وجدد الجيش الإسرائيلي دعوته إلى إخلاء جماعي من بلدة خان يونس الجنوبية، حيث لجأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين في الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي وسع فيه هجومه البري وقصف أهدافا في مختلف أنحاء قطاع غزة.
وبينما تدعو إسرائيل إلى إخلاء مزيد من المناطق، ليس من الواضح أين يمكن أن يذهب الناس. فالملاجئ مكتظة بالفعل.
غارات جوية
وقال سكان، إنهم سمعوا غارات جوية وانفجارات في خان يونس وما حولها خلال الليل بعد أن أسقط الجيش منشورات تحذر الناس من الانتقال جنوبا باتجاه الحدود مع مصر. وأمر الجيش بإخلاء ما يقرب من عشرين حيًا في المدينة وما حولها.
وفي وقت لاحق من اليوم، حذر الجيش المدنيين بضرورة تجنب الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب بين خان يونس وبلدة دير البلح بوسط البلاد، قائلا إن الطريق أصبح «ساحة معركة» و«خطر للغاية». ويشير ذلك إلى أن القوات الإسرائيلية تقترب من خان يونس من الشمال الشرقي، ربما مع خطط لعزل وسط غزة عن الجنوب.
وقال الأدميرال دانييل هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجيش يلاحق حماس «بأقصى قدر من القوة» في الشمال والجنوب.
وأشار إلى خريطة تقسم جنوب غزة إلى عشرات الكتل من أجل إعطاء «تعليمات دقيقة» للسكان حول مكان الإخلاء.
ومع ذلك، تجاهل عديد من الفلسطينيين أوامر الإخلاء السابقة، قائلين إنهم لا يشعرون بأي قدر أكبر من الأمان في المناطق التي طُلب منهم اللجوء إليها – والتي تعرضت أيضًا للقصف بشكل متكرر. وفي الوقت نفسه، منع الجيش أولئك الذين فروا من الشمال من العودة، حتى أثناء وقف إطلاق النار.
مستوى لا يطاق
وقالت ميريانا سبولجاريك، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، خلال زيارة نادرة لغزة: «إن مستوى المعاناة الإنسانية لا يطاق».
وأضافت: «من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن للذهاب إليه في غزة، ومع وجود حصار عسكري قائم، لا توجد أيضًا استجابة إنسانية كافية ممكنة حاليًا».
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى في القطاع منذ 7 أكتوبر تجاوز 15500، إضافة إلى أكثر من 41 ألف جريح.
وأكد متحدث باسم وزارة الصحة أن المئات قتلوا أو جرحوا منذ انتهاء وقف إطلاق النار، في وقت مبكر من يوم الجمعة. وقال أشرف القدرة: «لا يزال غالبية الضحايا تحت الأنقاض».
وقال عمر الدرعاوي الموظف الإداري في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، إن مستشفى شهداء الأقصى استقبل ليل الجمعة 32 جثة بعد الغارات الإسرائيلية على وسط قطاع غزة.
الضغط الأمريكي
وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لتجنب مزيد من عمليات التهجير الجماعي وقتل المدنيين، وهي الرسالة التي أكدتها نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال زيارة للمنطقة. وقالت أيضًا إن الولايات المتحدة لن تسمح بالترحيل القسري للفلسطينيين خارج غزة أو الضفة الغربية المحتلة، أو إعادة رسم حدود غزة.
لكن من غير الواضح إلى أي مدى ترغب إدارة بايدن أو قادرة على الذهاب في الضغط على إسرائيل لكبح جماح الهجوم، حتى في الوقت الذي يواجه فيه البيت الأبيض ضغوطًا متزايدة من حلفائه في الكونجرس.
وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم الدعم الثابت لإسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، الذي أودى بأكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بما في ذلك الذخائر وغيرها من المساعدات لإسرائيل.
ورفضت إسرائيل الاقتراحات الأمريكية بتسليم السيطرة على قطاع غزة بعد الحرب إلى السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا كجزء من الجهود المتجددة لحل الصراع الشامل من خلال إقامة دولة فلسطينية.
أعمال العنف
وفي سياق آخر، دعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إسرائيل -القائمة بالاحتلال- إلى احترام القانون الدولي، مؤكداً الخوض في التحقيقات بشكل عاجل في أعمال العنف التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون بحق فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال في رسالة له، بعد زيارة استمرت أربعة أيام إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة: «في غزة، لا يوجد مبرر لأن يُجري الأطباء عمليات في ظل عدم وجود إضاءة أو لإجرائهم عمليات جراحية للأطفال دون تخدير، تخيلوا مدى الألم».
وتابع: «كنت شديد الوضوح عندما قلت إن هذا هو الوقت المناسب للامتثال للقانون، إذا لم تمتثل إسرائيل الآن، فينبغي لها ألا تشتكي لاحقاً».
وطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في رسالته، أن يحصل المدنيون على احتياجاتهم من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية التي هم في أمس الحاجة إليها، دون مزيد من التأخير، وبوتيرة كبيرة وعلى نطاق واسع.
وتجري المحكمة تحقيقاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المحتملة هناك منذ عام 2021.
ووثقت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت سابق اعتقال قوات الاحتلال لـ28 من الكوادر الطبية أثناء مرورهم على حاجز عسكري جنوب مدينة غزة.
وشهد قطاع غزة أكثر من 400 غارة جوية إسرائيلية استهدفت منازل سكنية خلال يوم واحد، مما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين.
أخبار متعلقة :