شبكة عيون الإخبارية

إسرائيل تواصل قتل المدنيين في سبيل تحقيق أهدافها

تشن إسرائيل هجومًا واسع النطاق على شمال غزة -الذي كان بالفعل الجزء الأكثر عزلة والأكثر تدميرًا في المنطقة- منذ ما يقرب من شهر.

وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة من جانب الولايات المتحدة وغيرها من الجهات في المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، فإن الضربات الإسرائيلية المكثفة ضد جماعة حزب الله المسلحة تتوسع إلى ما هو أبعد من المناطق الحدودية اللبنانية، كما تخوض إسرائيل حربًا لا نهاية لها على ما يبدو ضد حماس في شمال غزة.

وأفاد مسؤولون عن مقتل 30 شخصًا في غارة واحدة على غزة وأيضًا 20 شخصًا مقتولا في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، بينهم ثماني نساء وستة أطفال، وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف منشأة لتخزين الأسلحة كان مسلحًا يعمل من خلالها، وإن «خطوات عديدة اتخذت للتخفيف من خطر إيذاء المدنيين».

فيما أكد وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد في الشرق الأوسط، لكنه احتفظ بالحق في الدفاع عن نفسها ضد هجوم إسرائيل برد «مدروس وحسابي».

طريقة مدروسة

ويهدد المسؤولون الإيرانيون بشكل متزايد بشن ضربة أخرى ضد إسرائيل بعد هجومها في 26 أكتوبر، والذي استهدف قواعد عسكرية ومواقع أخرى، وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مؤتمر صحفي خلال زيارته إلى باكستان، إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على عكس النظام الإسرائيلي، لا تسعى إلى التصعيد».

وقال «إننا نحتفظ بحقنا الأصيل في الدفاع المشروع بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وسوف نرد بالتأكيد على العدوان الإسرائيلي في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة وبشكل مدروس ومحسوب للغاية».

والتقى عراقجي مع وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل لتهدئة التوترات في المنطقة.

غارات مستمرة

وأفاد مسؤولون صحيون فلسطينيون بأن الغارات الإسرائيلية قتلت 30 شخصًا على الأقل في غزة، بما في ذلك منزل كانت تلجأ إليه عائلات نازحة.

وقال مسؤولون صحيون إن عشرة أشخاص قتلوا، بينهم أربعة أطفال وامرأتان، كما أسفرت غارة في وقت متأخر على بلدة بيت لاهيا شمال غزة عن مقتل 20 شخصًا على الأقل، بينهم ثماني نساء وستة أطفال.

ومنذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحزب الله في عام 2023، قُتل ما لا يقل عن 3000 شخص وجُرح نحو 13500 آخرين في لبنان، حسب تقارير وزارة الصحة.

ويقول مسؤولون صحيون فلسطينيون إن أكثر من 43 ألف شخص قتلوا في حرب إسرائيل ضد حماس في غزة التي استمرت أكثر من عام.

منزل اللاجئين

وقال حسام أبو صفية، مدير المستشفى القريب الذي استقبل الضحايا، إن الغارة التي وقعت في وقت متأخر من يوم الاثنين أصابت منزلا في بلدة بيت لاهيا، حيث كانت عدة عائلات تلجأ.

ومن بين القتلى ثماني نساء وستة أطفال، بحسب قائمة قدمتها خدمات الطوارئ التابعة لوزارة الصحة في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف منشأة لتخزين الأسلحة كان مسلح يعمل من خلالها، وإنه «اتخذ خطوات عديدة للتخفيف من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين».

وشنت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على شمال غزة ـوهو الجزء الأكثر عزلة وتدميرًا في القطاع- منذ ما يقرب من شهر.

وقد أمرت بإخلاء بيت لاهيا، وبلدة بيت حانون المجاورة، ومخيم جباليا للاجئين بالكامل، ولم تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية تقريبًا إلى المنطقة لأكثر من شهر.

كما فرّ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مدينة غزة القريبة في أحدث موجة من النزوح خلال الحرب، التي بدأت عندما هاجم مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر2023.

انتشال الجثث

ومن جهه اخرى قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن الصليب الأحمر اللبناني سيرسل قافلة أخرى، إلى وطى الخيام في جنوب لبنان للبحث عن جثث 15 شخصًا قتلوا في غارة جوية إسرائيلية وانتشالها.

وكان المسعفون قد وصلوا إلى موقع الضربة قبل يومين، وأزالوا خمس جثث أخرى، لكنهم اضطروا إلى العودة بمركبات أكبر لإزالة الأنقاض.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الانتشار جاء بالتنسيق مع بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، والمعروفة باسم اليونيفيل، وهو الإجراء المعتاد.

ولم يعلق الصليب الأحمر على هذه الأنباء فورًا، لكنه أعرب عن قلقه في الأسابيع الأخيرة إزاء عدة حالات ضربت فيها إسرائيل داخل أو بالقرب من مناطق نشر فيها مسعفين للبحث عن الجرحى والضحايا.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أصدر تحذيرات للسكان هناك في أواخر أكتوبر لإخلاء المنطقة قبل شن غارات على أهداف تابعة لحزب الله، وطلب من سيارات الإسعاف تجنب المنطقة. الإجلاء الطبي

و قالت منظمة الصحة العالمية إنها تعمل على ترتيب عمليات الإجلاء الطبي لأكثر من 100 شخص من غزة وهو ما سيكون أكبر عملية من نوعها خلال ستة أشهر.

وذكر ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة الدكتور ريك بيبركورن إن وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة تساعد في تنسيق عمليات الإجلاء عبر معبر كرم أبو سالم على أساس قائمة من المرشحين ذوي الأولوية التي أعدتها وزارة الصحة في غزة.

وفي حديثه عبر الفيديو من غزة للصحفيين في جنيف، قال بيبركورن إنه تم ترتيب عمليات الإجلاء الطبي لـ 282 شخصًا منذ أن فرضت القوات الإسرائيلية إغلاق معبر رفح بين غزة ومصر في السادس من مايو.

أبرز التبريرات والأسباب وراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة ولبنان:

1. الرد على الهجمات الصاروخية

- تُبرر إسرائيل غاراتها بأنها رد فعل على إطلاق الصواريخ من غزة وجنوب لبنان تجاه أراضيها، خاصة في ظل تزايد التصعيد بين الطرفين في الأوقات الأخيرة.

2. تدمير البنية التحتية للفصائل المسلحة

- تهدف إسرائيل إلى تدمير قدرات الفصائل الفلسطينية في غزة مثل حماس والجهاد الإسلامي، وذلك عبر استهداف الأنفاق، ومخازن الأسلحة، ومواقع التدريب.

3. الضغط على القوى الإقليمية

- تقوم إسرائيل بشن الغارات كجزء من إستراتيجية للحد من نفوذ إيران في المنطقة.

4. التصعيد الإقليمي

- الغارات الإسرائيلية تأتي في ظل تزايد التوترات الإقليمية، حيث ترى إسرائيل في نشاطات حماس وحزب الله تهديدًا لحدودها وأمنها القومي.

5. الحفاظ على الأمن الداخلي

- تُصعد إسرائيل من عملياتها كجزء من الحفاظ على أمنها الداخلي ومنع وصول أسلحة أو تعزيزات قد تزيد من التهديدات الأمنية.

6. الضغط السياسي الداخلي

- يستخدم المسؤولون الإسرائيليون هذه الغارات كوسيلة لتهدئة الضغوط الداخلية، حيث يتعرض القادة لضغوط من المواطنين لزيادة الحماية من الهجمات الصاروخية وضمان الأمن.


الوطن السعودية

أخبار متعلقة :