة مثل "المقايل" (جلسات) المسائية التي تشبه منتديات يومية تبدأ بعد صلاة التراويح وتنتهي بعد منتصف الليل، ويتم فيها تعاطي نبات القات ومناقشة القضايا المهمة، وأحيانا تتخللها أذكار وأدعية دينية ومحاضرات وندوات ومسابقات وغيرها.
ومع أن هناك من يفضل قضاء إجازة العيد في مدينة عدن المتميزة بسواحلها ومتنزهاتها، إلا أن من قضى سنوات في عدن مثل محمود وزملائه، لا يفضلون ذلك، حيث العيد فرصة ثمينة للترويح عن النفس والهروب من جو العمل الوظيفي ورتابة الحياة في المدينة، حسب قوله.
وقال مازن محمد الموظف في شركة خاصة بصنعاء، إنه يفضل أن يقضي إجازة العيد في عدن؛ لأنه لا يتمكن من زيارتها إلا في هذا الوقت بسبب ضغط العمل والالتزامات الأخرى، لكنه أضاف أنه في بعض الأعياد يكتفي بزيارة القرية وقضاء يومين أو ثلاثة ويعود إلى صنعاء.
وتستقبل مدينة عدن الكثير من الأسر اليمنية خلال إجازة العيد، وتصل أعداد الزائرين في بعض الأعياد إلى نصف مليون زائر، وفقا لإحصاءات رسمية، بفعل ما تمتاز به المدينة وموقعها المطل على خليج عدن، وما يوجد فيها من مقومات الجذب السياحي وتوفر وسائل النقل والمواصلات والخدمات العامة.