| كتب عبدالله راشد |
> في تحر لليلة الموعودة التي هي خير من ألف شهر، ليلة القدر التي يغفر الله لعباده فيها ذنوبهم ويعيدهم كما ولدتهم أمهاتهم، تقاطر آلاف المصلين نحو المسجد الكبير، يحدوهم الأمل في مصادفة تلك الليلة العظيمة.
> وأدى ما يقارب 25 ألف مصل صلاة القيام في المسجد الكبير في الليلة الرابعة من العشر الأواخر، أمهم الشيخ فهد الكندري، الذي قرأ في الركعتين الأولى والثانية من الآية رقم 35 من سورة الكهف إلى الآية 74 منها، وفي الركعة الثالثة والرابعة أكمل الشيخ الكندري القراءة إلى الآية رقم 11 من سورة مريم، وأم المصلين في الركعتين الخامسة والسادسة الشيخ خالد الجهيم، الذي أكمل قراءة سورة مريم حتى الآية رقم 64، وفي الركعتين السابعة والثامنة أتم الشيخ خالد الجهيم سورة مريم، وتلا من بداية سورة طه حتى الآية رقم 37 منها.
> محطة وقود
> وشبه الدكتور بدر الحجرف شهر رمضان بـ «محطة وقود، فمن أراد السفر فليذهب إلى محطة الوقود، لكي يتزود بما يحتاجه حتى يصل إلى ما يريد، ولهذا علينا أن نتزود بما يؤهلنا إلى شهر رمضان القادم، ولهذا يجب استغلال هذه الليالي فأبواب الجنة مفتوحة فيها وأبواب النار مغلقة، فسارعوا إلى الأعمال الصالحة علها تكون سبباً في الفوز بالجنة».
> وفي خاطرة إيمانية أوضح الحجرف أهمية صلاة القيام والتهجد في ليالي العشر الأواخر، وما لها من ثواب وأجر عظيم، فضلاً عن توجه المسلم لخالقه عز وجل بالدعاء والدموع لطلب الرضوان والمغفرة الحسنة في محكم الكتاب الحكيم، وقال ذو الجلال والإكرام «ادعوني أستجب لكم»، مضيفا «ونحن اليوم في ظل هذه الليالي المباركة والجموع الغفيرة التي تتوافد إلى المسجد الكبير لندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامنا وصلاتنا، وأن يعم الخير والأمن والأمان على بلدنا الكويت وشعبها، في ظل حكومتنا الرشيدة ولنرفع أيدينا بالدعاء للشفاء لكل مريض ويكون الله عز وجل في عون كل محتاج آمين يارب العالمين».
> وأضاف أن «الواجب على المسلم استغلال هذه الليالي المباركة، فهي من أفضل ليالي السنة، فإن ذهبت فلن تعود ولهذا علينا أن نقدم في صحائفنا ما يرضاه الله لنا فيها، خصوصا أن القيامة هو يوم الحسرات، لأن الناس يندمون فيه على ما فاتهم في الدنيا من أوقات لم يكرسوها لطاعة الله، وادعوا الله ألا يجعلنا من المتحسرين النادمين على عدم استغلال هذه الليالي».
> ولفت إلى أن الواجب على كل مسلم أن يختم القرآن ولو مرة واحدة خلال شهر رمضان، وأن يستغل هذا الشهر في قراءة القرآن فهو سبيلنا الوحيد الذي يجب أن نتعلق به فهو دستورنا الذي نتقرب إليه.
> وقال «هناك من الشباب الذين يجهلون القراءة الصحيحة للقرآن الكريم، وهذا ما يحزنني كثيراً، فمن المؤسف أن الناس أصبحوا على علم بكل شؤون الحياة وأمورها، سواء كانت بالشأن السياحي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الرياضي، في حين لا يفقهون أي شيء في تفسير القرآن».
> وبين أن الأبناء أصبحوا يعيشون بشكل بعيد عن الدين لأنهم انشغلوا بالتكنولوجيا الحديثة، وهذا ما يحزننا كثيراً لأننا نرى ما وصل إليه أبناء الغرب وحالات الانتحار التي ازدادت لديهم لأنهم لا وازع دينيا لديهم ولهذا أدعو جميع أولياء الأمور تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم وسيرة النبي صل الله عليه وسلم.
> خطة الطوارئ
> وذكر المشرف العام للعشر الأواخر من رمضان عبدالله الشاهين «أن الفريق الميداني يتكون من عدة جهات مشاركة منها الحكومية والأهلية، إذ تم تخصيص غرفة عمليات لإدارة الجهات المعنية لتقسيم الأعمال والاتفاق على معالجة نقاط الخلل وتداركها من خلال الاجتماع اليومي للجهات، بحضور مسؤولي الجهات المشاركة لدراسة آلية العمل وخطة الإخلاء في حال حدوث طارئ من خلال توزيع مهام العمل على الجهات المشاركة وتوضيح دورها في الخطة، علاوة على تحديد مناطق الإخلاء وتخصيص مكان المستشفى الميداني في حال إسعاف المصابين، وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة لمنع التدافع والتقليل من الازدحام.
