صراعات شديدة
وقال تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، إن «هذا يمثل تفاقما وتوسعا غير مسبوقين لأزمة الغذاء والتغذية، مدفوعة بالصراع المدمر، الذي أدى إلى نزوح جماعي غير مسبوق، وانهيار الاقتصاد، وانهيار الخدمات الاجتماعية الأساسية، والاضطرابات المجتمعية الشديدة، وضعف الوصول الإنساني».
وفي المناطق التي تشهد صراعات شديدة، يمكن أن تؤدي الأعمال العدائية إلى تعطيل الأنشطة الزراعية بشكل خطير، مما يدفع المزارعين إلى تخليهم عن محاصيلهم، ونهبها، وتدمير مخزوناتها.
وأن «الأسر النازحة، وبخاصة تلك التي تعيش في المستوطنات والمباني العامة، من غير المرجح أن تستفيد بشكل كبير من الحصاد».
دليل معقول
وإضافة إلى مخيم زمزم الذي يستضيف أكثر من 400 ألف شخص، تم رصد المجاعة أيضا في مخيمين آخرين للنازحين، أبو شوك والسلام في شمال دارفور، وجبال النوبة الغربية، حسب تقرير المركز.
وأضافت أن خمس مناطق أخرى في شمال دارفور من المتوقع أن تشهد «بدليل معقول» مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة، بما في ذلك مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وأضافت أن 17 منطقة في جبال النوبة والمناطق الشمالية والجنوبية من دارفور معرضة لخطر المجاعة.
وقال التقرير إن بعض المناطق في الخرطوم وولاية الجزيرة بوسط شرق البلاد «ربما تشهد» ظروفا أشبه بالمجاعة.
وأن الخبراء غير قادرين على تأكيد ما إذا كان قد تم تجاوز عتبة المجاعة بسبب نقص البيانات.
النظام العالمي
وقبيل صدور تقرير لجنة التقييم المستقلة، قالت حكومة السودان، إنها علقت مشاركتها في النظام العالمي، وفقا لمسؤول كبير في الأمم المتحدة مطلع على هذه الخطوة.
وفي رسالة مؤرخة 23 ديسمبر، اتهم وزير الزراعة أبو بكر البشري لجنة التخطيط المتكامل «بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته»، بحسب المسؤول الأممي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
نطاق أوسع
وتنتشر المجاعة على نطاق واسع، حيث أصبحت المواد الغذائية في الأسواق نادرة وارتفعت الأسعار بشكل حاد. وتقول جماعات الإغاثة أيضًا إنها تكافح من أجل الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا حيث تحد الأطراف المتحاربة من الوصول، وبخاصة في ولاية شمال دارفور.
وقالت ديرفلا كلياري، مسؤولة الطوارئ وإعادة التأهيل في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، إن 638 ألف شخص يعانون من المجاعة.
وأضافت «إن الوضع في السودان مروع للغاية. إنه أمر غير مقبول في عالم مثل اليوم. نحن بحاجة إلى وقف العنف حتى يتمكن الناس من الحصول على الغذاء والمياه والصحة والتغذية والزراعة».
انعدام الأمن
وبحسب تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يواجه ما مجموعه 24.6 مليون سوداني ـ أي نصف السكان ـ مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
والسودان هو البلد الثالث الذي أعلنت فيه المجاعة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، إلى جانب جنوب السودان والصومال، حيث قُدِّر أن المجاعة الكبرى في عام 2011 تسببت في مقتل ربع مليون شخص - نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة.
ويضم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أكثر من اثنتي عشرة وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة وحكومات تستخدم عمليات الرصد التي يقوم بها كمرجع عالمي لتحليل أزمات الغذاء والتغذية.
وحذرت المنظمة أيضا من أن أجزاء كبيرة من السكان الفلسطينيين في قطاع غزة تواجه خطر المجاعة.
معاناة السودان
وعانى السودان من حرب دامت عشرين شهراً، وأسفرت عن مقتل أكثر من 24 ألف شخص ونزوح أكثر من 14 مليون شخص، نحو 30 % من السكان، من ديارهم، وفقاً للأمم المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن نحو 3.2 ملايين سوداني عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك تشاد ومصر وجنوب السودان.
وبدأت الحرب في أبريل 2023، عندما انفجرت التوترات الطويلة الأمد بين جيشها وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في قتال مفتوح في العاصمة الخرطوم، قبل أن تنتشر إلى مناطق حضرية أخرى ومنطقة غرب دارفور. وقد تميز الصراع بالفظائع، بما في ذلك القتل والاغتصاب بدوافع عرقية، وفقًا للأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان. وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مزعومة.
المناطق الخمس المتضررة بالمجاعة في السودان:
1. مخيم زمزم للنازحين (شمال دارفور):
يضم أكثر من 400 ألف شخص.
أول منطقة تم رصد المجاعة فيها في أغسطس الماضي.
يعاني السكان من نقص الغذاء نتيجة النزوح وفقدان الأنشطة الزراعية.
2. مخيم أبو شوك (شمال دارفور):
أحد المخيمات التي سجلت فيها حالات المجاعة.
السكان يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية مع صعوبة الوصول إليهم.
3. مخيم السلام (شمال دارفور): يعاني من ظروف إنسانية صعبة.
الأسر النازحة تفتقر إلى مصادر الغذاء، ولا تستفيد من موسم الحصاد.
4. جبال النوبة الغربية:
منطقة تتعرض لنزاعات حادة تعطل الأنشطة الزراعية.
سكانها معرضون لخطر المجاعة بشكل كبير مع صعوبة الوصول الإنساني.
5. مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور):* من المتوقع أن تشهد المجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة.
الأسواق المحلية تعاني من ندرة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها بشكل حاد.
أخبار متعلقة :