بدت تونس مصابة بشبه شلل، اليوم الجمعة، بسبب إضراب عام دعت إليه أكبر نقابة فى البلاد، احتجاجا على اغتيال النائب اليسارى المعارض محمد البراهمى الخميس، وكانت شوارع العاصمة التونسية مقفرة اليوم الجمعة فى ساعة بدء العمل فى الإدارات وألغيت رحلات عديدة، بسبب إضراب عام تقرر بعد، وأغلقت عدة مقاهٍ بمناسبة شهر رمضان. لكن تلك التى تفتح أبوابها عادة خلال رمضان كانت مغلقة أيضا الجمعة، بينما أغلق الكثير من المحلات التجارية الستائر المعدنية، كما ذكر صحفى من وكالة فرانس برس، فى المقابل، بدت حركة سيارات الأجرة والترامواى فى حدها الأدنى أو خالية؛ بسبب عدم وجود مستخدمين لها، وعبرت سيدة أمام مدخل أحد المصارف عن استيائها من الإضراب. وقالت "لا يمكن إعلان إضراب بين ليلة وضحاها".
وقال مصدر ملاحى لوكالة فرانس برس، إن كل رحلات شركة الخطوط الجوية التونسية وفرعها الخطوط الجوية التونسية السريعة ألغيت الجمعة، ولم تقلع أى طائرة، تلبية لدعوة الاتحاد العام التونسى للشغل (المركزية النقابية)، وأضاف أن شركات الطيران "أير فرانس" و"اليتاليا" و"بريتش ايرويز" ألغت رحلاتها من تونس وإليها بسبب إضراب الفنيين على الأرض، وهذا الإضراب الوطنى الواسع هو الثانى منذ انتفاضة 2011. وكان الإضراب الأول جرى بدعوة من هذا الاتحاد النقابى غداة اغتيال المعارض اليسارى شكرى بلعيد الذى قتل بالرصاص.
وتحت عنوان "شرارة زعزعة الاستقرار"، تحدثت صحيفة لابريس عن "فتح باب جهنم"، موضحة أن "الضربة التى وجهت إلى منسق حركة الشعب تبدو وكأنها رغبة فى إضعاف العملية الديمقراطية"، وأضافت أن "العنف لم يعد مجرد عمل معزول بل يتحول نظاما. من قبل من؟ ببساطة من قبل الذين يصرون على انتزاع السلطة أو البقاء فيها"، مشيرة بذلك إلى حزب النهضة الإسلامى، وينفذ الإضراب بشكل واسع فى سيدى بوزيد مسقط رأس البراهمى والتى انطلقت منها شرارة الثورة التى أطاحت الرئيس زين العابدين بن على فى يناير 2011.
وأعلنت الرئاسة التونسية الجمعة يوم حداد وطنى بمناسبة تشييع محمد البراهمى النائب اليسارى المعارض فى المجلس التأسيسى (البرلمان) الذى اغتيل بالرصاص أمس أمام منزله بالقرب من تونس، وقالت الرئاسة فى بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه "بعد اغتيال المنسق العام للحركة الشعبية النائب الشهيد محمد البراهمى تعلن رئاسة الجمهورية يوم حداد وطنى الجمعة"، موضحة انه سيتم تنكيس الإعلام، ودعا الاتحاد العام التونسى للشغل (المركزية النقابية) فى بيان إلى "إضراب عام الجمعة بكافة البلاد ضد الإرهاب والعنف وضد الاغتيالات" اثر مقتل محمد البراهمى.
وفى خطاب إلى الشعب التونسى، رأى الرئيس التونسى المنصف المرزوقى أن اغتيال البراهمى الذى جرى فى يوم الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية فى البلاد، يهدف إلى تشويه صورة ثورات "الربيع العربي"، وقال ان "المسئولين عن هذه المأساة يريدون أن يظهروا أن تونس ليست أرض سلام، وأن الربيع العربى فشل فى كل مكان"، من جهته، رفض على العريض رئيس الحكومة التونسية والقيادى فى حركة النهضة، دعوات إلى العصيان المدنى فى تونس وإسقاط الحكومة إثر اغتيال محمد البراهمى، ودعا التونسيين إلى عدم الاستجابة لها.
>
أخبار متعلقة :