> وقال « ان هذه الجهود التي تبذلها الجهات المشاركة في احياء الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ما هي إلا انعكاس لتحقيق استراتيجية وزارة الأوقاف من خلال المشاركة مع الآخر وتحقيق التكامل في إنجاح العمل المشترك والسعي للريادة في العمل الإسلامي.
> وبين أن هذه الليالي المباركة شهدت إقبالاً متميزاً وكبيراً للمصلين على المسجد الكبير نظراً للمساحة الكبيرة التي يحتويها المسجد من حيث مساحة الحرم والحوش الداخلي والخيام الخارجية التي تمت تهيئتها وتجهيزها، مشيراً إلى وجود اهتمام كبير بالأخوات المصليات خاصة أن عددهن يفوق الطاقة الاستيعابية لمصلى النساء، كما تم التحضير للبرنامج الإيماني النسائي «لحظات من نور» والتنسيق مع محاضرات تم اختيارهن بعناية لأداء دورهن التوعوي والتربوي لأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا في كل ليلة تبدأ من الساعة الحادية عشرة مساءً وتنتهي في الثانية عشرة مساءً في قاعة عبدالله النوري في المسجد الكبير في الخيمة الشرقية، كما أن القائمين على المسجد لم يغفلوا أطفالنا من النشء، حيث خصصت لهم في الخيمة الواقعة بالجهة الشمالية برنامجا توعويا وسط أجواء إيمانية روحانية تبدأ في الحادية عشرة مساءً.
> أغلى من الذهب
> وألقت الداعية طيبة الأنصاري ضمن البرنامج الإيماني النسائي «لحظات من نور»، أكدت خلالها ضرورة ذكر الله والتقرب إليه، واحياء قنوات التواصل معه عز وجل، من خلال اتباع أوامره والابتعاد عن نواهيه، بالإضافة إلى ضرورة استغلال هذه الليالي المباركة في طاعته والتبتل إليه، مشيرة إلى أن هذه الأيام عائدة إلا أن الناس ربما لا يكونو موجودين في الأعوام المقبلة.
> وفي محاضرتها التي حملت عنوان «أغلى من الذهب» وسط حضور نسائي كثيف، قالت الأنصاري «ان الحياة رحلة قصيرة، أما الآخرة فهي دار المستقر، فهنيئا لمن جهز لها ما يناسبها، داعية النساء إلى مراعاة الله في أنفسهن وأزواجهن وأبنائهن.
> مؤيد الشعبان:
> أجهزة تكييف إضافية
> قال رئيس فريق الصيانة والدعم الفني بالمسجد الكبير مؤيد الشعبان «ان هناك لجنة المصلى والتي تختص بكل ما يتعلق بالمصلى، انطلاقا من وصول المصلين ودخولهم إلى المسجد وترتيب الصفوف، وانتهاء بخروجهم، مع مراعاة الجهوزية التامة لفرق الطوارئ الطبية للتدخل في حال حدوث أي طارئ.
> وأضاف «أن فريق المتطوعين لا يدخرون جهداً في مساعدة الفرق العاملة، خاصة أن أغلب هؤلاء المتطوعين أصبحت لديهم خبرة كافية في التعامل مع هذه الليالي، أما بالنسبة للمتطوعين الجدد، فقد تم إدراجهم ضمن دورات تدريبية حتى يكونوا جاهزين لاستقبال هذه الأعداد المتزايدة».
> وأوضح «أن إدارة المسجد الكبير قامت بتركيب أجهزة تكييف جديدة إضافية زادت من تحسين درجة الحرارة داخل المصلى، بالإضافة إلى استحداث نظام جديد لمعالجة أي طارئ قد يحدث بأي سماعة في المسجد بشكل عاجل، كي لا يتأثر صوت الإمام في الوصول إلى جميع المصلين».
> وأشار إلى أن الوزارة تتقدم بالشكر إلى مقام سمو الأمير، والتعليمات التي أصدرها سموه إلى الديوان الأميري لإعادة صيانة وترميم المسجد، وتذليل كل الصعاب التي تعترض طريق تمكن المسجد من استقبال المصلين مرة أخرى، والشكر موصول إلى الأخوة في الديوان الأميري على إنجاز العمل في وقت قياسي»، مبينا أن «الجهود المشتركة أدت إلى سرعة العمل وإتمامه بأحلى صورة».