رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، تباين ردود الأفعال إزاء سقوط نظام الإخوان فى مصر إثر تدخل الجيش، مشيرة إلى استحسان بعض الجهات فى الجوار العربى والإسلامى ما حدث، واستياء جهات أخرى، وتردد وارتباك جهات غير هذه وتلك.
ولفتت المجلة- فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى الأربعاء- إلى استنكار وإدانة الأحزاب الإسلامية المعتدلة هذا التدخل من قبل الجيش؛ ولكنهم فى الوقت نفسه نأوا بأنفسهم عن إخفاقات نظام الإخوان التى أثارت الأحداث الأخيرة، مشيرة إلى سرعة استنكار أعضاء الحزب الإسلامى الحاكم فى تركيا لما حدث بمصر، وكذلك إخوان سوريا، الطامحون إلى السلطة بمجرد سقوط الأسد، أدانوا الأحداث.
وفى تونس بادر راشد الغنوشى، رئيس حزب النهضة الإسلامى الحاكم- مع إدانته لما وقع- إلى التأكيد على أن حزبه لن يسلك الطريق الذى سلكته جماعة الإخوان فى مصر.
على صعيد آخر مغاير تماما، استغل السلفيون والجهاديون بمنطقة الشرق الأوسط الأحداث الأخيرة لتبرير عدائهم القديم لصندوق الانتخابات، ورصدت المجلة تعليق الجبهة الإسلامية السورية فى تغريدة على تويتر بالقول، إن "الديمقراطية ليست سبيل الإسلام أو شرع الله".
وعلى ذكر سوريا، علقت "الإيكونوميست" على ترحيب الرئيس السورى بشار الأسد بما حدث فى مصر، واصفا إياه بأنه "نهاية الإسلام السياسى"، قائلة، إن هذا الموقف يبدو غريبا عندما يصدر من نظام مدعوم من نظام دينى، فى إشارة إلى النظام الإيرانى، مشيرة إلى حرص بشار على تصوير ما يجرى فى بلاده على أنه معركة بين نظام علمانى ومتطرفين، أما فى فلسطين، فقد رصدت المجلة انقساما إزاء ما حدث فى مصر، فبينما باركت حركة "فتح" فى الضفة الغربية المحتلة هذا التدخل من قبل الجيش، أدانته حركة "حماس" فى قطاع غزة.
وعلى صعيد الخليج العربى، نوهت "الإيكونوميست" إلى موقف أنظمة الخليج التى ترى تنظيمات الإسلاميين، لا سيما جماعة الإخوان بمثابة كابوس تكره رؤيته أكثر من كرهها لمرأى مئات الآلاف يتظاهرون فى الشوارع، ورصدت المجلة رد فعل السعودية الفرح إذ عرضت على الفور تقديم مساعدات بقيمة 5 مليارات دولار إلى مصر، كما وصفت قناة "العربية" التى تديرها المملكة ما حدث فى مصر بأنه "ثورة ثانية".
وعلى الصعيد نفسه، رصدت المجلة البريطانية مبادرة الحكومات والقادة فى كل من البحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة، إلى تهنئة الرئيس المصرى المؤقت "عدلى منصور"، مشيرة إلى تعهد الإمارات بتقديم 3 مليارات دولار مساعدات إلى مصر حتى تتجاوز أزمتها.
وفى قطر، اتسم رد الفعل إزاء الأحداث فى مصر بشىء من الحذر بحسب "الإيكونوميست" التى أشارت إلى دعم قطر لأذرع جماعة الإخوان فى المنطقة، معيدة إلى الأذهان أنها دعمت نظام الإخوان فى مصر بأكثر من 8 مليارات دولار أمريكى لإنعاش الاقتصاد المصرى المتعثر.
وأشارت المجلة البريطانية إلى الدور الذى تلعبه قناة الجزيرة القطرية والتى تخصص الكثير من بثها المباشر لتغطية التظاهرات المؤيدة لنظام الإخوان، ورجحت المجلة على الرغم من ذلك أن يغلب القادة الجدد فى قطر مصلحة بقاء نفوذ دولتهم إقليميا على دعم الأيديولوجية الإسلامية.
يبقى الحديث عن الجهات المترددة؛ حيث رأت "الإيكونوميست" أن إيران وجدت صعوبة فى تقرير موقفها مما حدث فى مصر، معيدة إلى الأذهان موقفين متباينين اتخذهما نظام الإخوان إزاء إيران على مدار حكمه الذى لم يستمر أكثر من عام واحد؛ أول هذين الموقفين هو محاولة التواصل مع نظام آيات الله فى طهران وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، بعد انقطاع دام عقودا، والموقف الثانى جاء مؤخرا عندما دعا النظام فى مصر إلى الجهاد ضد نظام الأسد الشيعى فى سوريا.
ورصدت المجلة شواهد هذا التردد فى أنه بعدما بدت وسائل الإعلام الموالية للنظام الإيرانى مرحبة بالإطاحة بنظام الإخوان فى مصر وسط صمت الدوائر الرسمية فى طهران، لم تمض خمسة أيام حتى أصدرت الخارجية الإيرانية بيانا انتقدت فيه ما وصفته بديمقراطية الشوارع فى مصر.
أخبار متعلقة :