رأت مجلة "نيو ريبابليك" الأمريكية أن حركة حماس تمر بواحدة من أصعب أزماتها على الإطلاق، مشيرة إلى أنها فقدت على مدار العام الماضى كل الأركان الرئيسية الداعمة لها بدرجة أو بأخرى، ورصدت، فى تعليق على موقعها الإلكترونى، تصدعا داخليا وليد خلافات سياسية حادة داخل التنظيم، ورصدت كذلك دعوة عدد من قيادات الحركة، مدفوعين بالتخوف من فقد سيطرتهم على قطاع غزة فى المستقبل القريب، إلى إجراء تدابير فورية لحشد الرأى العام المحلى كوسيلة لمواجهة التحديات المحتملة، كما رصدت دعوة إلى إصلاح العلاقات مع إيران وغيرها من الحلفاء.
ورأت المجلة أن أكبر الخسائر التى منيت بها الحركة تمثلت فى عزل الرئيس المصرى محمد مرسى وهزيمة جماعة الإخوان المسلمين، التى انبثقت عنها حماس، مشيرة إلى أن حماس كانت تعتبر جماعة الإخوان فى مصر بمثابة سند عظيم فى ظل ما تتمتع به من صداقات حميمة مع قادتها بالقاهرة، وأضافت المجلة أن حماس كانت تنظر إلى جماعة الإخوان فى مصر باعتبارها ضامنا لبقاء قبضتها محكمة على قطاع غزة ورادعا فى وجه إسرائيل وحليفا ضد السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية وراعيا جديدا فى سعى الحركة للانضمام إلى قوى الإسلام السياسى التى بزغ نجمها بالمنطقة.
ولفتت "نيو ريبابليك" إلى أن ثورة 30 يونيو أغارت بسرعة على تلك الآمال الحمساوية، مشيرة إلى أن القادة الجدد فى مصر يتهمون حماس فى الوقت الراهن بالمشاركة فى تقويض استقرار الدولة المصرية وتعزيز حالة التدهور الأمنى فى شبه جزيرة سيناء، راصدة قيام الجيش المصرى بغلق الحدود عمليا مع قطاع غزة، وتأتى خسارة الحلفاء فى مصر بعد عدد من النكسات الكبرى التى منيت بها حماس، والتى ترجع فى جزء كبير منها إلى موقفها من الحرب الأهلية فى سوريا، عندما أعلنت الحركة وقوفها إلى جانب الثورة ضد نظام بشار الأسد لتضطر معه إلى إخلاء مكاتبها فى العاصمة السورية دمشق، ومن جانبه، قطع النظام السورى كل علاقاته مع الحركة.
وقد استتبع هذا الموقف الحمساوى بدوره تصدعا فى علاقات الحركة مع جماعة "حزب الله" اللبنانية الشيعية المسلحة التى تحارب مع أبناء مذهبها فى النظام السورى ضد أبناء المذهب السنى، وهو ما استنكرته عدة جهات منها حماس، ورأت المجلة الأمريكية أن من أكبر الخسائر التى منيت بها حماس، هو توتر علاقاتها مع طهران التى ظلت على مدار أعوام راعيا ماليا وعسكريا للحركة.
أخبار متعلقة :